يرى خبراء في الشأن الدولي أنه لا يمكن حل الأزمة الليبية دون الجزائر، كونها لاعب مهم وأساسي في المعادلة الليبية، واعتبروا أنه من غير المعقول أن لا تدعى الجزائر لحضور اجتماع برلين الخاص بالأزمة الليبية المقرر عقده الشهر الجاري، كون الجميع يؤمن بأن المقاربة الجزائرية للحل هي المقاربة العقلانية الوحيدة التي تقوم على أساس مصالحة وطنية ليبية-ليبية تفضي إلى إقامة حكومة موحدة تحفظ الوحدة الترابية للبلد وتنهي الصراع الدائر.
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي نسيم بلهول في تصريح لـ”الجزائر”، أن دعوة المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لحضور الندوة الدولية حول ليبيا المزمع انعقادها في برلين الشهر جاري “فرصة أمام الجزائر للعودة بقوة للساحة الدولية من البوابة الكبيرة – عن طريق برلين- بعد غابت عنها لأشهر كثيرة، خصوصا ما تعلق بالقضايا الإقليمية وفي مقدمتها الأزمة الليبية”.
وأوضح بلهول أن الجزائر “لا تزال متمسكة بالمسار السلمي لحل للازمة الليبية وبين الفرقاء الليبيين، وتريد تحييد وجود أية قوة أجنبية بهذا البلد الجار حتى وإن تعلق الأمر بشركائها الاستراتجيين كروسيا والصين”، وأضاف أن الجزائر “دائما كانت متمسكة بهذا الحل وإن مبادراتها السابقة واللاحقة لن تخرج عن هذا الحل”.
وقال المتحدث ذاته أن الظهور على الساحة عدة دول تدعم طرف ليبي على حساب طرف آخر، كبريطانيا وروسيا ومصر والأردن التي تدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقطر وتركيا اللتان تدعمان حكومة الوفاق، دفع المستشارة الألمانية إلى دعوة الرئيس تبون لحضور مؤتمر برلين، وهو تأكيد على أنه لا يوجد حل للازمة الليبية من دون الجزائر، و أن تلك الدول التي تدعم الأطراف المتنازعة في ليبيا لا يمكنها أن تسد الحجم و الثقل الذي تلعبه الجزائر لحل هذه الأزمة.
ويرى المحلل السياسي أن اجتماع برلين “سوف يتم خلاله فتح ورشات وستكون لقاءات ثنائية بين الجزائر والدول المشاركة فيه، وسوف تعمل الجزائر على إرجاع العلاقات مع بعض هذه الدول التي عرفت بعض الجمود في الوقت السابق بإيعاز من فرنسا”، وستحاول الجزائر-يقول المحلل رأب الصدع أولا في الملف الليبي، وفي العلاقات مع مختلف الدول المشاركة في الاجتماع.
وفي رده على سؤال حول المبادرات التي قال وزير الخارجية صبري بوقادوم أن الجزائر سوف تطلقها الأيام القادمة لحل الأزمة الليبية، وإن كانت هي نفس المقاربات السابقة، قال بلهول إن الجزائر “ستعيد تحيين المقاربات السابقة وفق المستجدات الدولية الحاصلة”، كما أنه يتطلب على الجزائر حسب المحلل السياسي “التنسيق الأمني والاستخباراتي مع دول الجوار تنسيقا متواصلا وكثيفا”.
من جانبه قال أستاذ العلاقات الدولية ورئيس تحرير المجلة الإفريقية للعلوم السياسية بشير شايب إن الجزائر “لاعب مهم وأساسي في المعادلة الليبية ولا يعقل طبعا ألا توجه إليها الدعوة لحضور اجتماع مخصص للنزاع في ليبيا كون ألمانيا هي البلد المستضيف للمؤتمر فمن الطبيعي أن توجه الحكومة الألمانية دعوات للدول المعنية بالحضور”.
واعتبر شايب أن المقاربة الجزائرية للحل هي المقاربة “العقلانية” الوحيدة التي تقوم على أساس مصالحة وطنية ليبية تفضي إلى إقامة حكومة موحدة تحفظ الوحدة الترابية للبلد وتنهي الصراع الذي أتى على الأخضر واليابس وأصبح يهدد الأمن والسلم في المنطقة.
رزيقة.خ
خبراء في العلاقات الدولية يؤكدون::
الوسومmain_post