جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
يتعقد المشهد الليبي يوما بعد يوم، ويتجه نحو التصعيد أكثر، رغم كل الجهود الدولية ومن بينها جهود الجزائر التي بدلت منذ أشهر عديدة قصد انهاء الأزمة في هذا البلد وجمع الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار، وهو المبتغى الذي يبدو أضحى صعب المنال بعد التصعيد الذي تعيشه ليبيا وانقسام الليبيين أنفسهم بين مؤيد لتدخل طرف خارجي بعينه، وبين رافض له ومؤيد لغيره، وانقسام الأطراف الدولية على طريقة تسيير الأزمة وتضارب مصالحهم فيها.
تتسارع الأحداث في ليبيا، و تهدد بسيناريو مخيف قد يؤذي إلى “صوملة” هذا البلد، و تقسيمه، وقيام حرب أهلية، خصوصا مع انقسام الأطراف الليبية فيما بينها حول دعم ورفض التدخلات الأجنبية لحل أزمة بلادهم، ففي الوقت الذي دعت بعض الجهات في ليبيا مصر للتدخل عسكريا وعلى رأسها برلمان طبرق كرد فعل على الدعم التركي لحكومة الوفاق الوطني، زاد الانقسام بين القبائل الليبية بين من يؤيد تدخل الجيش المصري و بين من يرفضه، و يعتبر أن هذا التدخل سيؤذي إلى تقسيم البلاد، وهو السيناريو المفروض جملة وتفصيلا بالنسبة لهم و بالنسبة حتى لبعض الأطراف الدولية و على رأسها الجزائر، التي حذرت من مغبة التدخلات الأجنبية، و من تسليح القبائل الليبية، و أكدت أن في ذلك خطر كبير قد يؤذي في النهاية الى حرب أهلية وتقسيم ليبيا.
وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي، والخبير في العلاقات الدولية إسماعيل دبش، إن “كل الوطنيين في ليبيا بمن فيهم القبائل يرفضون التدخل العسكري في بلادهم، سواء من الجانب التركي أو المصري، كما أنهم يرفضون تسليح القبائل، لأن الأمر يهدد البلاد بحرب أهلية، ستأتي على الأخضر واليابس”.
وأعتبر دبش، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن تصريحات مصر بالتدخل العسكري في ليبيا “مجرد ضغط على تركيا للانسحاب من ليبيا”، وأشار إلى أن دعوات بعض القبائل للتدخل العسكري ” ليست نابعة عن قناعة وإنما تحت الضغط فقط”، ودعا الليبيين إلى تبني المقاربة الجزائرية، وتنظيم قمة تضم دول الجوار بالجزائر لحلحلة الأزمة سياسيا