يتجدد في كل مرة، الحديث في الجزائر عن الأعمال التي تبث في التلفزيونات المحلية خلال شهر رمضان الحالي، حيث يقبل المشاهد على متابعة البرامج، ويكتشفها لتتشكل رؤيته وانطباعاته حولها فيما إذا كانت تليق بالجمهور العريض من جانبها الأخلاقي والاجتماعي وحتى الديني.
الكاميرا الخفية 2019: تنوعت العناوين والنتيجة واحدة !
وككل عام تبرز على القنوات برامج “الكاميرا الخفية” لتنافس بها غيرها من الأعمال التلفزيونية، وهذا العام تنافست الفضائيات لتقدم أحسن كاميرا خفية حسب استراتيجية كل قناة تلفزيونية وخطها الإعلامي، فكانت كل من “بالاك موراك”، “حنا هاك”، “ردو بالكم”، “راني وليت”، “رانا حكمناك”، “عيش تشوف”، “صح شيخ”، “ماتهدرش”…
وتعد برامج الكاميرا الخفية التي تسيل دائما الحبر على الورق، وتثير موجة من الانتقادات العارمة من المهنيين والجمهور، ولكثرتها لم تستطع أن تنل رضا الجمهور هذا العام، نظرا للعبث والتكرار التي وقعت فيه، حسب تعليقات المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين فضلوا التجارب الاجتماعية على برامج الكاميرا الخفية، لما فيها من رسائل إنسانية هادفة، تكشف ردة فعل المواطنين إزاء قضايا معينة في المجتمع الجزائري.
أغلب المتابعين، اعتبروا أن هذا النوع من البرامج لم ينجح، حيث حاولت بعض القنوات تقديم الأفضل دون أن تنجح في ذلك، لتبقى برامج “الكاميرا الخفية” بمثابة الشجرة التي تغطي غابة الفراغ الكبير في هذا المجال.
من هنا بدأت الكاميرا الخفية في الجزائر:
الكاميرا الخفيّة هي الكاميرا التي تخبأ أو تموه عن الآخرين لتصويرهم من دون علمهم، وتستعمل هذه الوسيلة في فئة برامج تلفزيونية والتي فكرتها الأساسية تصوير شخص ما من دون علمه وهو يتعرض لشيء غريب مادي أو معنوي معد مسبقا، ورصد رد فعله، وإخباره لاحقا أنه تم تصويره، وأخذ إذنه لعرض المشهد.
وبالحديث عن تاريخ الكاميرا الخفية في الجزائر، نجد أن الجزائر كانت السباقة في هذا النوع، ويعود الفضل في ذلك للمخرج الراحل الحاج الذي كان أول من قدم برنامج الكاميرا الخفية في التلفزيون الجزائري عام 1970 يوم كان هذا النوع من البرامج مرتبطا بفكرة وله أهداف نبيلة تتعلق بالترفيه والترويح عن الناس، حيث قدم “خالي والتيليغراف”.
بعد سنوات، برز “الطاكسي المجنون” الذي تدور فكرته حول نقل مواطنا من المواطنين، وفي كل يوم تصادفهم حكاية، توقعه في الفخ، كأن تركب امرأة مقيدة الأيادي فارة من الشرطة، لتركب في سيارة الأجرة وتطلب من المواطن أن يفتحها لها، لتأتي الشرطة بعدها تبحث عنها وتورط ذات المواطن.
هذا هو تاريخ الكاميرا الخفيّة في العالم:
وتنوعت برامج الكاميرا الخفية وانتشرت عالمياً. وهي تتسم غالبا بالطابع المرح، وتنفيذ مقالب تسفر عن أحداث طريفة وأحيانا ردود فعل غريبة أو مفاجئة أو حتى عنيفة تجاه من ينفذ المقلب.
وأُنتج عدد ضخم منها عبر السنين في مختلف البلدان، بسبب استقطابها للجمهور وجذبها للإعلانات وانخفاض تكلفتها نسبيا.
بالإضافة إلى الترفيه، يمكن اعتبار هذه البرامج توثيقاً لحال بلد ما في فترة ما، من حيث مظاهر الحياة والمباني والشوارع والأزياء وأحوال المعيشة، ويمكن كذلك أن تكون وسيلة للتعرف على مجتمع ما، من حيث سلوك أفراده وأخلاقهم وإنسانيتهم، وتعد “الكاميرا الصريحة العفَوية” أول برنامج في العالم من هذا النوع، إذ بثت لأول مرة عام 1948 على قناة سي بي أس الأمريكية، من ابتكار وإنتاج وتقديم ألن فون وقد استمر حتى سبعينيات القرن العشرين، وانقطع، ثم عاد من عام 1996 إلى 2004، ثم عاد لموسم واحد عام 2014 .
أما في العالم العربي، فتتميز هذه البرامج غالبا بأن حلقاتها يومية وليست أسبوعية، إذ أنها تُبث في موسم شهر رمضان، وكان أولها الكاميرا الخفية، النسخة المصرية عام 1983 بنفس صيغة “كاندد كاميرا”. قدّمه الممثل الكوميدي فؤاد المهندس، ومثّل فيه إسماعيل يسري ومحمد جبر. وهو من إعداد وإخراج طارق زغلول وإنتاج وكالة طارق نور، وقد عُرض في عدة دول، وحظي بنسب مشاهدة عالية.
صبرينة ك