الأحد , نوفمبر 17 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / حكومة باماكو متمسكة باتفاق السلام والمصالحة :
مالي تتجه لبسط سيطرتها على المناطق الحدودية مع الجزائر

حكومة باماكو متمسكة باتفاق السلام والمصالحة :
مالي تتجه لبسط سيطرتها على المناطق الحدودية مع الجزائر

قام الوزير الأول المالي سوميلو بوبي مايغا بزيارة هي الأولى منذ سنوات لمسؤول مالي كبير إلى مناطق الشمال القريبة من الحدود مع الجزائر، هذه الزيارة المهمة تهدف حسب الكثير من المراقبين في الجارة الجنوبية إلى التأكيد على أن باماكو تتجه نحو فرض سيطرتها على مناطق شمال البلاد، وهي التي بقيت خارج السيطرة الحكومية لمدة منذ 2012.
وصل الوزير الأول المالي، سوميلو بوبي أول أمس، إلى مدينة كيدال شمالي البلاد، في أول زيارة من نوعها منذ أربع سنوات لمسؤول كبير بالحكومة المالية للمدينة وذلك لدعم الجهود لتنفيذ اتفاق السلم والمصالحة، وفق ما أفادت تقارير إعلامية مالية. وترجع آخر زيارة لرئيس حكومة مالي إلى المنطقة إلى تاريخ 17 ماي 2014.
وذكرت التقارير نفسها أن مايغا توقف برفقة ثمانية وزراء في طريقه إلى كيدال، في مقاطعة تساليت القريبة من الجزائر، وذلك في إطار جولة داخلية تشمل تسع محطات. ويهدف مايغا من وراء زيارته لكيدال لدعم جهود إقامة الإدارة المحلية في المدينة وتقريب خدماتها من المواطنين والاطلاع على احتياجاتهم عن قرب.
وعرفت المدينة اضطرابات أمنية خلال الأسابيع الأخيرة، كان آخرها تعرض معسكر لقوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في كيدال، الخميس الفارط، لهجوم بقذائف المورتر أدى لإصابة 5 جنود فرنسيين، وخلف خسائر مادية وصفت بـ ” الهامة “، وفق ما أعلنت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مالي.
وقالت البعثة ” إن معسكرها في كيدال تعرض لإطلاق نار في وقت مبكر من صباح الخميس”، مشيرة إلى عدم تسجيل إصابات في صفوف العاملين بالمنظمة، بينما أصيب عدد من القوات الدولية في هذا الهجوم.
وتحمل الزيارة التي قام بها رئيس وزراء مالي سومايلو بوبيي ميغا إلى كيدال أكبر مناطق شمال البلاد، رمزية كبيرة للغاية، هذه الزيارة كونها الأولى من نوعها منذ أربع سنوات في معقل الحركات المسلحة الأزوادية. وحمل برنامج الزيارة قبل مرحلة كيدال، توقف سوميليو بوبيي ماغا الخميس الفارط، في تيساليت، شمالا، بالقرب من الحدود مع الجزائر. ودعا الشعب إلى الوحدة الوطنية، قائلا أن ” القوى التي تريد فرض العنف علينا يمكن أن تتراجع “. وأعرب رئيس الوزراء المالي عن تصميم الحكومة والقوات المسلحة المالية، بدعم من القوات الأجنبية الموجودة في مالي.
ورأت بعثة حفظ السلام في هذا الهجوم “محاولة جبانة من جانب أعداء السلام لعرقلة هذه التطورات الإيجابية التي ترمز إليها زيارة رئيس الوزراء إلى كيدال، وهي إشارة قوية لضرب السلام والمصالحة في مالي “.
من جانبهم، يعتقد مراقبون للأوضاع في مالي، أن جولة الوزير الأول، برفقة عدد من الوزراء، تتضمن رسائل سياسية تبرز عودة الدولة إلى المناطق الشمالية والوسطى في مالي. وفي ذات السياق قالت بعض المصادر المحلية أن الزيارة أكدت على أن الحكومة المالية ” مصممة على إنهاء نشاط الإرهابيين والجماعات الانفصالية الأخرى في هذا الجزء من مالي “. وأكد الوزير الأول في حكومة الرئيس أبو بكر كايتا من جهة أخرى، أن زيارته ” تأتي من أجل تقريب خدمات الدولة من المواطنين ومعرفة احتياجاتهم “.
كما ترى تلك الأطراف أنه مع دخول القوة المشتركة جي5 للعمل على الأرض بقوة عسكرية تصل إلى 5000 جندي، إضافة إلى تواجد قوة ” برخان ” الفرنسية وبعثة ” المينوسما ” كلها عوامل ستساعد الحكومة المالية على بسط سيطرتها على مناطقها في شمال البلاد اعتمادا على اتفاق السلام والمصالحة الموقع في الجزائر العاصمة سنة 2015.
وذكرت مصادر أزوادية حسب صحيفة ” مالي أكتي ” أن المجموعات التارقية في الشمال عبرت على استعدادها لاستقبال رئيس الوزراء بـ ” نية الأخوة والعيش المشترك “، وأن كلا الطرفين الحركات الأزوادية والحكومة لا يريدان العودة إلى أزمة 2014، قبل أربعة أشهر من الإنتخابات الرئاسية. من جانبهم، تحاول الجماعات المسلحة الموقعة على اتفاق الجزائر تقديم تعهدات بحسن النية على أمل الحصول على تنازلات من مخصصات الميزانية، الوظائف، الإستفادات الجماعية أو الفردية، بالرغم من أن عملية السلام الموقعة في الجزائر تأجلت إلى حد كبير. كما أن جدولها الأولي بعيد ولم يشرع بعد في نزع السلاح، ولا تزال السلطات غائبة بنسبة كبيرة عن الشمال.
وكان الوزير الأول المالي سوميلو بوبي مايغا الذي عمل مديرا للمخابرات العسكرية ووزير للدفاع في بلاده لسنوات طويلة، قد قام بزيارة إلى الجزائر في جانفي الفارط، التقى نظيره أحمد أويحيى، وكان في صلب اللقاء التباحث حول طريقة تطبيق اتفاق السلام الممضى في الجزائر، وهو الذي يتعرض لتعثرات لأسباب مختلفة، كما كان هناك نقاش حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خصوصا منها ما يتعلق بمنطقة الساحل، وعبر الوزير الأول المالي، على دور الجزائر ” الهام في استقرار مالي “، مضيفا أنها ” تدخلت على الأقل في مناسبتين لمساعدة الماليين على التوافق فيما بينهم عامي 1992، و2015، وأكد سومايلو بوباي أن حجر الزاوية في السياسية المالية الداخلية والخارجية هو ” الاتفاق المنبثق عن اتفاق الجزائر “.

رئيس الوزراء المالي يبحث بالشمال سبل تطبيق اتفاق الجزائر
ونقلت وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة أن رئيس الوزراء المالي ” بحث سبل تطبيق اتفاق الجزائر، وذلك خلال زيارة إلى منزل المنسق العام لتجمع حركات ” بلات فورم ” وشيخ عرب منطقة غاو “، وجرى اللقاء الذي تم بمدينة غاو بحضور محمد ولد متالي النائب في البرلمان والأمين العام المساعد للحركة العربية الأزوادية عبدين محمد والعقيد الأممي سيدي ولد محمد “.
وأكدت المجموعة العربية خلال اللقاء ” تمسكها باتفاق الجزائر، مطالبة باعتقال المتسببين في ما أسمتها ” الأحداث العنصرية ” التي كادت تفجر الوضع “. واعتبرت المجموعة العربية أن الحكومة المالية مازالت تماطل في اعتقال ” المجرمين الحاليين “، إضافة إلى مماطلتها في اعتقال “مجرمي التسعينات .”
كما اتهمت شخصيات بارزة في الحكومة بالوقوف وراء تحريك النزاعات العرقية بالمنطقة، بحسب ما ورد في إيجاز صحفي، وأدى رئيس الوزراء المالي زيارة إلى بعض مدن الشمال خلال الأيام الماضية، التقى خلالها مسؤولين بالحركات الأزوادية وبعض أعيان المنطقة.
إسلام كعبش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super