توقع أمس خبراء في الاقتصاد عدم هبوط أسعار النفط إلى مادون 50 دولار، على الرغم من تأرجحها ما بين 50 و 55، مشيرين إلى أن بقاءها على هذه الحال ستكون له مخلفات سلبية في حال لم تغير الجزائر من سياستها الاقتصادية، وذكر المشاركون في اليوم الدراسي حول الاقتصاد الوطني لما بعد البترول المنعقد بغليزان بإشراف من الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة أن الخزينة العمومية قد فقدت أكثر من 27 مليار دولار منذ الهزة التي مست أسعار البترول، وكشف المدير العام السابق لسوناطراك والوزير السابق عبد المجيد عطار أن الجزائر تكبدت خسائر فادحة نتيجة تهاوي أسعار الذهب الأسود بعد أن كان سعر البرميل في سنة 2013 يصل إلى 109 قبل أن يتهاوى ويصل سعره إلى الحضيض في ظرف ثلاث سنوات فقط، مشددا على أن أزمة أسعار النفط قد عرت واقع الاقتصاد الوطني، بعدما اتضح أن نسبة مشاركة القطاعات في الاقتصاد الوطني لازالت جد ضعيفة وهو ما تبينه الاحصائيات المتوفرة سنة 2014 حيث بلغت نسبة البضاعة المحلية 22 بالمائة، القطاعات العمومية 18 بالمائة، الزراعة 10 بالمائة والصناعة 5 بالمائة في وقت لازالت الحكومة تستهلك ما نسبته 79 بالمائة من الطاقة على قطاعات غير منتجة، ما جعل عطار يؤكد أن الجزائر ستواجه مشاكل طاقوية بحلول سنة 2030 ما يستلزم عليها الذهاب نحو استخراج الغاز الصخري والطاقات المتجددة. وفي هذا الصدد قال امين عكابي رئيس مركز البحث في الطاقات المتجددة إن الطاقات المتجددة يمكنها خلق حوالي 8 آلاف منصب شغل سيما بعد مباشرة إجراءات إطلاق محطة الطاقة الشمسية بقدرة استيعاب 22 ألف ميغاواط ، وفي السياق قال الخبير في الطاقة توزي عبد القادر إن الصحراء الجزائرية يمكنها أن تغذي أوروبا بأكملها بسبب عدم تمويل عدة مشاريع طاقوية لم يتم الاستثمار فيها، في الوقت الذي دعا محمد زروقي رئيس غرفة التجارة بغليزان إلى ضرورة الاستثمار في الطاقات الصناعية وخلق الاستثمار.
مبعوث الجزائر إلى غليزان: عمر حمادي