في الوقت الذي تعالت الأصوات المطالبة بتدخل الجيش لضمان الإنتقال الديمقراطي السياسي و الإقتصادي السلس و التي جاءت على لسان رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري وتلتها دعوة أخرى من رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي سار الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي عكس توجهات بعض أحزاب المعارضة بالتأكيد على أن للجيش مهامه الدستورية و أن على الطبقة السياسية تحمل مسؤولياتها في تقديم البديل بتحيين وترقية برامجها حسب متطلبات المرحلة.
وذكر ذويبي في كلمته خلال إشرافه على إفتتاح الجامعة الصيفية للشباب و التي نظمت تحت شعار”الشباب عماد الرهانات الاقتصادية الوطنية :”إن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني هو مؤسسة دستورية مهامها الدفاع عن الوطن و سلامة ترابه و الحفاظ على الوحدة الوطنية و على الطبقة السياسية أن تتحمل مسؤولياتها و تعمل على ترقية برامجها و تحيينها حسب متطلبات المرحلة و ما ينتظره منها المواطن و ان تتقدم للمواطنين لنيل ثقتهم و الوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع بكل نزاهة و شفافية لخدمة الوطن و المواطن و المحافظة على مكتسباته السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية بعيدا عن الانتهازية و المصالح الحزبية او الشخصية او الفئوية.” و تابع :”ومن هذا المنطلق فان احترام الدستور و العمل بالمقتضى القانون هو الأفضل و الأنجح للجزائر و مستقبلها”.
وحملت كلمة ذويبي ردا على ما وصفه بالتكالب و التحامل على الجزائر من خلال التقارير الأجنبية و التي أدرجها في خانة المناورات و الإبتزازات الرامية للمساس بوحدة البلاد وأمنها الأمر الذي يستدعي توحد الجهود سلطة و معارضة و الوقوف ضد المحاولات في التدخل في الشأن الداخلي للبلاد وقال :”ما نلاحظه هذه الأيام من تقارير متعددة حول الوضعية الاقتصادية و المالية للجزائر و حماية الحريات الدينية للأقليات على غرار تقرير صندوق النقد الدولي و كتابة الخارجية الامريكية لخير دليل و بغض النظر على المعلومات الواردة في هذه التقارير فان حركة النهضة تجدد رفضها القاطع لمثل هذه المناورات و الابتزازات و تدعو الجميع سلطة و معارضة و مجتمعا للوقوف ضد كل محاولات التدخل في الشأن الداخلي الجزائري فمصلحة الجزائر يقدرها الجزائريون دون غيرهم .”
وشدد ذويبي على ضرورة تلطيف الأجواء السياسية و الابتعاد عن الأفكار المتطرفة و الممارسات السلبية التي تزيد الضغط على المواطن و تشل قدراته وأنه على السلطة ان تغير من ممارساتها و على المعارضة ان تعدل من خطابها لنوفر الأمن الفكري للمجتمع الجزائري ونجنبه الوقوع في المخاطر التي تتربص به .
وأشار ذويبي إلى أن المكتب الوطني للحركة قرر أن تكون الجامعة الصيفية لهذه السنة خاصة بالشباب كونها فئة تمثل أغلبية المجتمع الجزائري والتي نعتبرها الفئة الفاعلة فيه وثروته التي تمثل نقطة الارتكاز لنهضة الجزائر فلا نضيق بها ذرعا و لا نتخيلها عبئا على الدولة بالنظر لمطالبها و احتياجاتها كما يتوهمه البعض وقد تم اختيار موضوع الرهانات الاقتصادية في هذه الجامعة-على حد تعبيره- و ذلك بالنظر لأهميتها و أولويتها في المرحلة الحالية سواء بالنسبة للدولة او المجتمع و خاصة فئة الشباب التي هي اليوم في اشد الحاجة لمن يفتح لها باب الأمل في الكسب الحلال ،و توفير متطلبات الحياة الكريمة في العمل و بناء الأسرة ،مع ضمان الحد الأدنى من الخدمات كالسكن و التعليم و الصحة والنقل السياحة وغيرها .
وقال :”لقد راهنت الجزائر غداة الاستقلال على خيار الاقتصاد الإداري المسير أو ما يصطلح عليه الخيار الاشتراكي قد تكون هنالك أسباب موضوعية لهذا الاختيار في تلك المرحلة و الذي يكون قد حقق بعض أهدافه المرحلية و المكاسب الاجتماعية و الوطنية غيرأن استمراره لوقت أكثر من اللازم قد عطل الدورة الاقتصادية و جعل الاقتصاد الوطني يعاني من العطالة و الركود ذلك انه اعتمد على مورد واحد و هو الريع البترولي دون القدرة على تنويعه و تحريره من التبعية .”
وذكر أيضا :”ان كسب الرهانات الاقتصادية ببناء اقتصاد وطني قوي و متنوع في الميادين الحيوية كالصناعة و الزراعة و السياحة و الخدمات و المعارف العلمية و التكنولوجية قد يوفر بيئة اجتماعية تحقق الاستقرار الاجتماعي و تساعد على تكريس النظام السياسي التعددي الديمقراطي أما بقاء الاقتصاد الوطني في حالة الضعف و الهشاشة لا يساعد على التعددية الحزبية و لا التداول على السلطة بالآليات الديمقراطية.”
زينب بن عزوز
الرئيسية / الوطني / ذويبي يسير عكس أقرانه في المعارضة::
“للجيش مهامه الدستورية و على الأحزاب تحمل مسؤوليتها في تقديم البديل”
“للجيش مهامه الدستورية و على الأحزاب تحمل مسؤوليتها في تقديم البديل”