يرى العديد من الخبراء الاقتصاديين انه يجب على الجزائر الدخول في إصلاحات اقتصادية إذا كانت راغبة في استقطاب الاستثمارات الأجنبية، معتبرين تقرير كتابة الدولة الأمريكية حول “فرص الاستثمار” في الجزائر لشركاتها، يبقى مرتبط- وان أبدت رغبتها في ذاك و اعتبرتها “سوقا مربحة”- بالعديد من العوامل و أهمها مدى إدراج الولايات المتحدة الجزائر ضمن إستراتيجيتها للاستثمار في الخارج من جهة، ومدى قدرة الجزائر على استقطاب هذه الاستثمارات من جهة أخرى. وفي هذا الصدد يقول الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول في تصريح ل”الجزائر”، أن هناك العديد من النقاط قد تقلص من فرض الاستثماري في الجزائر، و قال أن حجم التبادلات التجارية بين البلدين في 2008-2009 بلغ 11 مليار دولار لكنه تراجع إلى أكثر من النصف في 2017، حيث بلغ اقل من 5 مليار دولار و 70 منه عبارة عن محروقات، مرجعا السبب في ذلك إلى انه في السابق الولايات المتحدة قد تشتري النفط و الغاز الجزائري، أما اليوم فمعظم هذه المواد تصدر لأوروبا، قال مبتول أن تقرير كتابة الدولة الأمريكية التي اعتبرت القاعدة 49/51 معيقة بشكل خاص دخول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للسوق الجزائرية لأنها لا تملك الموارد البشرية والمالية اللازمة لتلبية متطلبات الاستثمار، له تأثير سلبي استقطاب الاستثمار الأمريكي في الجزائر، و أضاف أن الجزائر و حتى و أن كانت تمتلك إمكانيات، إلا انه لابد عليها من الدخول في إصلاحات اقتصادية، و أشار إلى التقرير الأخير لصندوق النقد الدولي و توقعاته لتهاوي احتياط الجزائر من العملة الصعبة في 2020، ومعدل بطالة يفوق 30 بالمائة إضافة إلى معدل تضخم مرتفع أن يستقطب استثمارات خارجية، إضافة إلى عامل آخر يقول مبتول وهو غياب نظرة إستراتيجية، معتبرا أن الحلول موجودة و بيد المسؤولين، أين يجب تغيير الاقتصاد بإدخال الإصلاحات. من جانبه يرى الخبير الاقتصادي ياسين ولد موسى إن الحديث عن الاستثمارات الأمريكية في الجزائر له شقان، الأول مرتبط بالولايات المتحدة الأمريكية وان كان لديها إستراتيجية للاستثمار في الخارج، خصوصا أن ما يلاحظ على سياستها اليوم هي رغبتها في “العودة إلى المنزل” لتقليص النفقات سواء العسكرية أو غيرها نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية، أما الشق الثاني فمرتبط بالجزائر و أن كانت قادرة على جلب الاستثمار، و هنا قال الخبير أن الجزائر لديها من الإمكانيات ما يجعلها قادرة على الاستثمار في العديد من المجالات و كذا توسيع السوق الداخلية و الخارجية من خلال التصدير ، و قال أن الولايات المتحدة تهتم لمالا يصنعه الآخرون كالمواد الخام، لدا فمعظم استثماراتها في الجزائر في قطاع المحروقات و تكون من خلال مجمعات كبيرة و ليس مجرد مؤسسات كتلك الفرنسية و الايطالية و الاسبانية التي تستمر في هذا القطاع في الجزائر، و بقيت-أي أمريكا- تستثمر في الجزائر حتى في العشرية السوداء، غير انه و رغم هذا فالجزائر في مجال المحروقات فاغلب صادراتها توجه لأوروبا باعتبارها الشريك التقليدي ، ويرى من جهة أخرى الخبير الاقتصادي أن غياب الاستثمار الأمريكي في مجالات كالأدوات الكهرومنزلية آو غيرها و التي نقوم بها عادة مؤسسات صغيرة أو متوسطة، قد يكون راجع لصغير السوق الجزائرية-40 مليون نسمة ما يقارب بالنسبة لها حجم سكان ولايتين أمريكيتين فقط، إضافة إلى أن أمريكا تبحث في الجزائر على التواجد السياسي أكثر منه اقتصادي.
رزيقة.خ
الرئيسية / الاقتصاد / خبراء اقتصاد لـ "الجزائر"::
“لا مفر من الإصلاحات الاقتصادية لاستيعاب الاستثمارات الخارجية”
“لا مفر من الإصلاحات الاقتصادية لاستيعاب الاستثمارات الخارجية”
خبراء اقتصاد لـ "الجزائر"::
الوسومmain_post