حذرت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ،من إرتفاع عدد التلاميذ الذين أقبلوا على الانتحار بسبب فوبيا النتائج المدرسية في السنوات الأخيرة،وأكدت أن الأرقام في تزايد حيث تسجل المدارس الجزائرية سنويا أكثر من 100 حالة إنتحار وهروب من البيت،كما عرفت بعض ولايات الوطن هروب للتلاميذ تتجاوز 13 حالة بسبب نتائج الكشوف المدرسية التي جاءت هذا الفصل الأول صادمة للتلاميذ ، ومخالفة لكل التوقعات ،فيما لم تصدر لحد الآن إحصائيات ثابتة من طرف وزارة التربية الوطنية بهذا الخصوص.
كشف بن زينة علي ،رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، أن الجزائر تحصي سنويا تسجيل المئات من قضايا الهروب والانتحار لدى التلاميذ في عديد ولايات الوطن ،بسبب الخوف من العقاب من الأولياء لضعف نتائجهم المدرسية ، وذكر نفس المسؤول في تصريح لـ”الجزائر” أن عملية الانتحار بدأت تظهر في المدارس بشكل ملحوظ سنة 2013 وعرفت منحنى خطير بسبب إرتفاعها خاصة في السنوات الأخيرة ،وحسب ذات الجهة في حال لم تتدخل الجهات المعنية ستعرف ارتفاعا مخيفا .
وحمل ذات المسؤول، كل من وزارة الصحة و وزارة التربية الوطنية والأولياء المسؤولية ،مطالبا وزيرة التربية نورية بن غبريط بتوفير مختصين نفسانيين دائمين داخل المدارس وهذا بالتنسيق مع وزارة الصحة.
وقال بن زينة علي «إن تخويف وترهيب التلاميذ من طرف الأولياء بسبب عدم الحصول على نتائج جيدة خاصة خلال الفصل الأول سبب رئيس في الهروب والانتحار من خلال إقدامهم على شرب الأدوية تعبيرا عن رفضهم للنتائج وخوفا من العقاب.”
هذا وعرفت بعض ولايات الوطن على غرار ولايتي الجزائر العاصمة والبليدة تيبازة مستغانم و سطيف حالات هروب للتلاميذ تتجاوز 13 حالة بسبب نتائج الكشوف المدرسية التي جاءت هذا الفصل الأول صادمة للتلاميذ ، ومخالفة لكل التوقعات ،فيما لم تصدر لحد الآن إحصائيات ثابتة من طرف وزارة التربية الوطنية بهذا الخصوص،وذكر بن زينة في حديثه أن سبب هذه النتائج الكارثية تعود لعدة أسباب منها التأخر في توزيع الكتب المدرسية ودخول أكثر من ألفي أستاذ في الحملة الانتخابية وترك مناصبهم لأساتذة جدد غير مكونين .
الكشوف المدرسية تدفع بالتلاميذ إلى الهروب والانتحار
حذرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، من تخويف وترهيب التلاميذ من طرف الأولياء بسبب عدم الحصول على نتائج جيدة خلال الفصل الأول خاصة أمام إنتشار ظاهرة الإنتحار، وأكدت ذات الجهة أن عدد كبير من التلاميذ حاولوا الإنتحار من خلال إقدامهم على شنق ،مستشهدة بحالة اإنتحار للتلميذ شكيب البالغ من العمر 14 سنة،الذي يدرس في السنة الرابعة متوسط على مستوى ولاية عنابة،حيث إنتحر شنقا بحي الجسر الأبيض غرب وسط مدينة عنابة ، فقد تم اكتشاف انتحار الطفل بعد فترة من البحث، وقد تفطن والده إلى قبو العمارة، و عند دخوله كانت الصدمة كبيرة، أين وجد ابنه معلقا بالسقف باستخدام سرواله الذي كان ملفوفا حول عنقه، ليسارع إلى قطع السروال و حمله إلى الاستعجالات في محاولة لإنقاذه، غير أنه فارق الحياة.
كما أوضحت الرابطة بأن هروب الأبناء من البيت بسبب خوفهم من ردود أفعال آبائهم من نتائجهم الدراسية المتدنية، مسؤولية الآباء بالدرجة الأولى، لأن العديد من الأسر تبالغ في تقييم النتائج الدراسية و تمنحها أهمية كبيرة، بسبب انعكاساتها الاجتماعية كمظهر و “بريستيج”، دون الأخذ بعين الاعتبار مستوى الطفل و قدراته العقلية، وهو ما يعرض التلميذ لضغط نفسي و يدفعه لليأس أحيانا، بسبب غياب الحوار و عدم قدرته على التعبير عن مشاكله الدراسية، وبالتالي، فإن تلك المواصفات التي يضعها هؤلاء الآباء لأبنائهم ولا يتسامحوا معها، يجعل الطفل ذو القدرات الدراسية المحدودة يلجأ عدة وسائل منها الكذب ، الهروب من المنزل أو الانتحار،وأشارت الرابطة إلى أن المدارس والمؤسسات التربوية الجزائرية تخلت عن دورها التربوي وأصبحت مؤسسات تعليمية فقط وهو ما ينعكس سلبا على وضعية التلاميذ الذين باتوا يتلقون دروسا للتعليم أمام إهمال الجانب التربوي للتلميذ .
وطالبت ول الرابطة من وزارة التربية إعادة النظر وأن ترفع فيه تحدي نوعية التعليم في الجزائر بتغليب مصلحة التلميذ و جعلها الهدف الأسمى في القطاع .
كما دعت الأولياء إلى عدم الضغط على أبنائهم وعدم تهديدهم بالعقاب حتى لا يدفعوا بهم للانتحار أو تبني خيار آخر وهو الهروب من المنزل،كما دعت أيضا القائمين على وزارة التربية إلى إيجاد أخصائيين نفسانيين من أجل التحضير النفسي للتلاميذ .
رزاقي.جميلة