● على المواطنين التقيد بالإجراءات الوقائية وتحمل مسؤولياتهم للمساهمة في مكافحة هذا الوباء
• إحصاء 60 ألف تحقيق وبائي عبر التراب الوطني
• ارتفاع عدد حالات الإصابة في الآونة الأخيرة سببه تراخي ولامبالاة بعض المواطنين
كشف مدير المعهد الوطني للصحة العمومية وعضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس “كورونا”، إلياس رحال، أن ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس المستجد في الآونة الأخيرة، “متوقعة” بالنظر لتخفيف إجراءات الحجر الصحي والذي قابله تراخي ولامبالاة من طرف المواطنين في التقيد بالتدابير الوقائية، هذه الأخيرة التي قال إنها تبقى “السلاح الوحيد” لمجابهة الفيروس مطالب من المواطن الإلتزام بها، فلا يمكن مكافحة الوباء دون أن يتحمل الفرد مسؤولياته.
وقال إلياس رحال، لدى نزوله أمس، ضيفا على حصة “ضيف الصباح” عبر أمواج القناة الإذاعية الأولى “ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا كان متوقعا بعد تخفيف إجراءات الحجر الصحي والمشكل يعود بالدرجة الأولى لتراخي بعض المواطنين في التقيد بالإجراءات والتدابير الوقائية في الوقت الذي كنا ولا زلنا نراهن على وعي المواطنين في مكافحة هذا الفيروس وما يهمنا هو قلة عدد الوفيات والذي هو مؤشر إيجابي في التحكم في الوضعية الوبائية وليس لدينا مصابين كثر في مصالح الإنعاش”.
وتابع رحال: “المواطنون مطالبون اليوم أكثر من أي وقت بالتقيد بالإجراءات والتدابير الوقائية والتي هي الآن إجبارية لاسيما ما تعلق بإرتداء الكمامة ومعها الإلتزام بغسل اليدين والتباعد الإجتماعي فهي أمور بسيطة ومتيقن أنه لو التزمنا بهذه التدابير، سنخرج من هذه الأزمة الصحية بأقل الأضرار”، كما أثنى في الوقت نفسه على بروتوكول العلاج الذي اعتمدته الجزائر وكانت السباقة لذلك والمتمثل في “الكلوروكين”، مؤكدا أنه “أثبت نتائج فعاله بشهادة الأطباء”.
وأشار رحال أنه “لا وجود للأنفلونزا الموسمية في شهر جوان ومن ظهرت عليه الأعراض يجب أن يتجه مباشرة للمصحات الإستشفائية للتشخيص، لأنه خطر أن يكون شخص مصابا بالفيروس ويسكت عن ذلك بحجة الخوف من الإفصاح عن ذلك والبقاء متجولا بكل حرية والمساهمة في تفشي هذا الوباء وهذا مشكل كبير وبالتالي لا بد من التبليغ عن هذه الحالات وينبغي التذكير أننا لا نسجل فيه انفلوانزا موسمية الآن ليعلم الموطنين ولا توجد انفلوانزا موسمية في شهر جوان، في شهر مارس الماضي يمكن الحديث عن ذلك ويطرح مشكل تشابه الأعراض أما الآن فلا، ومن لديه أعراض فليتوجه للمصحات الإستشفائية”.
التحقيقات الوبائية لا تزال مستمرة
وعاد رحال للحديث عن التحقيقات الوبائية والتي تم اعتماده في إستراتيجية مكافحة فيروس “كورونا”، مؤكدا أن الهدف منه هو إخراج الوباء من المستشفيات وكانت من أولويات المجلس العلمي وانبثقت لجنة خاصة بذلك، مؤكدا أنها انطلقت في عملها في ولاية سطيف والتي أصبحت بؤرة، كما تنقلت أمس، لولاية وهران وعين تموشنت واليوم ستكون في ولاية تلمسان”، وقال: “عدد التحقيقات الوبائية وصلت حتى 60 ألف تحقيق عبر التراب الوبائي وما بعد التحقيق الوبائي الحالات المشتبه فيها أو المؤكدة يجب عزلها ونحن في المجلس العلمي تحدثنا مع المختصين لتوفر مراكز خاصة لعزل هذه الحالات لتفادي تفشي الوباء ففي ولايات سطيف تم توفير مراكز خاصة بذلك”.
التشكيك في وجود الوباء.. تشويش
وردّ إلياس رحال على الذين لا يزالون يشككون حتى في وجود الفيروس بالتأكيد أن “هذا الأمر غير مقبول تماما لاسيما و أنه فيروس يتخبط فيه العالم بأكمله وليست الجزائر وحدها”، مشيرا إلى أن “المواطنين مطالبين اليوم بالتقيد بالإجراءات الوقائية لوضع حد لانتشار هذا الوباء والعمل على القضاء عليه”، مبرزا أن “هذا ما يجب الموطنين التركيز عليه اليوم وليس الخوض في أمور والترويج لمسائل لا أساس لها من الصحة والتي تشوش على الإستراتيجية التي وضعتها الدولة لمجابهة هذا الوباء العالمي، وقال في هذا الصدد: “هذا وباء عالمي، الكل يتخبط فيه، فلماذا هذا التشكيك والقول إن هذا الفيروس غير موجود تماما ؟؟ والأخطر هو السعي للترويج لهذه المعلومة المغلوطة والتي هي خطر في حدا ذاته وتساهم في رفع من حالة اللامبالاة وعدم التقيد بالإجراءات الوقائية”، وتابع في السياق ذاته: “على الجميع أن يعي أن هذا الفيروس موجود ولا مجال للتشكيك وهو الأمر الذي يشوش على تجسيد الإستراتيجية التي وضعتها الدولة لمكافحة هذا الفيروس كما أدعوا المواطنين للتحلي بالوعي والمسؤولية والتقيد بالإجراءات الوقائية والتي هي الحل الوحيد على الأقل لغاية الوصول للقاح لهذا الوباء فهذا التشكيك هو تشويش ولا بد من الخروج من هذه الدائرة التي لا تخدم استراتيجية مكافحة هذا الفيروس والذي تعتمد بالأساس على وعي ومسؤولية المواطنين”.
وأكد المتحدث ذاته، بأن “العدد حقيقي وأن الحالات المؤكدة هي التي تأكدت عبر التشخيص المخبري والمشتبه فيها والتي ظهرت تشخيص عبر السكانير”، مشيرا إلى أنه “لا فائدة لنامن الكشف عن أرقام مغلوطة”، وتابع: “أريد أن أذكر بالرعية الإيطالي والتي بعد ساعتين فقط تم تأكيدها والإعلان عنها عبر وسائل الإعلام ووزارة الصحة تعتمد في إستراتيجيتها على الإتصال والشفافية”.
العمل على رفع وتيرة التشخيص والتحاليل
وأبرز رحال إلى أن الرفع من وتيرة التشخيص والتحاليل هو من الأمور التي يتم السعي لتجسيدها على أرض الميدان لكون الأمر عنصر مهم في استراتيجية مكافحة ومحاصرة هذا الوباء في الجزائر، وقال في هذا الصدد: “بيان مجلس الوزراء تحدث عن مسألة التشخيص ومدير معهد باستور صرح مؤخرا أن عدد التحليل التي تجري يوميا هي 2500 تحليل ونسعى في اللجنة العلمية للرفع من وتيرة التشخيص والتحاليل كنا في 3 مخابر والآن 26 وإن شاء الله نصبح في 36 مخبر وهناك عمل جاري في هذا الخصوص فلا نستطيع المقارنة بين معهد باستور الموجود بالعاصمة وهو مخبر مرجعي بالمخابر الموجودة في الولايات الأخرى”، وتابع: “وكل ما يكون التشخيص أكبر فهو أمر إيجابي في إستراتيجية مكافحة هذا الفيروس ليس لنا رقم محدد حول عدد التشخيصات الذي نريد الوصول له ولكن الأمر طرح للنقاش على مستوى اللجنة العلمية مؤخرا لرفع من وتيرة التشخيص وعدد المخابر لمحاصرة هذا الوباء في بلادنا”.
وعن مستقبل هذا الفيروس وكيفية التعامل معه، أبرز رحال أن الوقاية و الحذر هم الحلان الوحيدان لمجابهته وأن الدول التي لجأت لرفع الحجر الصحي تسجل اليوم منحنيات تنازلية وذكر: “احترام وتطبيق القانون هناك دول قوية ولها منظومة صحية جيدة رفعت الحجر الصحي غير أنها تسجل اليوم تراجعا وعودة للفيروس” وأضاف: “الفيروس بصفة عامة معروف بتحوله مثل الأنفلوانز الموسمية فهذه الأخيرة التي كانت في 2017 ليست نفسها اليوم ولكن لا نستطيع القول أنه فيروس كورونا تحول ليصبح أكثر خطورة وأقصى عدوى أو أقل لا يمكن الحديث عن ذلك”، وتابع: “الجميع اليوم ملزم بالتقيد بالإجراءات الوقائية لغاية ظهور اللقاح الذي يسمح بخروج العالم من هذا الوباء”.
زينب بن عزوز