هذا أهم ماقمت به منذ تقلدي إدارة المسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي”:
تحدث مدير المسرح الوطني الجزائري محمد يحياوي عن الإجراءات التي قام بها لإعادة ترتيب بيت مبنى “بشطارزي” من الداخل، منذ تقلده المنصب عام 2014، مشيرا أن هذه الإجراءات تدخل في إطار إعطاء نفس جديد للمسرح الوطني، والحفاظ عليه لضمان استمراريته، مؤكدا أن عمال المسرح كلهم باتوا مجندين ويشتركون في هذه المسؤولية، الملقاة على عاتق الجميع.
يحياوي وفي حوار مع “الجزائر” أكد أن مستقبل المهرجان الدولي للمسرح المحترف سيكون مشرقا، فالمهرجان –حسبه- بات جزءا لايتجزأ من المسرح الوطني، ولايمكن الاستغناء عنه بأي شكل من الأشكال، داعيا الأطراف التي تترصد الأخطاء والزلات بأن لايقحموا المسرح الوطني في تصفية حساباتهم الشخصية، ولايشركوه في دوامة الصراعات التي لن تفيد في شيء.
منذ تكليفي بإدارة المسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي” عزمت على تنظيم البيت من الداخل، وهذه أولى الإجراءات التي قمت بها:
في حديث صريح مع جريدة “الجزائر”، تحدث مدير المسرح الوطني الجزائري محمد يحياوي عن أهم الخطوات التي قام بها منذ إدارته مبنى بشطارزي، ففي سؤال عن هذه المجهودات قال يحياوي: منذ مجيئي للمسرح الوطني “محي الدين بشطارزي” في جانفي 2014، وبعد وفاة شيخ المسرحيين الجزائريين الراحل محمد بن قطاف، كان المسرح الوطني يمر بفترة صعبة، حيث تم تكليفي بمهمة من طرف وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي -وهي مشكورة-، ومن هنا عزمت على إعادة تنظيم المسرح الوطني من الداخل، وخلق جو جيد ملائم للعمل، بتجنيد كافة العمال لخدمة المسرح الوطني، فمنذ تقلدنا المنصب وجدنا عمالا غير مؤهلين يعملون فيها، لذلك أردنا زرع حب العمل من عمال الاستقبال إلى أعلى منصب، حتى يحس الوافدين للمسرح أنهم داخل مؤسسة فنية، كما قمنا أيضا بهيكلة المؤسسة من جديد وذلك من خلال تكليف بعض العمال بمناصب نوعية، بعيدا عن كل الحساسيات والمصالح، لأني لست من الذين يدخلون في تشكيل العصابات، كما أني لست من الذين يطبقون مقولة فرق تسد، إذ هناك طريقة اسمها الإجماع.
كان العمال آنذاك 170 عامل وهو عدد مبالغ فيه وهناك عمال كانوا يقبضون راتبا وهم في بيتهم، والآن أصبحوا 100 عامل، أي أوقعنا التوازن، وهنا قمنا برفع أجور العمال بموافقة وزارة الثقافة ومجلس الإدارة، لتحفيزهم، أضف إلى ذلك فان الممثلين الدائمين أصبحوا يشاركون في كل الأعمال المسرحية. وفي كل هذا ورغم نقص الميزانية، والديون العمومية التي دأبنا على تسديدها، مستمرون في العمل والاجتهاد.
ركزنا على “الرقمنة” حيث قمنا باستحداث موقع الكتروني خاص بالمسرح الوطني، و أدعوا كل المهتمين بالمسرح للمساهمة فيه:
وعن رقمنة المسرح الوطني الجزائري مقارنة بباقي المؤسسات الثقافية، قال محمد يحياوي، أولا الرهان كان على إنتاج أعمال جيدة، والترويج لها، وبها نضمن نجاح المسرح الوطني، ولهذا استحدثنا مصلحة خاصة تحت اسم علاقات التسويق، سخرنا فيها شباب لهم علاقة جيدة مع الإعلام والاتصال والصحفيين، وهنا أود أن أشكر الصحافة التي لطالما كانت مرافقا لنا وسندا حقيقيا منذ أن أصبحت مديرا على المسرح الوطني “محي الدين بشطارزي”… ورغم النقائص والهفوات كانت الصحافة عونا للمسرح الوطني الجزائري.
طبعا الترويج هو العمود الأساسي للأعمال، وهنا قمنا بفتح موقع الكتروني اليوم باللغة العربية، ونسعى أن يكون مستقبلا بثلاث لغات.
وتم تدشين الموقع الإلكتروني ليكون حلقة تواصل بين المسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي” والزوار والمهتمين بمتابعة أخبار المؤسسة وأعمالها وأنشطتها وفعاليتها وعالم الفن الرابع بشكل عام، حيث حرصنا على إنشاء هذا الموقع وتفعيله لتحقيق رؤيتنا في التواصل المنشود والهادف مع جميع فئات المجتمع، لتعميق أواصر التعاون والمشاركة الفعالة من خلال صفحات هذا الموقع.
الموقع اليوم يندرج في سياسة مؤسسة المسرح الوطني الجزائري القائمة على مد جسور التواصل والتفاعل مع كافة العاملين في الميدان المسرحي، الجمهور، صناع الفرجة والشركاء.
ويستطيع المتصفح التعرف على طبيعة عمل المؤسسة المسرحية ومتابعة أنشطتها من عروض للكبار والصغار، مهرجانات، معارض وفعاليات فنية مختلفة.. تتيح عناوين الموقع الجديدة للزائر خدمات إضافية كالتواصل والحجز أو البحث في ذاكرة وتاريخ المسرح الجزائري وأبرز أعلامه عبر الوثائق.
وهنا أقول أن الموقع مفتوح لكل المسرحيين والنقاد، والكتاب المهتمين بالمسرح للمساهمة فيه، وإثرائه.
رغم العراقيل… مهرجان المسرح المحترف مستمر بفضل جهود الغيورين على المسرح:
وعن مستقبل المهرجان الدولي للمسرح المحترف الذي ينظم هذا العام في دورته الثالثة عشر، قال يحياوي: رغم نقص الميزانية المهرجان ناجح، لان الجمهور تبناه، وعمال المسرح الوطني باتوا يعتبرونه جزءا منهم وملكهم، لذلك أصبحوا يسخرون له كل مجهوداتهم للرقي به إلى أعلى المراتب، والحفاظ على استمراريته.
المهرجان الوطني للمسرح المحترف –وحسب لمحة تاريخية عنه-، تأسس المهرجان الوطني للمسرح المحترف لأول مرة سنة 1985، برعاية مادية لوزارة الإعلام والثقافة، حيث نظّمت أربع طبعات في كل من: الجزائر العاصمة ووهران وباتنة وعنابة، شاركت فيه، إضافة إلى المسرح الوطني الجزائري والمسارح الجهوية، فرق هاوية، قبل أن يتم إيقافه سنة 1989.
وانبعث المهرجان الوطني للمسرح المحترف بعد 17 عاما، حيث جرى إنشاء محافظة المهرجان عام 2005، وأقيمت الدورة الأولى ما بين 24 ماي و7 جوان 2006، وعرفت آنذاك مشاركة أربعة عشرة فرقة داخل المنافسة، وفرقَ أخرى خارج المنافسة منها فرق من بعض الدول العربية .
وفي الفترة ما بين 2006 و2017، أقيمت 12 دورة، علما أنّ الفنان الراحل “امحمد بن قطاف” ظلّ محافظا للمهرجان بين 2006 و2013، قبل أن يتسلّم الأستاذ “محمد يحياوي” المشعل، حيث أصبح محافظا اعتبارا من دورة 2014.
الحديث عن منع عرض مسرحية “المينة” كان سابقا لأوانه، والقضية ومافيها كانت سوء تفاهم بين المخرج شوقي بوزيد ومدير المسرح الجهوي لبسكرة مراد بن شيخ:
المؤسسة الوصية لم تمنع عرض مسرحية “المينة” للمخرج شوقي بوزيد ونص رشدي رضوان، وكل مافي الأمر أنه كان هناك سوء تفاهم بين المخرج ومدير المسرح الجهوي لبسكرة مراد بن شيخ، وبصفتي محافظا للمهرجان الوطني للمسرح المحترف ومديرا للمسرح الوطني أتعامل مع المؤسسة، مع ذلك قمنا ببرمجة العرض المسرحي يوم الخميس الفارط، حتى نقطع أي تأويلات أخرى.
وهنا أقول ولا مرة منعنا عرضا مسرحيا، حيث كانت هناك أعمال أكثر جرأة، وعرضت على ركح “بشطارزي”، حتى وزير الثقافة عز الدين ميهوبي لم يتخذ قرار منع العرض، وطلب مني بعض التوضيحات لفهم القضية وهذا أمر طبيعي.
طبعا من حق المخرج شوقي بوزيد لما يملكه من مكانة مرموقة أن يدافع عن عمله، ومدير المسرح الجهوي لبسكرة مراد بن شيخ، سجل بعض التحفظات باعتبار هذا العمل أول إنتاج لمسرح بسكرة.
نعم المسرح بخير وسيبقى بخير وهذه هي رسالتي إلى الذين يصطادون في المياه العكرة للتشويش على المسرح ومنع ازدهاره:
وعن الأطراف التي استغلت قضية منع عرض مسرحية “المينة” للمخرج شوقي بوزيد ونص رشدي رضوان، قال يحياوي أنه دائما مايوجد أشخاص وجدوا ليشوشوا على كل المبادرات الفعالة، وهنا أقول أن المسرح بخير، والمهرجان الوطني للمسرح المحترف ناجح، لأن الجمهور التف حوله، ونجتهد لأن يسموا إلى أعلى المراتب، أما هذه الفئة التي تريد الاصطياد بالمياه العكرة، أدعوهم بأن لايشركوا المسرح الوطني في مشاكلهم ولا يجعلوه وسيلة لتصفية حساباتهم الشخصية، والانتقام من أشخاص آخرين، بسبب خلافاتهم مع غيرهم، لذلك أدعوا الجميع إلى الحضور ومتابعة العروض.
صبرينة كركوبة