توشك السنة الجارية على الانتهاء بعد فترة اقل ما قال عنها صعبة في الشق الاقتصادي على الجزائريين نتيجة تزايد نسبة التضخم، ارتفاع القدرة الشرائية للمواطن، وتردي الأوضاع الاجتماعية للعمال الضعفاء الدخل، كلها عوامل لم تثني فئة كبيرة من العائلات الجزائرية من زيارة تونس وصرف أموال معتبرة في الجانب السياحي، ضاربة بذلك شعار التقشف الذي رفعه كثيرون منذ عهد الوزير الأول السابق عبد المالك سلال عرض الحائط.
المتجول في شوارع وازقة تونس العاصمة، الحمامات، وسيدي بوسعيد خلال الأيام الأخيرة التي تستبق الاحتفال الريفيون يشد انتباهه حجم السياح الجزائريين المتوافدين على تونس، في صورة تعكس كلية الشعارات التي رفعها ولازال يرفعها كثيرون بسبب غلاء المعيشة، حيث لازال السائح الجزائري يتصدر القائمة كأهم زبون لتونس في وقت باتت السياحة في الجارة الشرقية تتخذ أشكالا مختلفة، منها السياحة بمفهومها الشامل وكذا السياحة العلاجية والصحية، والثقافية وغيرها، الأمر الذي جعل السائح يجد في هذا التنوع السياحي راحته، وفي هذا الصدد يكشف محمد كتلي مدير ومسير بفندق الرجنسي بالعاصمة تونس في حديثه مع “الجزائر” خلال الزيارة التفقدية التي قادتنا للنزل عن ارتفاع في عدد السياح الجزائريين خلال هذه الفترة التي تعرف انخفاضا في نسبة توافد السياح، ففندق الرجنسي الذي يبعد بحوالي 20 دقيقة عن مطار قرطاج الدولي ويحوز على 221 غرفة شهد ارتفاع في نسبة الزيارة، وبحسب ذات المتحدث فان للأمر علاقة بالخدمات التي اضحى يقدمها الفندق من خدمات ترقى لتطلعات الزائر، وهو ما يفسر حيازة الفندق على مطاعم يابانية وتايلاندية في ان واحد.
الجزائري يصرف بين 150 و400 دينار تونسي
بالمقابل، فان توفر الخدمات الفندقية يتطلب ان يقابلة بالدرجة مستوى انفاق مقبول، وهو الامر الذي يكلف الجزائري نفقات تقدر بين 200 و 400 دينار تونسي، حيث يفسر كتلي بقاء نفس معدل من الانفاق رغم ارتفاع القدرة الشرائية للمواطن وارتفاع تكاليف الخدمات بان اسعار هذه الاخيرة مقبولة جدا اذا ما تم مقارنتها بدول اخرى، لذلك فشغل المواطن توفر سبل الراحة قبل الاسعار التي تبقى متنوعة حسب قدرة السائح، لافتا الى ان مصاريف الجزائري تخص الفندقة والتسوق اكثر، مضيفا ان السياح الجزائريين اغلبهم ياتون عبر الوكالات السياحية لذلك الأسعار تكون تنافسية ومغرية ولا تتغير لا في الخريف لا في الشتاء او الصيف، خاصة في هذا الفندق، معدل السياح أيضا لا يتغير في الخريف عند رجال الأعمال، وفي الصيف لدينا العمال الأجراء الذين يجدون في الفندق حمامات معدنية.
تربصات سياحة لعشرات الجزائريين
وفيما يخص الاتفاقيات الثنائية بين الجزائر وتونس افاد كتلي ان تونس برمجت مؤخرا عشرات التربصات السياحية للجزائريين الراغبين في ولوج مجال السياحة والفندقة، وذلك عقب الاتفاقيات المبرمة بين الجزائر مثلما شددت وزيرة السياحة سلمى اللومي، مؤكدا ان هناك تربصات قصيرة المدى وطويلة المدى حسب رغبات المتربصين في مجال الاطعام والفندقة لافتا الى انه يتم اختيارهم بناء على توفر شروط معينة كالتحكم في اللغات والالتزام بالامور المتعلقة بالسياحة، مشددا على ان الامور التنظيمية الخاصة بهذه التربصات ا انطلقت منذ ستينيات القرن الماضي حيث كانت تونس سابقة للمغرب وتركيا في هذا المجال.
مبعوث الجزائر الى تونس: عمر حمادي