كشف موقع “جون أفريك”، أن برنامج الرحلات الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد فصل الصيف، يتضمن زيارات لمجموعة من البلدان العربية، من بينها الجزائر والمغرب والمملكة العربية السعودية ولبنان. وستكون زيارة الرئيس الفرنسي، الثانية من نوعها منذ توليه رئاسة “الإيليزي” خلال جولة مغاربية تنطلق نهاية السنة الجارية أو بداية السنة المقبلة.
وذكرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية أن الزيارة ستتركز على الشراكة الاقتصادية مع بلدان المنطقة، بالإضافة إلى ملفات الهجرة السرية ومواجهة الإرهاب في منطقة الساحل، والعلاقات بين فرنسا ودول المنطقة، وبصفة خاصة الجزائر التي يريد ماكرون بناء علاقة جديدة معها بعيدا عن الماضي الاستعماري القديم، على أساس شراكة متكافئة بين الطرفين، من أجل بناء محور قوي بين البلدين حول المتوسط وتمديده نحو إفريقيا.
وتسارع باريس الزمن لأجل استعادة قوتها في مستعمراتها القديمة،بعد سيطرة المستثمرين الصينيين في المنطقة على جميع القطاعات وانحصار التواجد الفرنسي في قطاع الخدمات والنفط. وشكك مراقبون جزائريون في إمكانية حدوث الزيارة، بدعوى أن الزيارة المعلن عنها لايزال مبكرا التأكد منها و أن إمكانية ثبوتها لاتزال ضعيفة ،خاصة وأنها ستتزامن مع فترة قريبة جدا من تنظيم الرئاسيات في الجزائر،التي سيشتد فيها السباق نحو انتخاب رئيس للبلاد. وأضافت ذات المصادر أنه يمكن أن تثبت هذه الزيارة أو تلغى حسب تطور الموقف الفرنسي الذي يبدو باردا في هذه الفترة. وأن التأكد من الزيارة سيكون في شهر سبتمبر المقبل .
وكان رئيس الجمهورية قد بعث في برقية الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمناسبة اليوم الوطني للجمهورية الفرنسية الذي يصادف 14 جويلية من كل سنة، أكد له فيها أن “تمتين التعاون بين الجزائر وفرنسا جدير بأن يصبح قدوة يحتذى بها في المنطقة وفي العلاقات الأوروبية المتوسطية”.
وأشارت برقية رئيس الجمهورية إلى زيارة الصداقة والعمل التي أجراها إيمانويل ماكرون إلى الجزائر. ووصفت البرقية الزيارة أنها دفع جديد واعد للعلاقات بين بلدين مذللين الطريق نحو تمتين التعاون الجدير، بأن يصبح قدوة يحتذى بها في المنطقة وفي العلاقات الأوروبية المتوسطية. وأكد الرئيس بوتفليقة لنظيره الفرنسي بأن “اللقاءات القادمة التي ستجمع البلدين خاصة اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى، ستكون خطوة نوعية على طريق الشراكة الاستراتيجية التي يسعى البلدان من أجل تحقيقها”. وكان ماكرون قد خاطب الجزائريين خلال زيارته الأخيرة قائلا “أن العلاقة الجديدة التي أريدها مع الجزائر وأقترحها على الجزائريين هي شراكة “الند للند”، مبنية على الصراحة والندية والطموح”، وأضاف: “مع الجزائر، يتعين على فرنسا بناء محور قوي حول منطقة المتوسط يمتد إلى إفريقيا”.
واصفا الجزائر بالشريك الاقتصادي الرئيس بالنسبة لفرنسا”، مذكرا بأن رصيد الاستثمارات الفرنسية بالجزائر خارج المحروقات يقدر بـ 2.3 مليار أورو، مؤكدا “أنه في حال تجسيد المشاريع الجاري تطويرها” فإن هذه الاستثمارات ستسجل ارتفاعا كبيرا خلال السنوات المقبلة.
وزار ماكرون الجزائر أول مرة كمترشح للانتخابات الفرنسية التي جرت في شهر ماي 2017،حيث استقبله عدد من المسؤولين الجزائريين من بينهم الوزير الأول السابق عبد المالك سلال و وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة ، ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب ووزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى.
وبحث خلالها مع المسؤولين في الجزائر نظرته إلى العلاقات بين البلدين على الصعيد السياسي والاقتصادي ونقل البضائع وتنقل الأشخاص.
وكشفت أول زيارة له كرئيس لفرنسا إلى الجزائر عن استراتيجيته والتي بدت أنها لن تكون مختلفة عن سابقيه من الرؤساء الفرنسيين، وهي محاولة إيجاد توازن بين المطالب الجزائرية التي تتعلق بضرورة تصفية ملف الذاكرة وإزاحة ما يعيق إقامة علاقات طبيعية بين البلدين، وبين ضرورة تكثيف التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي والعلمي بين الطرفين.
ووصفت تصريحات ماكرون داخل الجزائر أنها تراجع عن التصريحات السابقة وبأن ما قاله لا يعدو أن يكون استراتيجية انتخابية ليس إلا.
وفي حديثه عن ملف الذاكرة أشار ماكرون، أنه لا يريد أن يبقى حبيس الماضي وإنما يريد أن يتطلع للمستقبل من أجل بناء علاقات صلبة مع بلد اعتبره غاية في الأهمية وشريكا أساسيا سواء تعلق الأمر بمحاربة الاٍرهاب أو الهجرة غير الشرعية، معرجا على دور الجزائر في الملف الليبي الذي لابد أن يكون لها دور فيه .
ولما لهذا الملف من أهمية فقد أعلن ماكرون عن قراره بضرورة استرجاع جماجم الجزائريين الموجودة في فرنسا وقال إنه سيصدر قانونا يسمح بذلك وهو مطلب سابق للسلطات الجزائرية تم التفاوض حوله منذ سنوات في خطوة قد تحفظ ماء الوجه للرئيس الفرنسي الذي وعد بأكثر من ذلك.
وكشفت زيارة ماكرون وإن كانت قصيرة عن استراتيجية الرئيس الفرنسي فيما يتعلق بسياسته تجاه الجزائر والتي لا يبدو أنها ستكون مختلفة عن سابقيه وهي محاولة إيجاد توازن بين المطالب الجزائرية المعبر عنها بصفة غير مباشرة والتي تتعلق بضرورة تصفية ملف الذاكرة وإزاحة ما يعيق إقامة علاقات طبيعية بين فرنسا والجزائر وبين ضرورة تكثيف التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي والعلمي.
ويعول الرئيس الفرنسي الشاب على جيل جديد ينتمي إليه ويريد أن يكون الجسر الرابط بين الضفتين بمن في ذلك الفرنسيين مزدوجي الجنسية الذين يقول ماكرون إنهم يلعبون دورا كبيرا في الارتقاء بالعلاقات الفرنسية الجزائرية.
رفيقة معريش
الرئيسية / الحدث / بحسب الإعلام الفرنسي :
ماكرون في الجزائر نهاية السنة لأجل قضايا الهجرة والاقتصاد والأمن
ماكرون في الجزائر نهاية السنة لأجل قضايا الهجرة والاقتصاد والأمن
بحسب الإعلام الفرنسي :
الوسومmain_post