اختتمت أمس أشغال المؤتمر العادي السابع لحركة مجتمع السلم، أين تم خلال الفترة الصباحية، المصادقة على القانون الأساسي للحركة الذي خضع لبعض التعديلات، ليتم بعدها وفي الفترة المسائية انتخاب أعضاء مجلس الشورى الوطني، الذي بدوره انتخب رئيس الحركة وقد اختار المؤتمرون دون مفاجأة إعادة الثقة في الرئيس الحالي عبد الرزاق مقري بعد أن احتد التنافس حول تمثيل الولايات في المجلس الشوري كما وقع الاختيار على عبد المجيد مناصرة كرئيس لمجلس الشورى. وهي التغييرات التي ستصنع توازنا داخل الحركة وتحد من هامش تحرك رئيس الحركة الذي سيتم انتخابه من طرف مجلس الشورى بدل المؤتمر كما جرت العادة كما ينتخب نوابه أيضا.
وأدخل المؤتمر الاستثنائي للحركة تعديلات حول القانون الأساسي، حيث أجرى تعديلا يخص نائبي رئيس الحركة ونائبي رئيس مجلس الشورى، أين صادق المؤتمر على اقتراح انتخاب النواب المذكورين في وقت واحد، أما التعديل الآخر فيتعلق بحالة وجود مرشحين اثنين لرئاسة الحركة أو لرئاسة مجلس الشورى الوطني، وكان هناك تعادل في الأصوات، فمثل هذه الحالة يفوز بمنصب الرئيس الأصغر سنا، ويهدف هذا التعديل إلى “تشبيب” الحركة.
وبخصوص أعضاء مجلس الشورى الوطني، فعددهم 260 عضوا تم انتخابهم من قبل مندوبي الولايات، إضافة إلى 20 عضوا آخر – دائمين- ممثلين في الوزراء السابقين، رؤساء الحركة السابقين، رؤساء مجلس الشورى السابقين، والأعضاء المؤسسين للحركة وعددهم 5.
ورغم أن المناقشات وانتخاب مجلس الشورى وبعده رئيس الحركة تمت في جلسات مغلقة، إلا أن رائحة ” الحرب الضروس” التي كانت تدور رحاها داخل القاعة البيضوية التي احتضنت المؤتمر، وصلت إلى خارجها، فالتسريبات صورت حالة الصراع المحتدم بين عدة جهات، والخلافات حول العديد من النقاط، لا تتعلق فقط برئاسة الحركة، إنما بمجلس الشورى الوطني، الهيئة العليا في الحركة صاحبة القرار، وحسب بعض التسريبات، فهناك أطراف كانت ترغب في الترشح لرئاسة الحركة بعدم دعم تلقوه من مناضلين و إطارات بداخلها، إلا أن البعض الآخر أراد لهم الترشح لرئاسة المجلس أو لعضويته لترك المنافسة على رئاسة الحركة وآخرين يكونون بمثابة مرشحين شكليين أمام المنافس الأقوى رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، وأوضحت مصادر ل”الجزائر” ، أن الخيار كان من البداية موجه نحو مقري، رغم اعتراض العديد من الشخصيات البارزة وعلى رأسهم ابو جرة سلطاني وعبد المجيد مناصرة، والقيادي نعمان لعور .
أبو جرة سلطاني ينسحب من الترشح من رئاسة الحركة ومجلس الشورى
من جانبه قال الرئيس الأسبق لحركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، في تصريح للصحافة على هامش المؤتمر قبيل فتح بابا الترشيحات، انه قرر عدم خوض غمار سباق رئاسة الحركة حتى لو تم ترشيحه لذلك، ومضيفا بأنه قدر بأن الأفضل للحركة ومستقبلها هو عدم خوضه لغمار المنافسة على قيادة الحركة التي تزعمها لعشرة سنوات، معتذرا لأبناء الحركة الذي أعلنوا دعمهم له في وقت سابق.
وفي السياق، ثمّن سلطاني المنهج الجديد الذي اعتمده المؤتمر الاستثنائي السابع للحركة، معتبرا الخط الوسطي بين المعارضة والمشاركة خطا يخدم الحركة في هذه الظروف ومن شأنها أن يعطيها هامش تحرك أكبر في سبيل خدمتها للوطن.
كما أعلن ذات المتحدث عن عدم خوضه سباق رئاسة مجلس الشورى، مبرزا بأنه سيدعم البرامج وليس الأشخاص في سباق الرئاسة.
رزيقة .خ