خرج يوم الأمس،الجمعة، الآلاف من المتظاهرين وسط العاصمة في مسيرات الجمعة الرابعة والعشرين من الحراك الشعبي الذي يستمر منذ يوم 22 فيفري المنصرم، متمسكين بنفس المطالب الرافضة لانطلاق الحوار في ظل بقاء رموز النظام السابق.
وتمركز المتظاهرون في ساحة البريد المركزي وسط العاصمة، حيث شهدت المنطقة تعزيزات أمنية مكثفة غير مسبوقة، رافعين شعارات تطالب بالتغيير والاستجابة لمطالب الشعب، وشعارات رافضة للحوار الذي يقوده كريم يونس.
وأدرك الحراك جمعته الرابعة والعشرين، بنفس الأعداد وبنفس المطالب القاضية بإبعاد رموز النظام البوتفليقي، متمسكين بالشعارات الداعية إلى رحيل كل رموز النظام السياسي قبل انطلاق الحوار.
رغم وعود بن صالح بإجراءات التهدئة والنظر في إمكانية تخفيف النظام الذي وضعته الأجهزة الأمنية لضمان حرية التنقل، إلا أن الجمعة الرابعة والعشرين لم تختلف على سابقاتها، وعرفت جل مداخل العاصمة غلقا تاما ما تسبب في تسجيل ازدحام كبير على مستوى الطرق السيارة، بسبب السدود الأمنية لرجال الدرك.
وكالعادة، لم يتخلف العاصميون عن موعد “جمعة الرفض” كما أطلق عليها المتظاهرون، حيث شرعوا منذ الفترة الصباحية في التجمع بساحتي “أودان” والبريد المركزي والجامعة المركزية، التي أصبحت قبلة للمتظاهرين منذ المسيرة الأولى لجمعة 22 فيفري الماضي، إذ لم يثن الطوق الأمني الذي فرض على العاصمة ولا حرارة الجو المتظاهرين عن تلبية نداء التظاهر السلمي ، ولم تكف حناجر المتظاهرين عن ترديد الشعارات المطالبة بالتغيير الجذري لنظام وعدم الالتفاف على مطالب الحراك، رافعين شعار “صامدون.. مواصلون”، ومرددين هتافات تدعو إلى رحيل الحكومة، وكذا التمسك بتطبيق المادتين 7 و8 من الدستور.
و انطلقت المسيرة قبل الوقت المتفق عليه بعد صلاة الظهر، حيث عرفت منذ الفترة الصباحية خروج الآلاف مما جعل ساحة البريد المركزي تمتلئ عن آخرها قبل التحاق المصلين بالساحة حاملين الأعلام الوطنية، في مسيرات حاشدة على مستوى عدة شوارع رئيسية بقلب العاصمة.
وبالنسبة للجنة الحوار التي أخذت حيزا كبيرا من شعارات المتظاهرين الغاضبين عن تشكيلتها، ورفع بعض المتظاهرين شعارات رافضة لتشكيلة لجنة الحوار التي أعلن عنها من مقر رئاسة الجمهورية، وأكدوا أن الشعب هو صاحب القرار، ورددوا مطالبهم الداعية إلى رحيل الوجوه المحسوبة على النظام السابق وضرورة إرساء أسس دولة ديمقراطية تعود فيها الكلمة للشعب واتخاذ أسلوب الحوار دون إشراك الوجوه القديمة.
وعلى غرار العاصمة لم يتخلف سكان باقي ولايات الوطن عن المسيرة في الجمعة الرابعة والعشرين وخرج المواطنون في كل ولايات الوطن على غرار قسنطينة عنابة سكيكدة قالمة مسيلة باتنة سوق أهراس وهران تلمسان ميلة بورج بوعريريج بجاية بويرة تيزي وزو الجلفة تيارت غرداية سعيدة، وغيرها من الولايات، مواصلين مسيراتهم السلمية الحضارية، عقب صلاة الجمعة، بمختلف الشوارع والأحياء حاملين شعارات توحي بوعي المواطنين، حيث حرص المحتجون على مواصلة المطالبة برحيل الباءات ومواصلة مرافقة الجيش للحراك ومتابعة الفاسدين، محافظين على سلمية احتجاجات وتنظيم محكم، رغم الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة المسجل.
رزاقي.جميلة