بعد أقل من شهر على تنصيبه، شرع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في سلسلة من المشاورات لبحث مراجعة الدستور، فكان اللقاء الأول مع رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور وبعده الدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي وبعدهما رئيس الحكومة الأسبق ومهندس إصلاحات التعددية مولود حمروش وكذا الوزير الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي، في خطوة وصفها محللون سياسيون بـ”الإيجابية” والرغبة في الإستعانة بالمحنكين السياسيين في تجسيد إصلاحات الجزائر الجديدة التي وعد بها الرئيس وبالأمر المحمود بمد اليد لمن كانوا ضد المسار الانتخابي الأخير.
عبد الرحمن بن شريط، محلل سياسي:
“لقاء الرئيس بالشخصيات الوطنية خطوة في الاتجاه الصحيح”
اعتبر المحلل السياسي عبد الرحمن بن شريط أن لقاء رئيس الجمهورية بكل من رئيسا الحكومة الأسبقين أحمد بن بيتور ومولود حمروش والدبلوماسي الأسبق عبد العزيز رحابي وأخيرا أحمد طالب الإبراهيمي هي خطوة في الاتجاه الصحيح ورغبة في بناء أرضية صلبة قوامها الحوار مع الجميع والنقاش حول مختلف القضايا للذهاب للجزائر الجديدة التي تعهد بها خلال الحملة الانتخابية وبعدها في تصريحاتها في الآونة الأخيرة.
وأوضح بن شريط في تصريح لـ”الجزائر” الشخصيات الأربعة كانت من الوجوه الرافضة بشدة للمسارالإنتخابي وقدموا مبادرات للخروج من الأزمة التي كانت تتخبط فيها البلاد ومساندتها للحراك الشعبي ورفضها للمسار الإنتخابي جعلها في الواجهة وقتها بحيث رقعت صورهم في الحراك الشعبي هذا الأخير الذي طالب البعض منهم بقيادة المرحلة الإنتقالية و تولي ترتيب البيت الداخلي وهذه الصورة وتأثيرها على الحراك هو ما دفع رئيس الجمهورية لجعلهم في أولوية مشاوراته كما تأتي خطوة الرئيس التي جدد التأكيد على وصفها بالإيجابية من باب الرغبة في الإستعانة بأصحاب الحنكة السياسية في مسار الإصلاحات على كافة الأصعدة و ذكر:” رئيس الجمهورية يجسد بصفة تدريجية الإلتزامات التي تعهد بها في برنامجه الإنتخابي بالذهاب لجزائر جديدة بعد الحواروفتح النقاش على كافة المسائل مع إعادة الإعتبار للكثير من الشخصيات التي هُمشت في وقت سابق و فتح صفحة جديدة بلم الشمل و رأب الصدع و تفادي كل ما من شأنه تفكيك المجتمع الجزائري مرّة أخرى”وقال أيضا :” هذه الشخصيات الأربع لها وزن كبير على الساحة السياسية وكانت ضد رئاسيات 12 ديسمبرنأت بنفسها و فضلت لعب دور الناصح والطارح للمبادرات السياسية حول كيفية الخروج من الأزمة وكانت من الوجوه البارزة التي ساندت الحراك الشعبي وشددت على ضرورة الأخذ بعين الإعتبار لمطالبه و الرئيس اليوم جعلها في واجهة المشاورات من باب إعطاء عربون للنية الحسنة على أن الرئيس ذاهب لتجسيد التزاماته حتى مع من عارضوا المسارالإنتخابي وهي مبادرة محمودة .”وأضاف ذات المتحدث أنه على الرغم من وصفها بشخصيات النظام غير أنه حققت الإلتفاف حولها.
أرزقي فراد، باحث وناشط سياسي:
“كنا نريد حوارا مع الحراك الشعبي”
وبالمقابل أكد الناشط السياسي، أرزقي فراد أن المرحلة تقتضي فتح حوار مع الحراك الشعبي وتجسيد إجراءات التهدئة وبعدها الإستئناس بأصحاب الحنكة والخبرة السياسية، مضيفا في تصريح لـ”الجزائر” أنه لا أحد يشكك في هذه الشخصيات ولا في وطنيتها ورغبتها في المساهمة في إخراج البلاد من الأزمة التي تتخبط فيها البلاد بحيث قال :” أنا على يقين على أن الأربعة نقلوا مطالب الحراك لرئيس الجمهورية وأكدوا على أنها مفتاح الحل لأزمة البلاد و مباشرة الإصلاحات هي شخصيات لها وزن ورؤية وبعد نظر” وتابع: “غيرأني كنت أفضل أن يكون الحوار مع الحراك الشعبي وممثليه”.
سفيان صخري:
“لقاء الرئيس مع الشخصيات الوطنية الأربع خطوة إيجابية”
وثمن المحلل السياسي سفيان صخري من جهته خطوة رئيس الجمهورية بتدشين المشاورات السياسية مع أربع شخصيات وطنية من الوزن الثقيل لها باع و تجربة لايستهان بها وتقلدت مناصب مهمة في الجهاز التنفيذي فيما سبق منها من كان في قلب الحراك الشعبي ومنهم من رفعت صورهم فيه مطالبين بإسناد مهمة تسيير البلاد لهم مؤكدا أنه لا اختلاف على كفاءتها و ثقلها في الساحة السياسية و حنكتها السياسية إلى جانب أنها عاصرت و كان لها دور في المراحل السابقة .
وقال سفيان صخري “لقاء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون مع الشخصيات الوطنية الأربعة أحمد بن بيتور وعبد العزيز رحابي ومولود حمروش وأحمد الطالب الإبراهيمي هو خطوة إيجابية وأمر جيد في إطار المشاورات التي شرع فيها حول وضعية البلاد وطلب وجهات نظر من هؤلاء في مسار الإصلاحات التي سيجسدها في الجزائر الجديدة التي وعد الجزائريين بها”.
تثمين صخري لخطوة رئيس الجمهورية لمشاورات مع الشخصيات الوطنية صاحبة نوع من الإنتقاد في مباشرة المشاورات والحوار مع الشخصيات وتناسي الحراك الشعبي الذي وعد في وقت سابق بفتح حوار معه وانتقد في الوقت نفسه فتح ورشة تعديل الدستور في الوقت الراهن، وقال في هذا الصدد: “وكأنه يوجد خلل في مسار الإصلاحات التي باشر بها رئيس الجمهورية بالانتقال لتعديل الدستور دون فتح حوار حقيقي مع الحراك الشعبي وممثليه والذي هو طرف فاعل لا يمكن تجاوزه ولا المطالب التي رفعها”.
زينب بن عزوز