ذكر مدير المصالح البيطرية بوزارة الصحة، قدور هاشيمي كريم، أن لحم الحيوان المصروع أحسن من الذي يتم ذبحه بالطريقة التقليدية، مشيرا إلى أن طريقة استخدام صرع الدجاج تساعد المنتج وتقدم إنتاجا وفيرا.
ونفى هاشيمي خلال حلوله ضيفا على حصة “قهوة وجرنان”، لقناة النهار الفضائية أن يكون الهدف من صرع الدجاج هو تراجع سعر الدجاجة الواحدة، موضحا أن الأسعار ستبقى ثابتة رغم إدخال هذه التقنية الجديدة.
وأضاف في هذا الشأن أن طريقة ذبح الدجاج عن طريق الصرع، موجودة في القانون ومسموح بها حاليا، مفندا الإشاعات المتداولة والتي تفيد أن المذابح تعتمد طريقة الصرع منذ سنوات، حيث قال “طريقة الصرع ليست موجودة حاليا على مستوى المذابح، وكل المذابح الجزائرية تستخدم الطريقة التقليدية للذبح.”
كما أكد سهر البياطرة على أن يكون ذبح الدجاج بالطريقة السليمة، رغم استخدام تقنية الصرع، مشيرا إلى أن الأمر سيتم بصعقة كهربائية خفيفة، لا تجعل الدجاج يموت بالصعقة الكهربائية، وإنما يتم تدويخه قبل عملية الذبح.
وأوضح مدير المصالح البيطرية بوزارة الصحة أن هذه العملية تساعد على حماية الدجاج من التلف، لأن العملية التقليدية – حسبه- تتلف كمية من الدجاج.
وفي هذا الصدد، تباينت ردود أفعال ممثلي المجتمع المدني والجمعيات ممن اتصلت بهم “الجزائر “، بين محرم لاقتنائه، ومطالب بوسمه بعلامة ” مصروع ” حتى يترك للمواطن خيار اقتنائه، وبين مطالب بتحديد درجة الصرع حتى يتم الفصل في قضية تحليله من تحريمه.
جلول حجيمي:
طالبنا وزارة الشؤون الدينية بالعمل على إلغاء هذا “الخطأ”
كشف رئيس نقابة الأئمة جلول حجيمي، عن مراسلة نقابته لوزارة الشؤون الدينية والاوقاف للمطالبة بتفسير حول حقيقة إمضائها وموافقتها على هذا المرسوم، مشددين على ضرورة إلغائه والاستمرار في الذبح على الطريقة الإسلامية الصحيحة.
وأوضح حجيمي في هذا الشأن أن ما ستقوم به الحكومة مخالف للشرع والدين الإسلامي، مشيرا إلى أن الدول الأوروبية رغم مسيحيتها ونصرانيتها إلا أنها أصبحت تعتمد على الطريقة الاسلامية في ذبح الحيوانات، بعد ثبوت نجاعتها وخلو الحيوان المذبوح من الفيروسات والميكروبات عكس المصروع.
وأضاف أن الكثير من الدراسات العلمية الحديثة، أثبتت أن عملية صرع الحيوان قبل ذبحه يمنع الشرايين من ضخ الدماء إلى خارج الجسم، وهذا ما يتسبب في انتشار البكتيريا وسرعة تعفن الذبيحة، وقال إن موقف الإسلام واضح من عملية صرع الحيوان والذي حرمها، لما تنجر عنها من أذية للحيوان، “كما أن عملية الصرع التي عادة ما تكون بالصعقة الكهربائية ما يمكن أن تؤدي إلى وفاة الحيوان قبل ذبحه، ما يجعلها في حكم “الجيفة”، وانتقد المتحدث الجهة التي أفتت بجواز صرع الحيوان قبل الذبح، وطالب بضرورة إشراك الأئمة في مثل هذه القضايا التي من شأنها أن تزرع الجدل والريب في المجتمع.
مصطفى زبدي:
نشكك في سلامة ما سيأكله الجزائريون شرعيا وصحيا
من جهته، انتقد رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي إباحة عملية “تدويخ” الدواجن، ما سيسهم في انتشار تسويق الدجاج المصروع الذي قد يتسبب في أمراض لا حصر لها.
وقال زبدي إنه يستحيل التأكد من أن الدجاج مازال حيا بعد صرعه بالصعقة الكهربائية، التي تؤدي إلى موت الدجاج في ثوان، ما يجعله يموت قبل الذبح، كما سيجعل الشكوك تحوم حول مدى سلامة وصحة الدجاج الذي يأكله الجزائريون من الناحية الشرعية والصحية.
ودعا إلى ضرورة إلزام المذابح بالابتعاد عن عملية صرع الدجاج، والاعتماد على الذبح الطبيعي، لتقديم منتوجات “حلال” وسليمة للمستهلك الجزائري، الذي يعتبر من أكثر المستهلكين للدجاج في الوطن العربي والإسلامي.
كما اقترح في حال تطبيق هذه التعليمة الى وسمه بعلامة ” مصروع ” حتى يترك للمواطن خيار اقتناءه من عدمه.
غلام الله:
طالبنا بتحديد درجة الصرع حتى نحدد إن كان حلالا أم جيفة
من جانبه، رفض رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عبد الله غلام الله الفصل في مسألة تحليل أكل الدجاج المصروع من تحريمه، مؤكدا في هذا الصدد أن درجة الصرع هي من ستحدد ان كان هذا الدجاج سليما ام جيفة.
وأوضح غلام الله أن اكل الدجاج الميت بمجرد التعرض الى الصعقة الكهربائية يعتبر حراما وجيفة، اما اذا ذبحت الدجاجة بعد تدويخها مع التذكية فلا حرج في ذلك ويعتبر حلالا، حيث قال ” صعق الدجاج بالكهرباء قبل ذبحه إن كان مزهقا للروح أو يوصل الحيوان إلى حالة تشبه حالة المذبوح لا يحلها، بل يجعلها في حكم الميتة. وقطع المريء والحلقوم والأوداج في الحيوان بعد ذلك لا يسمى ذكاة شرعية؛ لأن الذكاة هي التي يحل بها أكل الحيوان، والحيوان الميت لا تلحقه الذكاة، وأما إن كان الصعق الكهربائي يفقد الدجاج الوعي فقط مع بقاء حياته، بحيث يمكن أن يصحو بعد فترة؛ فذبحه وهو في هذه الحالة يعد ذكاة شرعية، فإذا كان الصعق لا يميت الحيوان جاز أكل ماذبح بهذه الطريقة.”
للاشارة، فقد قررت الحكومة اعتماد طريقة جديدة لذبح الدجاج يتم خلالها الاستعانة بآلات جديدة تعمل بالصعق الكهربائي داخل خزان ماء ثم تذبح بواسطة شفرة، وذلك من أجل التخلص من طريقة الذبح التقليدي وضمان تغطية السوق بالمادة.
وحسبما تضمنه مشروع القانون الذي سيصدر قريبا، فإن العملية ستعتمد على الآلة الجديدة التي تعتمد على تدويخ الدجاج ثم ذبحه بعد ذلك ووسمه بحلال، وذلك لضمان تزويد السوق بالكميات الكبيرة المطلوبة من قبل المستهلك.
ويحث المرسوم على أن يتم صعق الدجاج صعقا خفيفا لا يقتله بل يضعفه ويمكن عن طريق ذلك التحكم به، وبعد ذلك يتم تشغيل الماكينة والتي تقوم بتمرير الدجاج على سكاكين آلية حادة.
وقد جاء المرسوم لتسهيل الذبح، حيث سمح باستعمال التدويخ شريطة أن لا يؤدي إلى موت الحيوان، كما اشترط مراقـبـة الحيوانات قبل ذبحها من قبل بيطري مؤهل وفقا للطرق والتعليمات المنصوص عليها في المواصفات والأنظمة السارية المفعول، كما يوصي بإيلاء أهميـة خاصة للتقليل من آلام الحيوان عند الذبح، ويجب على الشخص المكلف بالتذكية ذكر البسملة.
وشارك في صياغة مشروع القانون كل من وزارة التجارة ووزارة الصناعة ووزارة الفلاحة والتنمية الريفية ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات.
للتذكير ايضا، كانت الحكومة ستعتمد على صرع الدجاج قبل ذبحه سنة 2014، وكان حينها رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس وزيرا للتجارة، حيث اوضح انذاك ان المصطلح المستعمل في النص التنظيمي يتعلق بالتدويخ وليس الصرع والفرق بين المصطلحين جوهري وكبير.
وفي مفهوم أحكام هذه النقطة فإن عملية التدويخ لا تنحصر على الدواجن فقط بل كل الحيوانات البرية المعنية بهذا القرار وهي ليست مطلقة بل تخضع لشروط لاسيما فيما يخص التقيد بمتطلبات الصحة الحيوانية وكذا كل ما يتعلق بالتذكية وفق الدين الإسلامي وأيضا إلزامية التقيد بكل المتطلبات المنصوص عليها في هذا القرار الوزاري المشترك·
نسرين محفوف