جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
تدخل الأزمة السياسية في الجزائر، شهرها الرابع، لكن في الميدان كل شيء يوحي بالانسداد المتواصل، فلا المشاورات انطلقت ولا الهيئة المستقلة لتنظيم الانتخابات أنشئت، وهذا رغم توصيات المؤسسة العسكرية على لسان قائد الأركان قايد صالح و رئاسة الجمهورية، واللتين تحدثتا بإسهاب عنهم لإخراج البلاد من أزمتها.
وفي ظل الانسداد السياسي، يفصلنا أسبوعان عن انتهاء الآجال القانونية التي منحت الـ90 يوم لعبد القادر بن صالح، لقيادة الجزائر خلفا لرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، كرئيس دولة وهو ما يوحي بدخول مرحلة جديدة في أزمة البلاد خاصة بعد فشل تنظيم انتخابات الرابع جويلية، والخوف من الذهاب لاستدعاء الهيئة الانتخابية للمرة الثالثة في ظرف سنة خاصة مع تمسك الشارع بقرار عدم الانتخاب ما لم تذهب كل الباءات المغضوب عليها.
ويتواصل ترقب الأوساط الحزبية والسياسية، إعلان الرئاسة عن أي قرار في الأيام القادمة، خاصة وأن الحديث عن استدعاء الهيئة الناخبة وإعادة بعث المسار الانتخابي كثر الحديث عليه الساعات الأخيرة، وهو ما أكده الاجتماع الذي تم بين رئيس الدولة عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي مساء ليلة أول أمس، أين تم الاتفاق على آليات إعادة بعث المسار الانتخابي والتدابير اللازم اتخاذها بشأن الظروف والآليات التي من شأنها أن تحيط بالموضوع، حسب ما أورده بيان لرئاسة الجمهورية، وتم خلال اللقاء أيضا تقديم عرض مفصل وتقييم شامل للوضع السياسي في البلاد، وهو ما يوحي بان السلطات تواصل تمسكها بخيار الذهاب لتنظيم انتخابات جديدة والمغامرة باستدعاء الهيئة الناخبة وهو ما حذر منه العديد من المختصين في الشأن السياسي، والتي أكدت فعليا عجز رئاسة الدولة والحكومة، عن القيام بأي خطوة عملية والشارع منتفض ورافض لمصطلح “الرئاسيات”.
إلى جانب تعثر الحوار الذي ألح عليه رئيس الدولة، وتحدث عليه مطولا قائد الأركان القايد صالح، إلى جانب عدم بعث الهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات وهي الأخرى التي أسالت الحبر الكثير، وعول عليها الأحزاب للقضاء على التزوير، والتي من المفروض أن تنطلق أشغالها مع استدعاء الهيئة الناخبة إلى غاية الإعلان عن النتائج النهائية ومهام “السلطة الوطنية لمراقبة الانتخابات” لتعوض الإدارة والهيئة المستقلة العليا لمراقبة الانتخابات اللتين كانتا تشرفان على عملية تنظيم ومراقبة الانتخابات.
هذا ويرتقب أن يوجه رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، عشية الـ5 جويلية رسالة لشعب من خلالها يتحدث عن قرارات هامة جديدة منها إعادة بعث المسار الانتخابي للواجهة حسب ما سرب من معلومات، وتحديد موعد للانتخابات الرئاسية على الأغلب قبل نهاية السنة الجارية.
رزاقي.جميلة