ينظم المتحف العمومي الوطني “سيرتا” و بالتنسيق مع المديرية الجهوية للجمارك قسنطينة، حاليا وإلى غاية يوم الخميس المقبل، فعاليات الأيام الدراسية التكوينية في طبعتها الثالثة لفائدة إطارات الجمارك تحت عنوان: “حماية و تثمين الثراث الثقاقي المحمي” بذات المتحف.
ووفق البرنامج المسطر، سيكون الموعد غدا مع زيارة ميدانية للموقعين الأثريين في قسنطينة “صومعة الخروب و مدينة تيديس الأثرية”، لتتحدث يوم الخميس الأستاذ سلطاني أمال مديرة المركز الوطني للبحث في علم الآثار بالجزائر، حول ”العملة وجه لجميع الرغبات”، وتقدم بن دالي حسين شفيقة مكلفة بالمجموعة درسا حول مجموعة الفنون الجميلة.
ويعد التراث الثقافي البوتقة التي تنصهر فيها ذاتية الشعوب وهُويتها الفكرية والثقافية، وتتفاعل فيها وتتلاقح إبداعاتها ماضياً وحاضراً ومستقبلا، وهذا ما يقتضي منا التفكير في إيجاد السبل الكفيلة للمحافظة عليه من التلاشي وتثمينه حيث تكمن قيمته في تعزيز الرصيد الحضاري الوطني، فمن الواجب علينا المحافظة عليه وتوثيقه حتى نحافظ على خصوصيتنا التي هي عنوان انتمائنا و بالنظر إلى كونه يشكل جزء لا يتجزأ من ثقافتنا وهويتنا فقد أضحى من الضروري المحافظة عليه من خطر الاندثار.
وفي هذا السياق، فإن الحاجة الشديدة، تحتم وضع آليات تتماشى والتكنولوجيات الجديدة المستخدمة في هذا الميدان من أجلتقييم الوضع الراهن لتراثنا الحضاري وحصر المعالم والمواقع الأثرية والتاريخية والثقافية والدينية المعرضة للأخطار بمختلف وجوهها والبحث في سبل استخدام تقنية المعلومات ووسائل التكنولوجيا الحديثة لصيانتها، لذلك تم تنظيم هذه الأيام، وهذا حول آليات حماية التراث الثقافي المنقول والقوانين المتعلقة بحماية التراث، إضافة إلى آليات فرز القطع الأثرية و سبل مجابهة تهريبها، خصوصا عبر السوق الإلكترونية و تقنيات فرز القطع المقلدة عن الأصلية، هذا قصد مواكبة تطورات الجريمة و كبحها خاصة بعد تنامي ظاهرة التهريب بإيعاز من منظمات عالمية تؤطرها مافيا أسواق الفن
وهذه الدورة، تعد الثالثة على التوالي إذ سبق لمتحف قسنطينة، أن احتضن العام الماضي و العام الذي سبقه نشاطات مماثلة وجهت بالأساس لإطارات الجمارك إذ شملت تكوين 30 فرد إلا أن هذه السنة، مراعاة لإجراءات البروتوكول الصحي تم تقليص العدد ليستفيد حوالي 20 فرد من هذا التكوين.
صبرينة ك