يلتقي وزير التربية الوطنية محمد واجعوط، اليوم وغدا، 23 نقابة وطنية للتربية الممثلة لمختلف الأطوار التعليمية الثلاث، وذلك في إطار التشاور مع الشريك الاجتماعي في القضايا التي تهم قطاع التربية، وتعليق الدراسة جراء وباء “كورونا”، ويتمحور الاجتماع حول مناقشة تنظيم برنامج نهاية السنة الدراسية الجارية والامتحانات المدرسية تحسبا لتمديد الحجر أو رفعه، وسيتم دراسة كل الاقتراحات التي يقدمها الشركاء الاجتماعيين والإطارات الفاعلة في قطاع التربية.
حضّرت النقابات الملفات والمقترحات التي سطرتها لإنقاذ السنة الدراسية، التي من المقرر أن تضعها على طاولة الوزير اليوم، وذلك بدعوة من هذا الأخير، وسيتم من خلال هذا اللقاء التشاوري وضع خارطة طريق حول انتقال التلاميذ، وكذا تحديد كيفية تنظيم الامتحانات الرسمية “السانكيام”، “البيام” و”الباكالوريا ” للتشاور أيضا حول كيفية ضمان انتقال التلاميذ إلى الأقسام الأعلى مع الحفاظ على صحتهم التي تعتبر أولوية بالنسبة للوزارة والنقابات على حد سواء، ومن المنتظر أيضا أن يحضر الإجتماع ممثل واحد فقط عن كل نقابة وذلك في اطار الاجراءات المتخذة لتجنب تفشي فيروس الكورونا.
وفي سياق متصل، اشتركت أغلبية النقابات في مقترحاتها حول الحلول الناجعة لاستمرار السنة الدراسية، حيث اقترحت النقابات وكذا الجمعيات الثلاث لأولياء التلاميذ، إلغاء الفصل الثالث للأقسام التي تنتقل مباشرة في الأطوار التعليمية الثلاثة، وكذا إلغاء امتحان كل من شهادة التعليم المتوسط “البيام” والتعليم الابتدائي “السانكيام” والاكتفاء فقط بالمعدل السنوي باحتساب معدلات الفصلين الأول والثاني.
بوعلام عمورة: “نقابة ساتاف متأهبة للقاء الوزارة”
قال الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، “ساتاف”، بوعلام عمورة، في تصريح لـ “الجزائر” إن نقابة “ساتاف” “متأهبة للقاء الوزارة الوصية لتقديم الاقتراحات لإجراء مشاورات بخصوص كيفية إنهاء الموسم الدراسي الجاري في ظل وباء كورونا إلى أن تفرج بعد الأزمة وتقدم النقابة بتغيير في المناهج والبرامج والمنظومة التربوية”، مضيفا “لأن أزمة كورونا أدت الى وضوح الكثير من الأمور في قطاع التربية، حيث حان الأوان لتغيير التفكير في نمط المدرسة الجزائرية”.
ويرى المتحدث ذاته أن السنة الدراسية للموسم الحالي “قد انتهت”، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أنه “لا يمكن أن نتكلم عن سنة بيضاء لأنه تم تقديم 80 بالمائة من البرامج الدراسية لتلاميذ الأطوار الثلاثة، ومن خطورة الوضع أن يعود التلاميذ لقلة الامكانيات التي تحوز عليها الجزائر”.
وأوضح عمورة أنه بما أن البلاد تعيش حالة استثنائية، يفترض فيها اتخاذ إجراءات استثنائية في قطاع التربية، مشيرا إلى أن نقابة “الساتاف” تقترح احتساب معدل الفصل الثاني للانتقال من مستوى لآخر بالنسبة لمختلف الأطوار، بما فيهم التلاميذ الذين يجتازون امتحان شهادتي التعليم المتوسط والخامسة ابتدائي، حيث تقترح إعفاء هؤلاء المترشحين من الامتحانات الرسمية وتعويضها باحتساب معدل الفصل الأول والثاني.
واقترح عمورة على لسان النقابة بالنسبة لامتحان شهادة البكالوريا، تأجيله لشهر سبتمبر، مع ضمان المراجعة لتلاميذ السنة الثالثة ثانوي في بداية سبتمبر، خصوصا وأن التلاميذ في شبه عطلة ولا يعلمون متى يعودون للدراسة أو موعد اجراء الامتحانات الرسمية، كما طالب المتحدث ذاته، بأخذ بعين الاعتبار التقييم المستمر بنسبة 25 بالمائة بسبب الحالة النفسية المزرية التي يمر بها التلاميذ الممتحنين.
تكتل نقابي لإنقاذ السنة الدراسية
وقررت نقابات “التكتل” الست التقدم بمقترحات مشتركة تتمحور حول احتساب معدلات الفصلين الأول والثاني لتحقيق الانتقال، وإلغاء امتحاني شهادتي الابتدائي والمتوسط إلى جانب تأجيل البكالوريا إلى شهر سبتمبر واحتساب “التقويم المستمر” في البكالوريا، حيث أوضح بوعلام عمورة أن نقابات “التكتل” الست والتي تضم “الكناباست”، السنابسب” ، “الكلا”، “لونباف” وكذا “الأسنتيو”، قررت تقديم مقترحات مشتركة ومكتوبة للوزير تخص الموسم الدراسي، بما أن السنة الدراسية انتهت على اعتبار أن عودة التلاميذ إلى أقسام الدراسة في الظرف الحالي تعد غير ممكنة، لعدة أسباب منها الحجر الصحي وانعدام وسائل الوقاية الكافية.
وبذات الصدد، اقترحت النقابات تأجيل امتحان البكالوريا إلى نهاية سبتمبر المقبل، مراعاة للوضع الصحي وكذا مراعاة لتلاميذ ولايات الجنوب والجنوب الكبير الذين لا يمكنهم اجتياز الامتحان خلال فترة الصيف بسبب الحرارة، شريطة التكفل التام بتلاميذ السنة ثالثة ثانوي نفسيا ومرافقتهم بيداغوجيا، من خلال برمجة حصص للمراجعة عن قرب حين يرفع الحجر الصحي في المؤسسات التربية التابعة لهم.
واقترح التكتل احتساب التقويم المستمر في نتائج البكالوريا للمترشحين بنسبة 20 بالمائة، بمعنى اللجوء للبطاقة التركيبية التي تستدعي احتساب نتائج الفصلين الأول والثاني وإضافتها لمعدل البكالوريا استثنائيا، في خطوة لتشجيع المترشحين النجباء، خاصة وأن نسبة تقدم الدروس بلغت 80 بالمائة وطنيا حسب التقارير التي رفعها مدراء، أما فيما يخص بتلاميذ باقي المستويات الذين تحصلوا على معدلات تراوحت بين 9 و9.99 من20، مشددا على ضرورة برمجة دورة استدراكية، بداية شهر سبتمبر المقبل، لمنحهم فرصة ثانية للانتقال.
مسعود بوديبة: “عودة التلاميذ للدراسة في الوقت الحالي مغامرة”
من جهته، أكد رئيس المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي للتربية مسعود بوديبة، في اتصال مع “الجزائر” أن نقابته “قبلت دعوة وزير التربية للتشاور مع الشريك الاجتماعي”، وأوضح المتحدث ذاته، أنه إذا استمرت الأزمة الصحية في بداية ماي القادم، من الضروري إصدار قرارات مضبوطة، مبنية على معطيات دقيقة من قبل وزارة التربية، حيث أن عودة التلاميذ للدراسة في الوقت الحالي تعتبر مغامرة خطرة ليست في مصلحة التلاميذ.
وقال بوديبة أن المعطيات الصحية والأسبوع الأول من شهر ماي “هو الوقت المناسب لدراسة مصير السنة الدراسية”، مضيفا أن السنة الدراسية محفوظة لكون التلاميذ اجتازوا الفصل الأول والثاني بنجاح وأن “الفضاءات الرقمية المفتوحة للتعليم عن بعد، هي فضاءات المرافقة والدعم والاستدراك يمكن أن يلجأ إليها التلاميذ، لضمان استمرارية المداومة على التعليم”، مضيفا “أما بالنسبة للتلاميذ المقبلين على امتحانات نهاية السنة في الأطوار التعليمية الثلاثة، “السانكيام” و”البيام” و”البكالوريا”، فقد استفادوا من الفصلين الأول والثاني، والفصل الثالث في الغالب هو فصل قصير، وعليه يمكننا الاعتماد على ما سبق لإجراء هذه الامتحانات بتحديد العتبة”، وطالب المتحدث ذاته، باستفادة التلاميذ المقبلين على الامتحانات الرسمية من مراجعة شاملة قبل إجراء الامتحانات المصيرية.
من جهته، دعا مسعود بوديبة، الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بنقابة “الكناباست”، إلى التريث والمتابعة عن كثب تطورات الوضع الصحي إلى نهاية بداية ماي المقبل، مع عقد جلسات تشاور مع الشركاء الاجتماعيين لوضع خارطة طريق قبل الفصل في مصير السنة الدراسية ومواعيد اختبارات نهاية المستويات، واصفا عودة التلاميذ للدراسة في الوقت الحالي بـ”المغامرة” بناء على التقارير الصحية.
وأكد المحدث ذاته، أن الوضع الاستثنائي الذي تعيشه الجزائر جراء الوباء يقتضي اتخاذ قرارات استثنائية تتوافق مع هذا الوضع، لإنقاذ الموسم الدراسي الجاري والحد من وضعية القلق التي يعيشها التلاميذ.
وترى “الكناباست” أنه من الضروري إلغاء امتحاني شهادتي التعليم الابتدائي والمتوسط على اعتبار أنهما مبنيان على قواعد بيداغوجية علمية ومرتبطان بنتائج الفصلين الدراسيين الأول والثاني أي بنظام “الانتقال”، غير أن المشكل المطروح يتعلق بامتحان البكالوريا بسبب عدم توفر مراجع بيداغوجية علمية يمكن الاستناد عليها للانتقال إلى المرحلة الجامعية، وهذا يفرض حتمية إجراءه شريطة التفكير بعمق في فترة تنظيمه بدقة بالتنسيق مع وزارة الصحة.
عبد الكريم بوجناح: “يجب إنهاء التوتر بشأن مصير الامتحانات الرسمية”
من جهته، أكد رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية “الأسنتيو”، عبد الكريم بوجناح، في اتصال لـ”الجزائر” أنه “يجب اليوم إنهاء حالة التوتر التي تعيشها المنظومة التربوية بشأن مصير الامتحانات الرسمية لنهاية السنة الدراسية، في ظل وباء كورونا”، مضيفا أن أفراد الأسرة التربوية وعلى رأسهم أولياء التلاميذ “يعيشون حالة من التوتر بشأن مصير الامتحانات الرسمية لنهاية السنة، خاصة المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا”.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه من المستحيل أن يرجع التلاميذ إلى الأقسام في ماي المقبل، أو اجراء امتحانات الفصل الثالث مباشرة بعد انتهاء الحجر الصحي الذي أقرته وزارة التربية الوطنية، مقترحا في ملف المقترحات المشتركة والمكتوبة للوزير التي تخص الموسم الدراسي، تأجيل امتحان شهادة البكالوريا إلى بداية شهر سبتمبر أو نهاية شهر أوت، مع وضع عتبة الدروس لتلاميذ السنة الثالثة ثانوي المقبلين على شهادة البكالوريا 2020.
وأضاف عبد الكريم بوجناح، أن آخر قطاع سيرجع إلى الحياة العملية هو قطاع التربية الوطنية، لأنه من المستحيل أن تراهن الحكومة بقطاع حساس مثل قطاع التربية الذي يستحوذ على 10 ملايين تقريبا من التلاميذ على غرار الأسرة التربوية من عمال وأساتذة وموظفين، لأن هذا يضر بمصلحة التلاميذ على غرار الإمكانيات القليلة لمجابهة وباء “كورونا”.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه يمكن القول أن السنة الدراسية “انتهت بالنسبة للتلاميذ العاديين الذين ينتقلون مباشرة، بما أن 80 بالمائة من البرنامج الدراسي تم إنجازه خلال الفصلين الأول والثاني، وبالتالي حساب فصلين للانتقال لجميع المستويات، مع إعفاء المتمدرسين من امتحاني شهادة التعليم الابتدائي وكذا شهادة التعليم المتوسط وتعويضهما بنقاط الفصلين الأول والثاني، في الانتقال إلى الطور الموالي”.
وختم المتحدث ذاته قوله، بأن نقابة “الأسنتيو” قدمت للوزارة الوصية جملة من المقترحات حول كيفية إنهاء الموسم الدراسي الحالي، في ظل استمرار غلق المدارس بسبب الحجر الصحي، مشيرا إلى أن التعليم عن بعد غير متاح للجميع، إضافة إلى أن الدراسة في فصل الصيف غير ممكنة خاصة في الولايات التي تعرف حرارة مرتفعة في فصل الصيف.
فرحات شابخ: “انطلاق الموسم الدراسي القادم في أكتوبر”
ومن جهة أخرى، اقترح الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية، فرحات شابخ، تقديم الدخول المدرسي إلى ما بين بين 20 أوت و30 سبتمر، لتكملة برنامج الفصل الثالث، مقابل الاكتفاء باحتساب نتائج الفصلين الأول والثاني بالنسبة لكل المستويات بما فيها السنة الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط، على أن ينطلق الموسم الدراسي 2020- 2021 بين الفاتح و10 من أكتوبر المقبل.
وفي سياق متصل، ثمن المتحدث ذاته، اللقاء الذي دعت إليه وزارة التربية الوطنية اليوم وغدا، داعيا الوزارة الوصية أخذ بعين الاعتبار مقترحات الشريك الاجتماعي.
ويجدر الذكر أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد طمأن في رسالته للشعب الجزائري بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل، التلاميذ والطلبة وأولياءهم على مصير السنة الدراسية، مؤكدا بأن “كل الإجراءات التي سوف تتخذ قريبا للتكفل بهذا الانشغال المشروع لن تكون إلا في صالح المتمدرسين في جميع أطوار التعليمية الثلاثة ويترقبون هذا الأسبوع الحاسم للفصل في مصير نهاية السنة”.
أميرة أمكيدش