السبت , سبتمبر 28 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الوطني / رغم توالي المبادرات والدعوات:
لماذا لم ينطلق الحوار؟

رغم توالي المبادرات والدعوات:
لماذا لم ينطلق الحوار؟

يعرف الوضع السياسي في الجزائر تأزما كبيرا، بعد 100 يوم من انطلاق المظاهرات الشعبية للمطالبة برحيل كل النظام السابق للبلاد برموزه، فلا مشاورات انطلقت ولا انتخابات يمكن إجراؤها ورغم النداءات المتكررة التي أطلقها رئيس أركان الجيش قائد صالح لتنظيم مشاورات جادة بين الطبقة السياسية للخروج من الأزمة لم تظهر أي بوادر للاجتماع والمشاورات في ظل رفض الشارع والطبقة السياسية للجلوس على طاولة الحوار مع رموز النظام البوتفليقي

وفي وقت يتشبث فيه كل طرف بموقفه، بين ذهاب كل رموز النظام السابق وتمسك النظام الجزائري الحالي وعلى رأسه رئيس أركان الجيش ونائب وزير الدفاع أحمد قايد صالح الذي يرفض تأجيل الانتخابات رفضا قاطعا، بحجة أن ذلك سيؤدي إلى فراغ دستوري، يمكن أن يدفع الجزائر إلى طريق مسدود، ويبق السؤال مطروحا: كيف ستخرج الجزائر من هذه الأزمة؟ وكيف ستنظم مشاورات يرفض الشعب أن يحاور فيها الوجوه السابقة الموالية لنظام بوتفليقة وعلى رأسها أحزاب الموالاة” جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي، الحركة الشعبية الجزائرية، تجمع أمل الجزائر تاج”.؟

هي تساؤلات عديدة تطرح في الساحة السياسية حول المشاورات التي كان من المفروض أن تنطلق لإيجاد مخرج للازمة السياسية التي تشهدها البلاد، ويتساءل الكثير عن سبب تأخرها، أم هو عقم سياسي تعرفه البلاد في عز أزمتها؟

وحسب العديد من السياسيين، يرون أن الساحة السياسية لم تجهز بعد للحوار خاصة وأن كل المبادرات قصفها الحراك الشعبي وأجهضت وهو ما عمق من عمر الأزمة، إلى جانب أن بقاء الباءات الثلاث “بدوي وبن صالح وبوشارب” لم يساعد على انطلاق المشاورات كون الشخصيات الثلاث مرفوضة شعبيا وحزبيا ولا يمكن لها الجلوس على طاولة الحوار وهو ما يؤرق النظام الحالي الذي لم يجد مخرجا للازمة خاصة وأنه يتمسك بالمخارج الدستورية للحل وهو ما يؤكد أن الجهة التي تدير الحوار ويرضى عنها الشارع الجزائري غير موجودة.

إلى جانب هذا تبقى من بين معوقات فتح الحوار أن المؤسسة العسكرية لم تعط الخطوط العريضة للمشاورات التي تحدث عنها القايد صالح واكتفت على لسانه بدعوة الطبقة السياسية هذه الأخيرة المشتت بين الإسلاميين والوطنيين والرادكاليين إلى جانب ما تشهده الساحة السياسية من تخوين لكل وجه سياسي يطرح مبادرة سياسية تحت شعار “كل الوجوه مرفوضة شعبيا” وهو ما بات يخيف كل الشخصيات التي تحاول إيجاد مخرج للأزمة.

ومن معوقات الحوار أيضا، عدم توفر شروط السياسية وحتى الاجتماعية التي يطالب بها الحراك والأحزاب المعارضة والتي كان من المفروض على الجهاز المسير لدولة في الوقت الراهن أن يبادر بها منها تحديد تاريخ انطلاق المشاورات وهو ما لم يحدث.

ورغم عقم الساحة السياسية تتواصل المسيرات السلمية مع خروج ملايين المتظاهرين خلال الـ15 أسبوع ورفض كل الحلول السياسية التي يكون فيها رموز النظام السابق، وهو ما تحدث عنه القايد صالح واعتبره مطلبا غير عقلاني ولا يمكن قبوله وهو ما يشير أن عمر الأزمة سيطول في حال تعنت السلطات وتمسكها بهذا الخيار وقد يدخل البلاد في مأزق سياسي لا تحمد عقباه كونه يتعارض مع مطالب الحراك وغالبية الأحزاب المعارضة والتي تدعو إلى حل سياسي يمر عبر رحيل جميع المسؤولين الحاليين، وعلى رأسهم رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي، فضلا عن استقالة جميع أعضاء البرلمان بعد ذلك فتح مشاورا سياسية تقودها شخصيات سياسية نظيفة ومتفق عليها تقوم بتحضير الأجواء المناسبة لانتخابات رئاسية وتشريعية نزيهة في وقت لاحق، فضلا عن إصلاح قانون الانتخابات وتعديل الدستور.

رزاقي.جميلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super