وجعي ألخصه في كتابة مونودرام “الرقصة الأخيرة
يكشف الفنان المسرحي السوري المقيم في الجزائر حسين كناني عن جديده الفني والذي يتمثل في تأليف نص لمونودرام بعنوان “الرقصة الأخيرة”، تعامل فيه مع المخرج عقباوي الشيخ، مضيفا أن هذا العمل يترجم معاناة مواطن وأزمة وطن.
وفي حوار له مع جريدة “الجزائر” رفع الفنان صرخته، حين تأمل من السلطات العليا في الجزائر، إلى منحه الإقامة، خاصة وأنه في عامه السادس بالجزائر وله أعمال ومتحصل على بطاقة المؤلف، مشيرا أن عدم حصوله على الإقامة أعاق رزقه وحركته الفنية، وأصبحت تشكل له هاجسا حقيقيا.
وكان الحوار فرصة، ليتحدث الفنان عن مساره الفني الطويل في سوريا والجزائر، فيما يلي نص الحوار:
*** بداية، هل بالامكان أن نعرف بداياتك في المجال الفني ؟
كأي فنان بدأت هاويا عبر مسارح الهواة وتنقلت من خلاله عبر المسرح العمالي والجامعي حتى بداية الاحتراف، حيث شاركت في العديد من الأعمال المسرحية، كممثل في المسرح القومي قبل توجهي للإخراج، حيث شاركت في “سفر برلك”، “السمرمر”، “الطائر الناري”، “القاعدة والاستثناء”، ” تشالنجر”، “المنطق الرابع”، “مكبث”.
وأخرجت مسرحيا: “شبابيك الهوى”، “همسات ولكن”، “عبر الزمن”…. وغيرها
وتلفزيونيا كممثل “شاركت بالبيت القديم” لحاتم علي، “عودك رنان حاتم علي، “أخوة التراب” نجدت انزور، “زوج الست” سيف سبيعي، “بطل من هذا الزمان” هشام شربتجي، “بقايا صور” نجدت انزور، “الولادة من الخاصرة “رشا شربتجي.
أما في الجزائر، تلفزيونيا شاركت بعمل “رجال الفرقان” كممثل وكتبت سلسلة “وليد الماما” للتلفزيون الجزائري، أما مسرحيا فقدمت: “تقاسيم شرقية”، “كلمات متقاطعة”، “العانستان”، “الضحك آخر الليل”،” بروفة” وأخيرا “صديق البيئة”.
*** باعتبارك مخرجا مسرحيا سوريا، بحس الفنان المبدع ماذا يحصل في سوريا؟
للحظة يتيه العقل وتجد نفسك لا تفهم ما يجري حولك، فمن بلد يسوده الأمان والدفء والفن ينقلب الحال بشكل كامل ويتحول الأمان إلى رعب وخوف وقتل.
وهنا لايمكنني أن احلل الأمر سياسيا ولا يهمني هذا، فما يهمني حقيقة هو أن بلدي أصابه الخراب والدمار وأهلي تشردوا.
*** هل كتبت الوجع السوري في أعمالك؟
لقد نقلت بعضا من مأساة الشعب السوري خاصة والعربي عامة عبر”تقاسيم شرقية” ولربما إن شاء الله انطلق بمونودرام “الرقصة الأخيرة” والتي سأعتزل بها التمثيل المسرحي، وسأعبر بها عن مأساة بلدي، وماساتي كمواطن، وكمهاجر وكغريب وتأثير الحرب علي وعلى المواطنين أمثالي في الجزائر.
*** بعد ست سنوات من الإقامة في الجزائر، كيف تجد الساحة الفنية الجزائرية؟
ساحة الجزائر الفنية تلفزيونيا غير مشجعة نهائيا إن بقيت سبل الإنتاج معتمدة على القطاع العام، لذلك يجب تدخل شركات الإنتاج، لتنتج وليس لتعمل كمنتجين منفذين يعملون بمال الدولة.
*** برأيك… هل الحركة المسرحية بخير؟
مسرحيا أظن أن المسرح مازال قويا، ومازال رجاله ونساءه يعملون رغم كل الظروف غير المشجعة وغير الصحية التي ترافق الإنتاج المسرحي، ولكن مع هذا مازال المسرح بخير في الجزائر، ونشط إلى درجة جيدة وخاصة المسرح الوطني، وتجاربه وسعيه للانطلاق أكثر وسعيه لتحقيق مصالحة بين المسرح والجمهور، وكذلك محاولات وإنتاجات بعض المسارح الجهوية.
وهناك تجارب فنية علينا أن نقف باحترام أمامها لفنانين كبار، مثل احمد رزاق، احمد خودي، محمد شرشال، سفيان عطية، تونس ايت علي وغيرهم. أتمنى أن تنتبه وزارة الثقافة أكثر للمسرح وتعيره الاهتمام الحقيقي.
*** افتتحت مسرحية “صديق البيئة”، الموسم الفني للمسرح الوطني، ونالت نجاحا باهرا، ماهو أهم انطباع بقي راسخا في ذهنك؟
في “صديق البيئة” المشهد الذي لايفارقني صورة الجمهور المحتشد، خاصة أن هذا العرض جاء بعد نجاتي من عمل جراحي حيث تم تبديل الشريان الابهر لي، حيث كنت عاجزا عن المشي حتى أجريت لي الجراحة فخرجت، وأخرجت “صديق البيئة” فكان ولادتي الثانية بعد المشفى ولعل صورة الجمهور هي ما تبعث الحياة بروحي والأمل.
*** هل من مشاريع مستقبلية في الأفق؟
جديدي هو أنني احضر لمونودرام “الرقصة الأخيرة” وهو من تأليفي وإخراج الفنان عقباوي الشيخ، وفيها أتحدث عن تجربتي أثناء أزمة بلدي وهجرتي وموت العديد من عائلتي بعيدا عني.
*** كلمة أخيرة؟
كلمتي الأخيرة، أتوجه فيها إلى رئيس الجمهورية، والحكومة الجزائرية، لأقول: تكرمتم علينا واحتضنتمونا فكنتم إخوة وأهلا عزيزين علين وأتمنى اليوم أن تنظروا إلينا وتمنحوننا الإقامة، فأنا اليوم في عامي السادس بالجزائر ولي كل هذه الأعمال ومتحصل على بطاقة المؤلف والمؤدي، ومازلت أجدد تأشيرتي كل شهرين مما أعاق رزقي وحركتي الفنية، حيث أنني لا استطيع الخروج من الجزائر والعودة إليها، لأني لا املك إقامة، أيعقل أن أكون المخرج السوري الجزائري ولا أملك ورقة إقامة ولو سنوية.
في الأخير، تحية للجزائر في أعيادها اولطنية، وشكري الجزيل لك صبرينة وللجريدة بكامل طاقمها.
صبرينة كركوبة