لا يزال تقرير المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، حول ملف الذاكرة محل انتقاد في الجزائر، وحتى في فرنسا، وقد رفض الجزائريون تقريره لعدم خوضه في أهم مطلب وهو تقديم فرنسا اعتذاراتها عن الجرائم التي ارتكبتها في حق الجزائريين إبان الفترة الاستعمارية، وعدم تطرقه لأهم الأحداث التي شهدتها تلك الفترة، غير أن المؤرخ الفرنسي من جانبه يرفض اتهامه من قبل الجزائريين برفضه “اعتذار فرنسا”، وقال إنه “لا يرى مانعا في تقديم الاعتذار”.
وصرح المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا، للصحيفة الناطفة بالفرنسية “لكسبراسيون” -في عددها الصادر أمس- أنه “يرفض اتهامه من طرف الجزائريين برفضه “اعتذار” فرنسا عن 132 سنة من الاستعمار للجزائر، في تقريره”، وقال ستورا: “لقد قلت وكتبت في تقريري أني لا أرى مانعا من تقديم اعتذارات من فرنسا للجزائر على المجازر المرتكبة”. وأضاف المؤرخ “لنكن واضحين: لا يوجد في تقريري شعار “لا اعتذار ولا توبة”.
وأشار ستورا إلى أن عمله ومقترحه “لم يكن كتابة تاريخ الجزائر المعاصر، ولكن تقدير آثار حرب التحرير في تشكيل مختلف جماعات الذاكرة في فرنسا”. وقال المؤرخ المختص في تاريخ الجزائر، إنه لم يعمل “كموظف في الإليزيه، أو مستشار ولكن عمل كمؤرخ وأكاديمي”. وتابع “أنا لست ممثلا للدولة الفرنسية ولكني باحث”. وعبّر المؤرخ في حواره للصحيفة عن تفاجُئه “للصدى الإعلامي” الذي أثاره تقريره “ما يدل على أن مسألة حرب الجزائر ما زالت موضوعا ساخنا”.
وما زال تقرير المؤرخ الفرنسي الذي قدمه إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 20 جانفي، يسيل الكثير من الحبر في وسائل الإعلام وبين المؤرخين في الجزائر وفرنسا، وكان الانتقاد الأكبر في الجزائر هو عدم التوصية في تقريره بضرورة تقديم فرنسا “اعتذار” للجزائر على ما اقترفته من جرائم ومجازر بشعة في حق الجزائريين والجزائر طول فترة الاحتلال الذي استمرت من 1830 إلى 1962.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون وعد باتخاذ “خطوات رمزية” لمحاولة المصالحة بين البلدين، لكنه استبعد تقديم “الاعتذارات” التي تنتظرها الجزائر.
رزيقة. خ
الرئيسية / الحدث / المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا::
“لست ممثلا للدولة الفرنسية ولا أرى مانعا في تقديم فرنسا اعتذارا للجزائر”
“لست ممثلا للدولة الفرنسية ولا أرى مانعا في تقديم فرنسا اعتذارا للجزائر”