رافع رئيس الجمهورية في رسالته للشعب الجزائري في اليوم العالمي للعمال مطولا عن الإنجازات الذي تحققت في عهده وجدد بالموازاة مع ذلك حرص الدولة على عدم وقف المسار التنموي والتمسك بمبادىء السياسة الإجتماعية للدولة داعيا العمال إلى الحفاظ على الجمهورية ومكتسباتها وعلى الاستقلال الوطني. وذكر بوتفليقة في رسالته بمناسبة العيد العالمي للشغل قرأها نيابة عنه وزير الداخلية والجماعات المحلية و تهيئة الإقليم نورالدين بدوي خلال احتفالية العيد العالمي للعمال التي احتضنتها حاسي مسعود أمس :”لا يمكن لأحد مهما بلغ به الإجحاف والجحود أن يتنكر لكل ما أنجزته الجزائر خلال العشريتين الأخيرتين في جميع المجالات التنموية والإصلاحية. وأبرز بوتفليقة على أن ورشة البناء الوطني إنطلقت من المصالحة الوطنية وسارت على مبادئ أول نوفمبر 1954 و انحصرت أهدافها في بناء دولة ديمقراطية ذات بعد اجتماعي في إطار المبادئ الإسلامية دولة طابعها عزة وكرامة جميع الجزائريين والجزائريات. ودافع بوتفليقة عما تحقق في عهده بالقول “ففي المجال السياسي تعزز نظامنا الديمقراطي التعددي وترقية الحقوق والحريات تعززا توج بالتعديل الدستوري لسنة 2016وفي المجال الاجتماعي تداركت الجزائر كل ما تراكم فيها من تأخر جراء الأزمات المتعددة الأشكال.”
و أضاف :”وأنجزنا الملايين من السكنات وتغلبنا بقدر معتبر على البطالة التي تراجعت فيه عن المستوى الرهيب الذي كانت عليه في بداية هذا القرن ونحن مستمرون في بذل الجهد لتحسين النتائج في هذا المجال كما تقدمت الجزائر في مجال التربية والتعليم, وفي الخدمات الاجتماعية وكذا في رفع مستوى معيشة السكان, وتعزيز الطبقة المتوسطة.” أما في المجال الاقتصادي أبرز بوتفليقة على أن الجزائر حققت خلال العشريتين الأخيرتين قفزة نوعية في تحسين قدراتنا الفلاحية وفي ظهور مئات الآلاف من المؤسسات المتوسطة وفي دعم هياكلنا القاعدية وفي ارتفاع الدخل العام للبلاد وجراء نمو اقتصادي متنام حتى وإن كانت نسبته غير كافية. و تمكنت بالموازاة مع ذلك من خلق مناصب الشغل وتحسين ظروف الحياة في مجال السكن والتعليم والرعاية الصحية تسهر الدولة كذلك على دعم كبير لكلفة العديد من الاحتياجات الأولية والخدمات الاجتماعية دعم يقدر في مختلف أشكاله بأكثر من 30 مليار دولار سنويا.
متمسكون بالطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية
وأبرز بوتفليقة أن الجزائر وعلى الرغم من الأزمة المالية غير أنها لن تتراجع عن الطابع الإجتماعي للدولة الجزائرية و أن الدولة مستمرة في الإنفاق في المجال الاجتماعي والثقافي وفي إنجاز الهياكل القاعدية والسكنات وفي حفز الاستثمار بامتيازات هامة على حساب مداخيل الخزينة العمومية و قال :” ويجب كذلك أن نسجل ثمار التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي بلغته الجزائر طوال السنوات الأخيرة وتوزع على مجتمعنا انطلاقا من تمسكنا بنمط الدولة الاجتماعية وذكر أيضا :”إن مسار البناء الوطني الذي انطلقنا فيه منذ استعادة السلم والأمن يواجه منذ بضع سنوات آثار تقلبات الاقتصاد العالمي وانهيار أسعار النفط آثارا قلصت من قدرات الدولة المالية آثارا تذكرنا كذلك بتبعيتنا المفرطة للمحروقات إلى يومنا هذا وأمام هذه الأوضاع حرصت على عدم وقف مسارنا التنموي أو التراجع عنه وعلى التمسك بمبادئ سياستنا الاجتماعية.” وأشار بوتفليقة إلى أن مسار الإصلاحات لا يزال متواصلا بالإصلاحات لاستكمال ما أسماه بالبرنامج الطموح الذي زكاه شعبنا وأن المصاعب المالية الحالية للدولة حافزا للمزيد من الإرشاد في الحوكمة والترشيد في النفقات العمومية و ذكر في رسالته :”لنا إيمان راسخ بقدراتنا الاقتصادية التي تحتاج منا المزيد من الإصلاحات وعقلنة مناهجنا وتجنيد قدراتنا.
على أطراف العقد الاقتصادي والاجتماعي أن يعملوا سويا لخدمة الجزائر
واعتبر رئيس الجمهورية أن الخروج الأزمة المالية التي تتخبط فيها البلاد واكتساب حق بلادنا في المبادلات الاقتصادية الدولي وتقليص تبعية الجزائر للمحروقات مرهونة بتعاون و تظافر أطراف العقد الاجتماعي ممثلين في الحكومة والشريك الاقتصادي و الشريك الإجتماعي وقال :”وأمام هذه التحديات تتوفر الجزائر على إطار ثلاثي للحوار وتكامل الجهود ما بين الدولة والعمال وأرباب العمل إطار تبلور في ميثاق الشراكة الاقتصادية والاجتماعية ميثاق اعترفت الهيئات الدولية لعالم الشغل بفضائله وجعلته نموذجا لدول أخرى.”و تابع :”واليوم وبمناسبة إحياء العيد العالمي للشغل أناشد أطراف العقد الاقتصادي والاجتماعي أن يهبوا إلى العمل يدا واحدة لخدمة الجزائر ورفاهية شعبها وهنا أدعو الحكومة إلى الاستمرار في إشراك شركائها الاقتصاديين والاجتماعيين في تنفيذ عقدهم المشترك وفي ترقية الإصلاحات وفي المضي قدما بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.”وتابع :”وأدعو من جهة ثانية الشريك الاقتصادي إلى المزيد من التجند كون المؤسسات الاقتصادية هي المحرك الأساس للاقتصاد وهي الوسيلة الوحيدة لتحسين الجودة الاقتصادية وربح المنافسة واقتحام أسواق العالم بمنتوجنا الاقتصادي وأتوجه إلى العمال والعاملات لأناشدهم المزيد من التجند لتحسين الأداء وربح معركة التنمية في منافسة عالمية لا ترحم.” وأردف في السياق ذاته :”وأدعو شركاء العقد الثلاثي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى تغليب الحوارالجاد والبناء لاجتياز كل النزاعات في إطار القانون مع الأخذ في الحسبان الظروف المالية الصعبة التي تمر بها البلاد وحتى العديد من مؤسساتها الاقتصادية.” كما دعا بوتفليقة الشركاء الثلاثة إلى توظيف هذا الحوار في ترقية التكامل والفعالية لاستمرار مسارنا الوطني من أجل بناء جزائر العزة والكرامة جزائر تتغلب بعون الله على قساوة ظروفها المالية الحالية جزائر تستمر في تحسين ظروف معيشة جميع مواطنيها دون إقصاء جزائر تظل وفية للطابع الاجتماعي لدولتنا.
زينب بن عزوز