تشهد أسعار اللحوم الحمراء و البيضاء ارتفاعا مذهلا خلال الأسبوعيين الماضيين، وصلت إلى 1700 دج للكيلو غرام الواحد من الحمراء، و350 دج للبيضاء، في الوقت الذي تشهد فيه أسعار الخضر و الفواكه هي الأخرى ارتفاعا كبيرا، في حين ارجع اغلب الفاعلين الأسباب إلى عاملي العرض و الطلب ، بينما أرجعه آخرون إلى غياب الرقابة وفوضوية السوق و المضاربة، غير ان التساؤل الذي يقلق المواطنون هل ستستمر موجة الغلاء هذه خلال الأشهر القادمة، خصوصا وان شهر رمضان على الأبواب.
يبدوا أن استعدادات التجار لشهر رمضان قد بدأت منذ أسابيع، برفع أسعار بعض المواد، وفي مقدمتها اللحوم، فمنذ حوالي 3 أسابيع، قفزت أسعار اللحوم الحمراء من 1500دج للكيلوغرام الواحد الى 1700دج-بقري- أما سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف فوصل الى حدود 1800دج، في حين بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من اللحوم البيضاء 350دج، وهي موجة غلاء غير مسبوقة خاصة بالنسبة للحوم الحمراء التي ارتفعت بما يقارب 12 بالمائة في مدة شهر، و هذه الموجة لم تقتصر فقط على اللحوم، بل انتقلت أيضا الى الخضر و الفواكه ما ينبئ بغلاء فاحش لمختلف المنتجات سيشهده الشهر الكريم الذي تفصلنا عنه 5 اسابيع فقط، حيث سجلت أسعار مختلف الخضروات في مختلف أسواق الوطن ارتفاعا كبيرا، بداية من البطاطا التي ارتفعت الى 60 دج للكيلوغرام، و الطماطم الى 120دج، والخس الى 140دج للكيلوغرام الواحد، اما الفلفل الحلو فسعره تجاوز 200دج للكيلوغرام الواحد، و يتخوف المواطنون من استمرار موجة الارتفاع هذه ، خصوصا مع اقتراب رمضان الذي عادة ما تعرف أثمان مختلف المواد الاستهلاكية زيارات.
صويلح: لا يمكن التحكم في الأسعار وقد تنخفض في رمضان
و في هذا السياق يقول الأمين العام لاتحاد التجار و الحرفيين الجزائريين صالح صويلح انه لا يمكن التحكم في الأسعار ما دامت حرة، و لا تخضع لاية تقنين او تقييد، و أضاف في تصريح ل”الجزائر”، أمس، انه في حال مثل حال السوق الحر، فمن الطبيعي ان يلجا الجزار او التاجر الى رفع الأسعار خصوصا اذا ما كانت سلعته قد كلفته سعرا اضافيا على المعتاد عليهن و قال انه بخصوص تخوف المواطنين من ارتفاع الاسعار في رمضان، انه لا يمكن التكهن بذلك، و لم يستبعد ان تنخفض أسعار اللحوم خوصوا و انه خلال رمضان يكون هناك استعداد من قبل المواليين و التجار لتموين السوق باللحوم، ما قد يرفع من المعروض و بالتالي تنخفض الأسعار.
أما عن ارتفاع أسعار الفواكه و الخضر خاصة، فاستغرب المتحدث ذاته هذا الارتفاع سيما بالنسبة للخضر، و قال ان هذا الارتفاع غير مقبول بالنسبة لنا ، وكنا نتوقع انخفاض للأسعار او ليس ارتفاعا خوصوا ان كل الظروف متوفرة، فالمنتوج متوفر و المناخ كان عامل مساعد على الوفرة، و اتهم الوسطاء بالتلاعب بالأسعار.
فدرالية حماية المستهلك: مشكل السوق الجزائرية أعمق من الأسعار
من جانبه، يرى رئيس الفدرالية الجزائرية لحماية المستهلك زكي حريز أن مشكلة السوق اللحوم في الجزائر أعمق لا تتعلق فقط بالأسعار، فهذه الأخيرة و أن كانت مرتبطة بنسبة كبيرة بالعرض و الطلب، إلا أنها أن الإشكال يكمن أيضا في كونها سوق مضطربة وغير منظمة، و ارجع السبب في ذلك لعدة عوامل منها الإنتاج، حيث قال أن الجزائر ليس لديها مزارع تنتج لحوم البقر و الغنم، ولا توجد مستثمرات كبيرة خاصة بإنتاج الأعلاف الحيوانية التي تكون عنصر مساهم ومشجع في إنتاج اللحوم، و يرى أن طريقة إنتاج اللحوم في البلاد لا يزال بدائيا، و يخضع للمضاربة و تدخل الوسطاء الذين يفرضون في الأخير الأسعار التي يجدونها مناسبة لهم ، و ذلك في ظل غياب الرقابة الحقيقة للسلطات و الجهات المسؤولة عن مراقبة الأسعار و تنظيم السوق، كما تحدث رئيس فدرالية المستهلكين عن عامل آخر و هو عدم التزام منتجي اللحوم و المواليين بالعمل مع المذابح الثلاثة الكبرى التي سخرتها الدولة و أنفقت عليها أموالا طائلة و المتعلقة بمذابح كل من الجلفة، بوقطب و عين مليلة، و أضاف أن هناك مشكل في حلقة متسلسلة بداية من تربية المواشي إلى الأعلاف إلى طريقة الذبح تم التسويق و الأسعار، كما أشار إلى مشكل آخر ويتعلق بنوعية المنتوج و جودته، فهو يفتقد لنظام التتبع، ما قد يسبب ضررا صحيا للمستهلك.
رزيقة.خ