كشفت نائب رئيس البرلمان الألماني “البوندستاغ “، كلوديا روث، أمس خلال استقبالها بمقر المجلس الشعبي الوطني من طرف الرئيس معاذ بوشارب أن الجزائر قادرة على لعب دور كبير في تحقيق الاستقرار بمنطقة الساحل وإفريقيا عموما، بالنظر لما تعانيه من عديد الأزمات، ودعت إلى ضرورة تعزيز التعاون بين برلماني البلدين وتوسيعه إلى مجالات أخرى على غرار قطاع السياحة والثقافة، معتبرة أن منطقة البحر الأبيض المتوسط تشكل جسرا لتعزيز التعاون الثنائي .
وذكّر رئيس المجلس بالتحديات التي تواجه الجزائر لاسيما في محيطها الجيو- استراتيجي واستعرض ما بذلته من جهود لتثبيت عوامل السلم والاستقرار لاسيما في مالي وليبيا.
وأشار رئيس المجلس إلى مواقف الجزائر الثابتة في نصرة القضايا العادلة وفي مقدمتها الصحراء الغربية، التي ما فتئت الجزائر تدعو إلى حل النزاع فيها بتطبيق قرارات الأمم المتحدة بما يمكن الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير.
وتزامنت زيارة رئيسة البرلمان الألماني إلى الجزائر مع الزيارة التي قامت بها وزيرة الدفاع الألمانية إلى مالي للقاء وزيرة الدفاع الفرنسية ووزير الدفاع الموريتاني والمالي بمناسبة حضور مراسم تسلم ضابط ألماني قيادة مهمة الاتحاد الأوروبي لتدريب قوات مالي.
ودعت وزيرة الدفاع الألمانية “أورسولا فون درليين”إلى بذل جهود من أجل تطبيق اتفاق السلام الموقع 2015 في الجزائر، مشيرة إلى أن ” هناك حاجة للتعاون بين مختلف الفصائل الموقعة على اتفاق السلام من أجل تحقيق تقدم “.
وكانت الجزائر قد نجحت في جمع كل الأطراف المتقاتلة في مالي إلى طاولة الحوار وتوقيع اتفاق السلام بينها الذي أنهى الاضطرابات والمواجهات في شمال مالي الذي يرتبط مع الجزائر في حدودها الجنوبية .
ولايزال تطبيق الاتفاق يواجه مصاعب في تنفيذه بين الفينة الأخرى ويشكل خرق الاتفاق إحدى أهم المخاطر التي تخشاه في المنطقة .
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية بأن من مصلحة أوروبا العمل على توفير الأمن والاستقرار في دول منطقة الساحل الإفريقي.
وبحثت وزيرة الدفاع الألمانية و ونظيرتها الفرنسية “فلورانس بارلي مع المسؤولين المحليين،أول أمس المشاكل التي تواجه تطبيق اتفاق السلام الموقع في الجزائر بين الفصائل، وتفعيل القوة المشتركة لدول الساحل الخمس لمكافحة الإرهاب.
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية إن ” الحضور الألماني في منطقة الساحل يختلف عن الحضور الفرنسي لكنه مكمل له”.
يُذكر أن هذه المهمة تعمل منذ 2013، وتقوم بتدريب قوات الأمن المالية وقوة التدخل الإقليمية (جي 5)، والتي تضم قوات من موريتانيا، ومالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتشاد، بدعم مالي من الاتحاد الاووربي 50 مليون دولار، ومن السعودية بـ 100 مليون دولار، والإمارات بـ 30 مليون دولار، ويشارك في المهمة الأوروبية في الوقت الراهن نحو 600 جندي منهم نحو 150 ألمانيا.
وتنشر فرنسا قرابة 4500 جندي في دول الساحل الخمس ضمن عملية “برخان ” التي تهدف إلى دعم هذه الدول في وجه الإرهابيين الذين ينشطون في هذه المناطق..
رفيقة معريش