جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
طرحت طريقة وأسلوب تناول وسائل إعلام عربية وغربية للمظاهرات الشعبية السلمية للجمعة الماضية، العديد من التساؤلات حول الهدف من بث أخبار كاذبة تمس بسلمية الحراك، و بصورته الحضارية، وان كان الغرض منها إثارة الفتنة بالجزائر، أو توظيف الحراك من قبل هذه القنوات بغية إسقاط ليس النظام فقط بل الدولة.
بثت أول أمس العديد من القنوات العربية ك”سكاي نيوز”، و “العربية”، و قناة”العربي”، إضافة مواقع غربية ك”رويترز”، و”إذاعة مونتي كارلو الدولية”، و”فرانس 24″، أخبارا مزيفة عن مظاهرات الجمعة الماضية، مفادها “حدوث انزلاقات خطيرة” و”استعمال قوات الأمن للرصاص المطاطي ضد الآلاف من المتظاهرين”، إضافة إلى خراطيم المياه، وأنه تم تسجيل اشتباكات عنيفة بين هذه القوات والمتظاهرين، وإن كان أغلب ما تم نشره من قبل هذه القنوات لا يمت بصلة لحراك الجمعة الماضية والذي شهد مظاهرات في غاية السلمية عدا اضطرار قوات الأمن استعمال خراطيم المياه لتفريق بضع عشرات من الأشخاص “المشاغبين” الذين أرادوا تشويه الحراك ككل مرة و الممولين من جهات هدفها ضرب سلمية المظاهرات، فان هذه القنوات العربية والغربية، ركزت على الجوانب السلبية” القليلة جدا” للحراك، و التي لا يمكن أن لا تحدث في أي مظاهرة مهما كانت سلميتها وفي أي بقعة من العالم نظرا للأعداد الهائلة للمشاركين فيها كتلك التي شهدتها الجمعات السابقة و الجمعة الماضية بالخصوص، ومن الواضح أن نية هذه القنوات التي نشرت مثل تلك الأخبار الزائفة، و التي لم تكلف نفسها حتى التأكد من صحتها من مراسليها ومكاتبها المتواجدة بالجزائر ، و الذين استغربوا هم أنفسهم هذا الأسلوب، وتبروا منها و نفوا أن يكونوا هم مصدر هذه الأخبار ، فمن الواضح أن نيتها غير سلمية، وقد تهدف إلى إثارة الفتنة وتشويه صورة المظاهرات، وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي لزهر ماروك في تصريح ل”الجزائر” إن كل قناة أو مؤسسة إعلامية لديها خط اففتاحي يتماشى مع الجهة الممولة لها، وهذه القنوات تتحول إلى واجهة إعلامية لتلك المصالح،و بالتالي فمعالجة هذه القنوات للحراك في الجزائر سيكون وفقا لما تمليه عليها مصالح الجهات الممولة، وهنا-يقول ماروك- تتخلى عن الموضوعية، و أوضح أن هناك قنوات عربية تتعامل مع الحراك بحذر شديد، و تريده أن يفشل حتى لا يلهم الشعوب الأخرى ، و هناك قنوات أخرى تتعامل بذكاء، حيث في الظاهر تتعامل مع الحراك بموضوعية لكنها توظفه و تجعل منه نموذجا يجب أن تقتدي به شعوب دول أخرى هي في صراع معها، أي أنها تستعمله كأداة من أدوات تهديد استقرار دول عدوة لها، و أشار هنا إلى دول في الشرق الأوسط التي تعيش في صراع حول النفوذ، و تستخدم الإعلام كأداة من أدواة الصراع فيما بينها، وأدخلت قنواتها في خط الحراك بالجزائر في محاولة للتأثير عليه من خلال خلق رأي عام داخلي-في الجزائر- ورأي عام إقليمي من الحراك، و أشار إلى أن هناك دول تريد إفشال الحراك حتى لا يتحول إلى نموذج، و دول تريد أن ينجح وان يحقق مطالبه، لكنها تريد أن يسقط النظام وان لا يتوقف عند هذا الحد بل إسقاط الدولة و المؤسسات، ودعا المحلل السياسي المواطنين و المثقفين بالخصوص إلى الانتباه لمضمون هذه القنوات، غير انه أشار إلى أن هناك بعض القنوات الغربية التي تنقل باحترافية ما يحدث في الجزائر دون تشويه .
هذا واستنكر الجزائريون عبر مختلف مناطق الوطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما تم تداوله عبر هذه القنوات الإعلامية، ودعوا إلى مقاطعتها وشن حملات تدعو لضرب حساباتها عبر المنصات الإلكترونية، التي بالغت في نقل وتضخيم الأحداث.
رزيقة.خ