“أكبادنا” مازال ينتظر فرصته وهذا هو سبب نكستنا في مجال الدراما
رفض السيناريست والفنان محمد شرشال رفضا قاطعا، مايتم تداوله من طرف الكثير، وأقوالهم عن غياب كتاب سيناريو أكفاء في الجزائر، مشيرا أن الأزمة اليوم هي أزمة غياب سياسة حقيقية لصناعة الدراما الجزائرية و الارتقاء بها، فقبل أن يبحث كتاب سيناريو على المنتجين، وجب على المنتجين أن يتخلصوا من جشعهم باعتبار السيناريو صفقة لا تعوض.
وعاد محمد شرشال للحديث عن مسلسل “أكبادنا”، حيث قال: بقي بعد ثلاثة سنوات من البحث، التنقيب و التحرير انتهيت من كتابة أول و آخر مسلسل درامي لي بعد مشاركتي في عديد التجارب التلفزيونية الناجحة على غرار: “شوف لعجب”، “حالتو حالة”، “جمعي فاميلي”، “ناس البهجة” و غيرها. وهو المسلسل يحمل عنوان “أكبادنا” كنت قد انتهيت من كتابة حلقاته الثلاثون كاملة في سنة 2011 .
وأضاف شرشال، تقع أحداث هذا المسلسل في ثلاثة مدن جزائريٌة (الجزائر، بومرداس و مليانة) و يتعلٌق الأمر بقصص عائلات من مختلف المناطق و الدرجات الاجتماعيٌة، حيث تتطوٌر الأحداث التي تعايشها هذه العائلات، من خلال أبناءهم الذين نجدهم في غالب الأوقات ضحيٌة سلوكيات الأولياء نفسهم و المسيٌرة قهريا ظروفهم. أولياء يتألمون لانكسارات أبناءهم تارة، و يسعدون و يتباهون لنجاحاتهم تارة أخرى.
ويتناول العمل حول عدة ظواهر سلبية يعاني منها المجتمع الجزائري على غرار، المخدرات، العنف العائلي، الطلاق، الانحراف، الانتحار، الجريمة، كلها مواضيع هذا المسلسل المتشابك الأحداث و القصص المحورية و الجانبية.
لجنة القراءة بالتلفزيون الجزائري أدارت ظهرها لمسلسل “أكبادنا” رغم إعجابها به:
وكشف ذات المتحدث في معرض حديثه، بأنه عرض المسلسل أولا على مؤسسة التلفزيون الجزائري سنة 2011. و قد اطلعت لجنة القراءة على محتواه و أصدرت مذكرة تشيد برقي العمل و احترافيته، و بعد انتظار دام أكثر من سنة لم يحرك فيه التلفزيون الجزائري ساكنا كي ينتجه، لأسباب يجهلها حتى الآن، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين قام بإنتاج مسلسلات أخرى أقل جودة و (تكلفة). هنا اضطر لأن يقوم بالاتصال ببعض المنتجين و المخرجين الذي يعرفهم، كما اتصل به آخرون طالبين استغلاله أيضا، و لم يكن مقدرا لأي منهم إنجاز هذا العمل لأسباب عديدة و متعددة.
عاد الحديث عن المسلسل في 2018 و 2019 ولكن !
شرشال قال بأن رحلة البحث عن منتج أو مخرج يستحق، دامت أكثر من ثمانية سنوات، و في سنة 2018 اقترحت لي منتجة إنجاز العمل مع مخرج مصري يدعى مشير المنصوري. و بعد لقائي به و رغم انه كان قد تحصل على السيناريو أسبوع من قبل فقط، إلا أنني لمست تمكنه من تفاصيله و تحمسه لإنتاجه، فأبديت موافقتي للمنتجة بإنتاجه و أمضيت عقدا بذلك، و بالفعل قام فريق الإنتاج بالقيام بالتحضيرات اللازمة و من بين التحضيرات تصوير الومضة التي نشرتها لأجل التسريع في الحصول على التمويل، لكن و بعد تقريبا 8 أشهر توقف كل شيء كون الشركات العمومية و الخاصة تراجعت عن الدعم في آخر لحظة، و تنازلت أنا على العقد بالتراضي.
وفي بداية سنة 2019 –يقول- اتصلت بي صديقة منتجة، و طلبت مني الموافقة لإنتاج العمل مع نفس المخرج، كون تلفزيون الجزائرية سيقوم بمرافقة الإنتاج و ببث العمل، لكن في الأخير تراجعت القناة لأسباب مالية كما قيل لي.
رغم جودة مسلسل “أكبادنا” إلا أن مصيره مجهول:
وأكد محمد شرشال أن مسلسل “أكبادنا”، لم يصور لحد الآن رغم جودته، و المؤسف فعلا كوني لم أتحمس بعدها لكتابة عمل آخر، بل و لقد يئست حتى من إنتاج “أكبادنا” الذي أخذ مني ثلاثة سنوات من عمري في البحث و الكتابة و أكثر من ثمانية سنوات انتظار، و لكم أن تتخيلوا حجم معاناة كاتب سيناريو بذل كل هذا الجهد من اجل لاشي.
وتمنى شرشال ظروفا أكثر تحفيزا على الكتابة و الإبداع في المستقبل، كما تمنى أن يجد هذا المسلسل طريقه للجمهور الجزائري و الذي ركز فيه على المخرج المصري مشير المنصوري لاقتناعه برؤيته و طريقة تناوله للعمل.
صبرينة كركوبة