احتضن العدد السابع والسبعين لمنتدى “فضاء الركح” لمسرح بسكرة الجهوي؛ الفنان المسرحي محمد شرشال، الذي قدم مداخلة مصوّرة تتمحور حول “رحلة محمد شرشال نحو البحث في الفعل المسرحي”.
اعتبر محمد شرشال -وهو من مواليد الفاتح جانفي 1964- بالجزائر العاصمة، بانه كان من المحظوظين بمعاصرته عدد كبير من رواد المسرح الجزائري لهم فضل في صقل موهبتنا على غرار علولة كاتب ياسين، كاكي…
وبخصوص مزاوجته بين الإخراج المسرحي وكتابة السيناريو، نفسه محظوظاً جداً، حين جمع بين تخصٌصين يستفيد كل واحد من الآخر.
شرشال قال بأنه بدأ خطواته الأولى في مجال المسرح، كهاوِ في بداية ثمانينيات القرن الماضي إثر مبادرته بإنشاء فرقة مسرحية بالثانوية التي كان يزاول فيها دراسته الأدبية، فرقة كان منشطها، كاتبها ومخرجها العصامي طبعا، تحصل سنة 1987 على شهادة مربي مختص في الفنون الدرامية بالمعهد العالي لإطارات الشباب في تقصراين، ألّف وأخرج “بيت النار” جمعية محفوظ طواهري مليانة (1993)، قبل يؤلّف ويُخرج “ميلوديا” مع مسرح محمد اليزيد (1994).
وفي سنة 1998، اقتبس وأخرج “هاملت” لوليام شكسبير، إنتاج جمعية أشبال عين البنيان، ثمّ أخرج “الملك يتماوت” لأوجين يونسكو، إنتاج جمعية الفنون الدرامية محفوظ طواهري لمليانة (2001)، وفي أعقاب تخرجه من المعهد الوطني العالي للفنون المسرحية –تخصص إخراج- بشهادة التعليم العالي في الإخراج المسرحي (2002)، أخرج “الدرس” لأوجين يونسكو، إنتاج جمعية الفنون الدرامية محفوظ طواهري لمليانة (2003).
وواصل شرشال عطاءاته باقتباس وإخراج “علماء الطبيعة” لفريديريتش دورينمات، إنتاج المسرح الوطني الجزائري (2005)، واقتبس وأخرج “الأمير الصغير” لأنطوان دي سانت أوكزيبيري، إنتاج المسرح الوطني الجزائري (2006)، كما ألّف مسرحية “عشيق، عويشة والحراز” لمسرح تيزي وزو الجهوي (2007).
كانت لشرشال تواقيع أخرى مثل “أبناء القصبة”، “صيف الرماد”، إضافة إلى “الطوفان”، “نوبة في الأندلس”، “حب وجنون في زمن المحبوب”، “رحلة حب”، “فن الكوميديا” و”الفيزيائيين”، كما سبق له كتابة عدة مسلسلات تليفزيونية على غرار “شجرة الخلد”، “حالتو حالة”، “الغائب” و”شوف العجب”.
اقتبس شرشال نص “الخرتيت” لـ “يونسكو” وأخرجه في مسرحية وَسَمَها “الهايشة”، إنتاج المسرح الوطني الجزائري (2015)، وفي نهاية العام ذاته أخرج مسرحية فن الكوميديا لــ “إدواردو دي فيليبو” لتعاونية ضياء الخشبة في حاضرة تيارت (2015).
كانت له تجارب اخرى في مجال كتابة السيناريو التلفزيوني…، كما شارك شرشال كعضو في اللجنة الوطنية للقراءة على مستوى تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية (2014).
ونال محمد شرشال عدة جوائز، أبرزها: أحسن عرض عن مسرحية “ميلوديا” بمهرجان مسرح سكيكدة 1994، أحسن إخراج عن مسرحية “بيت النار” بمهرجان المسرح المغاربي في عنابة 1993، جائزة أحسن عرض متكامل عن “الملك يتماوت” في مستغانم 2002، جائزة أحسن إخراج عن “الملك يتماوت” بسيدي بلعباس 2003، أحسن نص عن “الهايشة” للمهرجان الوطني العاشر للمسرح المحترف بالجزائر 2015… إلخ وفي ديسمبر 2017، أخرج عرض “ما بقات هدرة” مع مسرح سكيكدة الجهوي، والذي افتكّ به الجائزة الكبرى لأحسن عرض متكامل في المهرجان الوطني الثاني عشر للمسرح المحترف.
وفي خريف العام 2019، أخرج شرشال مسرحية “جي بي أس” (إنتاج المسرح الوطني الجزائري)، التي نال عنها الجائزة الكبرى في المهرجان الثاني عشر للمسرح العربي بالأردن في جانفي 2020.
ص ك