أعلن المشير الليبي خليفة حفتر النهاية السياسية لاتفاق الصخيرات، في الوقت ذاته تؤكد الأمم المتحدة على أنه الغطاء السياسي الوحيد للحل في ليبيا، ما سر وراء هجوم حفتر على هذا الإتفاق التاريخي ؟
حفتر يعارض اتفاق الصخيرات بسبب المادة الثانية التي تعطي كل الصلاحيات الكاملة عسكريا في يد حكومة السراج، حكومة الوفاق والتي انتهت مدتها أول أمس، لأنها كونت منذ عامين 2015 بهدف تشكيل برلمان وكتابة دستور وبناء مؤسسات ولم يحدث ذلك لأنها حكومة هشة وضعيفة ولا تسيطر سوى على العاصمة طرابلس وهناك ضعف بنيوي وأمني كبير في طرابلس ومصراتة وجوارهما.
من أين يستمد المشير حفتر قوته السياسية حتى يستطيع مواجهة حكومة الوفاق الوطني المستمدة شرعيتها من الأمم المتحدة ويطالب بإنهاء وجودها ؟
الجنرال حفتر يسعي لصناعة استقلال القرار الوطني بدعم من البرلمان الليبي المنتخب في جوان 2014. إذن فهو لديه غطاء سياسي وهو البرلمان الشعبي عبر المواطنين الليبيين الراغبين في الاستقرار بالإضافة لبعض دول الجوار التي تدعم البرلمان الليبي واستقرار ليبيا بشكل عام.
هناك بعض التحليلات صبت في أن المشير خليفة حفتر ينوي ترشيح نفسه للانتخابات المقبلة، هل حفتر يستطيع إقناع الليبيين بمشروع سياسي في ظل الانقسام الكبير في المجتمع الليبي ؟
الإجابة ننتظرها من البرلمان الليبي والتحالفات القبلية الداعمة له ومن المواطنين الليبيين الراغبين في عودة استقرار ليبيا ورفع إسم ليبيا من الفصل السابع ورفع حظر التسلح واستعادة الأموال الليبية من أوروبا والمقدرة بـ 67 مليار دولار أمريكي. ولكن هناك أمر آخر وهو أن حفتر مزدوج الجنسية وهذه حجر عثرة أمامه إذا نص الدستور علي عدم السماح مزدوج الجنسية بالترشح، وهذا أمر مهم الاكتفاء بالمناصب العسكرية وتحريك المشهد السياسي من الخلف سيكون هذا احتمال وارد. ولا ننسى أن حفتر يرى في نفسه زعيما وطنيا ووريثا لنظام القذافي من خلال توفير الأمن والاستقرار واستعادة الهلال النفطي وتحرير بنغازي. مازال ترشح المشير حفتر متروكا للمستقبل لا يمكن الجزم به وهل سيكون مباركة دولية لترشحه وتذليل العقبات الداخلية أمامه.
هل هناك حقيقة خلاف بين الجزائر ومصر حول المستقبل السياسي لخليفة حفتر ؟
الجزائر تتبع سياسة النأي بالنفس عن أزمات الإقليم و حماية نفسها من نيران الربيع العربي، فالربيع العربي اشتغل عند جيرانها ولم يصبها وأصاب تونس وليبيا والمغرب ولو قليلا وانتهى بتعديل دستور. ولا ننسي سيطرة الاسلامويين علي مالي لفترة واحتلال الأزواد قبل التدخل الفرنسي. كل هذا حدث خلال 7 سنوات وبقيت الجزائر صامدة في وجه كل هذا. من جهة أخرى لا أرى خلافا جذريا بين مصر والجزائر فالرئيس السيسي قام بأول زيارة خارجية له كانت للجزائر. إذن ليس خلافا بل يمكن القول إنه تباين في الآراء في الملف الليبي ولكن هناك إجماع واتفاق على ضرورة عودة الاستقرار إلي ليبيا واستعاده الدولة الليبية من براثن الفوضى.
حاوره إسلام كعبش
الرئيسية / الحدث / حامد محمد محلل سياسي مصري لـ " الجزائر " ::
” لا يوجد خلاف جذري بين الجزائر ومصر حول حفتر “
” لا يوجد خلاف جذري بين الجزائر ومصر حول حفتر “
حامد محمد محلل سياسي مصري لـ " الجزائر " ::
الوسومmain_post