أعلن أمس مجموعة من الخبراء و الإطارات عن ميلاد مجموعة 22 للتغيير وهو التكتل الذي قال أعضاؤه أمس خلال الندوة الصحفية التي عقدوها أمس إنها ولدت من رحم الحراك ومكونة من نخب جزائرية في الداخل و الخارج ومجاهدين وشخصيات تاريخية تريد طرح مبادرة لحل أزمة البلاد وأشاروا إلى أن هذا الفضاء بعيد عن الزعامة و الوصاية و لعب دور الوسيط و أكدوا في السياق ذاته أن هذا الفضاء مفتوح لمن أراد الإنضمام له وكشفوا عن عقد المؤتمر الجزائري للنخبة الوطنية يوم 29 جوان المقبل .
وأكد أعضاء مجموعة 22 للتغيير أمس أن تكتلهم مكون من نخب وطنية حرة و مستقلة لا يتلقون توجيهات مسبقة من الداخل أو الخارج سيما في ظل ما يتم الترويج له هذه الأيام مع تعدد المبادرات و التكتلات مؤكدين أنهم تكتل جزائري ولد لخدمة الجزائر دون إقصاء أو تهميش و لا خلفيات إيديولوجية تحت مظلة المرجعية النوفمبرية و أجمعوا على أن ما تعيشه الجزائر اليوم ليس محنة بل أزمة توافقات على كيفية بداية البناء الجمهورية الجزائرية الحديثة.
“مقترحات المؤتمر سترفع للمؤسسة العسكرية”
و أشار الأعضاء إلى أن المشاركة في المؤتمر المقبل للنخب الجزائرية مفتوحة أمام الجزائريين شريطة القبول بمطالب الحراك السلمي للجزائريين و إحترام تطلعاتهم و عدم المشاركة بأي صفة سياسية أو حزبية كانت و خلو المسار المهني من أي معوقات و شوائب الفساد و أن مخرجات و توصيات هذا الأخير سوف يتم وضعها بين يدي مؤسسة الجيش الوطني الشعبي و التي آمنت بشرعية الحراك.
“لن ننظم لأي مبادرة ولا مكان للأحزاب السياسية بيننا”
وأعلن أعضاء مجموعة 22 للتغيير عن رفضهم لكافة المبادرات المطروحة على الساحة السياسية و خاصة المقدمة من طرف بعض الأحزاب السياسية من باب أن هذه الأخير لم يعد لها دور في المرحلة الحالية بعد الفشل الذريع التي منيت به و تلقت الرد من الحراك الشعبي بإعلان الرفض لها لكونها هي الأخرى جزء من المرحلة السابقة وبخاصة ممن أسموة بالمتلونين و اللاعبين على الحبلين و أكدوا أنه من غير المقبول من هؤلاء أن يحملوا الحل لأزمة البلاد حتى و إن كانت مقترحات تتضمن بعض الجوانب الإيجابية .
و أكدوا أن رفضهم للأحزاب السياسية ليس من مبادراتهم فقط و إنما حتى إنخراط هؤلاء في مبادرتهم مرفوض تماما و لا مجال للنقاش في الأمر .
الخبير الدولي عبد المالك سراي:
“ما يغلطوناش بإلقاء القبض على 20 شخصا وجرّهم للعدالة فقط”
اعتبر الخبير الدولي والعضو في مجموعة 22 للتغيير عبد المالك سراي أن البلاد تمربفترة حرجة تقتضي توحيد الجهود و الوصول للتوافق لإخراجها من حالة الجمود التي تتخبط فيها بالاستجابة للمطالب الشعبية المعبر عنها طيلة 16 جمعة داعيا لضرورة وضع حد لسياسة “تضييع الوقت” والتي لن نزيد سوى في تعميق الأزمة و ضياع الحلول .
وأضاف سراي خلال الندوة الصحفية التي عقدتها مجموعة 22 للتغيير أمس بالمركز الثقافي العربي بن مهيدي أن الحوار و إن كانت الوسيلة الأمثل لإخراج البلاد من الأزمة غير أن الأمر متوقف عند ترديد هذه الكلمة دون الكشف عن آلياتها و لا كيفية تنظيمه وسط التجاهل التام للمطالب الشعبية بضرورة رحيل رموز النظام السابق و بخاصة الباءات الثلاث و التي تعد شرط الجميع للانطلاق في هذا الأخير و بداية صفحة جديدة من تاريخ الجزائر وقال:” الجميع يريد الحوار و ينادي به و لكن لا شروط متوفرة لتنظيمه”. و تابع :” الجميع يعلم أن الخروج من الأزمة ليس بالمهمة السهلة سيما في ظل وجود بعض مطالب الحراك و الذي يعد بعض الجزء منها واقعي و سهل التجسيد و البعض الآخر تعجيزي ”
كما أكد ان المرحلة الحالية تقتضي العديد من الخطوات من تغيير رموز النظام السابق ورحيل الحكومة الحالية وتعزيز العدالة وتعديل الدستور لتوفير الأرضية الملائمة لإجراء الرئاسيات المقبلة و قال :” لن نذهب للرئاسيات بصفة مباشرة و الحوار يجب أن يتبعه العديد من الإجراءات من رحيل رموز النظام السابق و رحيل الحكومة و تعديل الدستور و تعزيز العدالة “.
وانتقد سراي بشدة ما أسماه بمسرحية المحاكمات و جر بعض الشخصيات للعدالة في محاولة للتمويه و شغل الرأي العام و قال :” ما يغلطوناش بإلقاء القبض على 20 شخصا و جرهم للعدالة فقط في الوقت أن الفساد مستشري في كل مكان .”
وتحدث سراي عن مجموعة 22 للتغيير بالقول إنها ولدت من رحم الحراك و جمعت النخبة من مختلف القطاعات في محاولة للمساهمة لإخراج البلاد من حالة الأزمة من باب الوطنية و الواجب مشيرا إلى أن الفكرة كانت محل نقاش أكثر من شهرين قبل أن يتم الإعلان عنها اليوم والتحضير للمؤتمر الوطني للنخب الجزائرية والذي سيعقد نهاية الشهر الجاري .
زينب بن عزوز