أجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أمس، سلسلة مباحثات حول اجتماع دول جوار ليبيا المقرر الاثنين والثلاثاء بالجزائر.
والتقى لعمامرة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، يان كوبيش، الذي أثار معه آفاق السلام في ليبيا، وأشار كوبيش إثر المقابلة إلى أنّ المبادرة الجزائرية للجمع بين دول جوار ليبيا تأتي” في الوقت المناسب”، مشدّدًا على أنها “خطوة مهمة” في تسوية الأزمة الليبية.
وأعرب المبعوث الأممي عن “رغبته في إجراء حوار عملي وصادق حول كيفية مساعدة ليبيا وتمكين ليبيا من مساعدة نفسها ومساعدة المنطقة على المضي قدمًا نحو الاستقرار والازدهار والتعاون”.وحول الملف الليبي، اعتبر كوبيش أنّ “الأسئلة والمخاوف مترابطة”، داعيًا إلى “الاستفادة من مشاورات وتعاون ليبيا مع دول الجوار والمنظمات الدولية لإيجاد حل للأزمة الليبية”.
إلى ذلك، تحادث لعمامرة، مع وزير الخارجية والفرانكوفونية والكونغوليين بالخارج، جون كلود غاكوسو، حيث تناول معه الوضع السائد في ليبيا، وصرح غاكوسو للصحفيين عقب اللقاء: “تحادثنا حول ليبيا التي تعد مأساة لا تنتهي، لكن هناك بصيص أمل يلوح مع الانتخابات المقبلة المزمع تنظيمها في شهر ديسمبر، ويجب العمل من أجل توفير عناصر هذه الانتخابات”.
ودان المسؤول الكونغولي “التدخلات وكثرة الأجندات الأجنبية في ليبيا”، موضحًا أنه “لا تزال هناك صعوبة في العمل مع تواجد الجيوش الأجنبية في ليبيا والفرقاء المرئيين وغير المرئيين، في هذا البلد”، مشدّدًا على “ضرورة ترك الليبيين يقررون بأنفسهم”، منتهيًا إلى “التأكيد على المصالحة بين الليبيين حتى تجري الانتخابات المقبلة في كنف الهدوء والطمأنينة”.
في سياق متصل، تباحث لعمامرة مع نظيره التونسي، عثمان الجرندي حيث تمّ التطرق إلى خارطة طريق لإجراء الانتخابات في ليبيا.
وقال الجرندي للصحفيين: “هناك خارطة طريق، نحن هنا في الجزائر للنظر في الأوضاع الليبية وفي إمكانية مساعدة الإخوة الليبيين للتوجه نحو تطبيق هذه الخارطة والتحاور معهم حول أنجع السبل للوصول إلى الاستحقاقات”، وأضاف أنّ “كل دول الجوار تودّ أن ترجع ليبيا إلى مكانتها وأن تلعب دورها في استقرار المنطقة”، مشيرًا إلى أنّ “هناك محيط جيو سياسي كبير جدًا وعلينا أن نتحاور في شأنه”.
وأكد أنّ الجزائر وتونس تنسّقان دائمًا في مواقفهما، معربا عن أمله أن” تنصهر كل دول المنطقة في هذا المسار، لأنّ التحديات أصبحت كبيرة ولا يستطيع أي أحد أن يرفعها لوحده”.
وصرّح قائد الدبلوماسية التونسية: “مواقف الجزائر وتونس دائما متناسقة، وعلاقاتنا طيبة عبر التاريخ وهي مقبلة، بتعليمات الرئيسين، على أكثر تعزيز وتطور وتعميق لتصبح حقًا استراتيجية، ونحن في مرحلة التنسيق الاستراتيجي بين رئيسي البلدين”، وأحال على أنّ الاتصالات بين البلدين تشمل ” كل كبيرة وصغيرة” في ما يخص العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية.