يبدو أن القرارات التي خلص اليها اجتماع مجلس الوزراء الخارجية العرب أحدث صدمة للرئيس اللبناني وحكومته، ولا سيما البند التاسع الذي أوصى باتهام الحكومة اللبنانية بأنها شريكة في الأعمال الإرهابية لحزب الله.
وفي هذا الخصوص، تكثفت الاتصالات اللبنانية اعتبارا من ليلة الاثنين في اتجاهات دولية وإقليمية، حيث هاتف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وزير الخارجية عبد القادر مساهل، مطالبا اياه بعدم تصعيد الجزائر ضده وضد الحكومة اللبنانية.
مساهل يخفف من وطأة الصدمة
وحسب ما صرح به بري، فقد تلقى اجوبةً ايجابية من طرف الحكومة الجزائرية عبّرت عن تفهم موقفه، وسعيٍ جدّي لعدم التصعيد ضدّه وضد حكومته، كما أضاف حرص الدول العربية على سيادة لبنان واستقلاله ودوره وعلى التركيبة اللبنانية الفريدة، ورفض إلحاقِ الضرر به، مؤكدة التزامها بصيغة لبنان واستقراره.
وقال بري ان لبنان ليس مسؤولا عن الصراعات العربية أو الإقليمية التي تشهدها بعض الدول العربية، وهو لم يعتد على أحد، ولا يجوز بالتالي أن يَدفع ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي، لا سيّما وأنه دعا دائماً إلى التضامن العربي ونبذِ الخلافات وتوحيد الصف.
كما أكدّ أنّ لبنان لا يمكن أن يَقبل الإيحاءَ بأنّ الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية، وأنّ الموقف الذي اتّخَذه مندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية في القاهرة، يعبّر عن إرادة وطنية جامعة.
ميشال عون سيزور الجزائر لشرح موقف لبنان
وفي سياقٍ آخر، كشفت مصادر إعلامية لبنانية ان الرئيس اللبناني ميشال عون، سيقوم قبل نهاية السنة الجارية بجولة لعديد الدول العربية من بينها الجزائر، لشرحِ موقف لبنان ومطالبة العرب النأي به عن اي خلافات بينهم وبين اي دولة أخرى وتحديداً إيران.
وقال إن لبنان لا يمكن ان يقبل الإيحاء بأن الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية، وأن الموقف الذي اتخذه مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة في القاهرة يعبر عن إرادة وطنية جامعة.
وتضيف ذات المصادر الى ان هناك من عارض الفكرة، بحكم انه لا يمكن ان تؤدي الى اية نتيجة في ظل الجو المتشنج ولا سيما من بعض الدول الخليجية، كما اضاف ان لبنان ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية التي تشهدها بعض الدول العربية، وهو لم يعتد على أحد، ولا يجوز بالتالي تحميله ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي، لا سيما وانه دعا دائماً إلى التضامن العربي ونبذ الخلافات وتوحيد الصف.
وبحسبِ المعلومات فإن مسؤولا كبيرا بالحكومة اللبنانية أبلغ صاحب الفكرة بقوله “لا أرى أية فائدة في القيام بأي جولة رئاسية على دول عربية، أقلّه حتى الآن، الافضل لنا أن نتشاور ونتباحث في الداخل وتقرير ما يمكن أن يجنّبنا أي انعكاسات، علينا أولاً أن نعرف ماذا يجب أن نفعل وكيف نحصن بيتنا”.
للتذكير لم تتحفظ الجزائر خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المنعقد بالقاهرة مساء الاحد، عن أي بند في البيان الختامي الذي أدان التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية ودعم التنظيمات الإرهابية، وتحميل حزب الله الإرهابي- الشريك في الحكومة اللبنانية – مسؤولية دعم الإرهابيين في الدول العربية بالصواريخ الباليستية.
نسرين محفوف