عبرت بعض الأحزاب السياسية عن آسفها للطريقة التي تم إستقبال به الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون أمس والذي كان من المفروض أن يقابل بلافتات المطالبة بالإعتراف والإعتذار و التعويض لا الزغاريد والهتافات و المطالبات بالفيزا من طرف الشعب فيما استغرب المحللون عن الزخم الإعلامي التي حظيت بها الزيارة .
مقري: “ماذا بقي لتأخذه يا ماكرون؟”
أدرج الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر في خانة البحث عن حلول لأزماتها الإقتصادية في مستعمراتها القديمة و من بينها الجزائر
وقال مقري في تدوينة له على صفحته الرسمية :”تعيش فرنسا أزمة اقتصادية كبيرة عجزت عن حلها إلى الآن وهذه الأزمة هي التي جاءت بماكرون كرئيس لفرنسا قدمته اللوبيات المالية على أنه المنقذ . فرنسا تريد أن تحل أزماتها على حساب مستعمراتها القديمة بواسطة عملائها ولوبياتها داخل دول هذه البلدان.
وأضاف : “تعتبر الجزائر من أكبر هذه المستعمرات اللقديمة التي أنجدت الاقتصاد الفرنسي حيث أن البحبوحة المالية المنتهية التي عرفناها في السنوات الأخيرة ساهمت كثيرا في تحريك مصانع فرنسا ومستثمراتها الفلاحية ومؤسساتها الخدمية” يكفي أن نعلم بأننا نستورد 60 بالمائة من احتياجاتنا من القمح و80 من احتياجاتنا من الحليب مثلا وحصة الأسد من هذه الواردات تأخذها فرنسا، ومنحت لصناعة السيارات الفرنسية سوقا لم تكن تحلم بها عن طريق الاستيراد وخديعة التركيب مع سانبول وغيرها وكذا إنقاذ شركات فرنسية مفلسة بإعطائها مشاريع ضخمة ولو كان الاقتصاد الجزائري اقتصادا وطنيا حقيقة لاستعملت تلك الأموال لتحقيق الأمن الغذائي والانطلاق في صناعة اندماجية ناقلة للتكنولوجية وشراء تلك الشركات بدل إنقاذها. إن الفساد والخيانة لعبا لعبا خبيثا في الاقتصاد الوطني.”
تواتي: “ماكرون جاء ليأخذ من الجزائر لا ليقدم الاعتذار”
عبررئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي عن آسفه للإستقبال الحار الذي حظي به الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون و ما سبقته من تحضيرات و تعزيزات أمنية لشخص قال إنه جاء للجزائر ليس حبا فيها و لا لترقية العلاقات الثنائية و إنما بحثا عن مصالح بلده بالدرجة الأولى .
وقال تواتي في تصريح ل ” الجزائر” أمس :” والله عيب زغاريد و هتافات للرئيس الفرنسي و طلبات الفيزا من الشعب الذي انتظراستقباله في الشارع في الوقت الذي لا بد أن يكون العكس بتذكر أمانة الشهداء وما دفعوه من ثمن غالي لإستقلال بلد المليون ونصف مليون شهيد و مطالبة هذا الأخير بالاعتراف والإعتذاروالتعويض و إستكمال إستقلال الجزائر”.
وعبر ذات المتحدث عن إستغرابه من تصريحات بعض المسؤولين و أملهم في أن تحمل زيارة ماكرون للجزائر الجديد بالتأكيد على أن هؤلاء يعلمون حق المعرفة أن زيارة ماكرون لن تحمل الجديد سوى على الملف الإقتصادي و البحث عن إستثمارات جديدة ليس إلا أما الذاكرة فملفها طوي لدى الفرنسيين منذ أن خرجت فرنسا الإستعمارية من الجزائر ولن يفتح مرة أخرى و ما قاله ما كرون أمس عن ملف الذاكرة بالقول أنه لا يتناقض مع نفسه و تصريحاته حول هذا الملف اليوم هي ذاته التي قالها في زيارته للجزائر بثوب المرشح للرئاسيات الفرنسية بأن الأمرموجه للإستهلاك الإعلامي أكثرمن حقيقية ستجسد على أرض الميدان و قال :”ماكرون جاء ليأخذ من الجزائر لا أن يقدم لها “.
ذويبي: “مؤسف أن يستقبل ما كرون بالزغاريد”
وعبرالأمين العام لحركة النهضة عن آسفه هو الآخر للزغاريد و الهتافات و طلبات ” الفيزا التي استقبل بها الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون من قبل الشعب الجزائري مدرجا إياها في خانة ” الأمر المؤسف ” من شعب بلد المليون و نصف المليون شهيد الذي من المفروض عليه الحفاظ على أمانتهم و رسالتهم و إستكمال رسالتهم بالمطالبة بالإعتذارعن جرائم فرنسا الإستعمارية.
وقال ذويبي في تصريح لـ “الجزائر” أمس: “زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر اليوم ( أمس) حركت الجروح القديمة و التي لم تتمكن لغاية الساعة من أن تجد لها تسوية و الأمر مرده لضعف الموقف الرسمي الجزائري الذي لم يطرح هذا الأمر تماما و مستمر في علاقاته مع فرنسا و يرغب في ترقيتها والتغاضي على الأمس المرير” وتابع:”سمعنا الأمين العام لحزب جبهة التحريرالوطني جمال ولد عباس طيلة الحملة الإنتخابية يتحدث عن الشرعية الثورية طيلة الحملة الإنتخابية لمحليات 23 نوفمبر غير أننا لم نسمع له صوتا عن زيارة ما كرون و مطلب الإعتذار الذي أسقطته الموالاة في البرلمان ما يؤكد أن هذا المطلب غير مدرج في أجندة المسؤولين الجزائريين “.
جابي : “لماذا كل هذه الضجة الإعلامية على زيارة ما كرون وكأنها حدث سيغير العالم؟
وعبرالأستاذ في علم الإجتماع السياسي ناصر جابي عن إستغرابه من الضجة الإعلامية و التضخيم لزيارة ماكرون للجزائروتصدر الخبر المواقع الإليكترونية و شاشات التلفاز حتى النقل المباشر لبعض القنوات الخاصة في الوقت الذي لم تعر الصحافة الفرنسية أية أهمية للأمر
و قال: “لماذا تبالغ القنوات التلفزيونية الخاصة في تغطية زيارة الرئيس الفرنسي ؟وكأنها حدث سيغير العالم والجزائر” و تابع :”هي زيارة عادية لرئيس فرنسي فلماذا كل هذا الزخم الإعلامي ؟”
زينب بن عزوز