عاد أزيد من 9 ملايين تلميذ في مختلف الأطوار التعليمية على المستوى الوطني لمقاعد الدراسة في جو هادئ، ووسط مخاوف الأولياء من إدخال السياسة في المنظومة التربوية الوضع الذي تعيشه البلاد.
أشرف وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد صباح أمس على إعطاء إشارة الانطلاق الرسمي للدخول المدرسي الجديد 2019-2020 من ولاية غرداية، وطمأن بعدم حصول أي اضطرابات تشل سير الموسم الدراسي، حيث سيُزاول مقاعد الدراسة أكثر من 9 ملايين تلميذ في مختلف الأطوار التعليمية على المستوى الوطني .
وشارك وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، في الدرس الافتتاحي الرسمي لهذه السنة بحضور الشركاء الاجتماعيين لقطاع التربية الوطنية، بعد ترأسه مراسم رمزية نظمت بمتوسطة تقع على المستوى المنطقة المعروفة بإسم ” منطقة العلوم” .وقام الوزير بزيارة ميدانية يتقفقد فيها بعض المنشئات التربوية بولاية غرداية.
وأعلن الافتتاح الرسمي للسنة الدراسية الجديدة الذي تمحور فحوى الدرس الأول حول” حب الوطن والوفاء له والتمسك بالوحدة الوطنية ونبذ كل أشكال الفتنة”، وحسب أرقام وزارة التربية الوطنية، يبلغ العدد الإجمالي للتلاميذ 9 ملايين و110 ألف من بينهم 155 ألف تلميذ يلتحقون بالمدرسة لأول مرة.
وفي سياق متنصل، كان وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، قد أكد أن كل الظروف مهيأة لاستقبال التلاميذ في أحسن الظروف، مشيرا إلى أنه سيتم استلام 656 مؤسسة تربوية منها 426 مدرسة ابتدائية و 137 متوسطة و 93 ثانوية، على ان تضاف إليها 161 مؤسسة أخرى مع نهاية السنة الجارية، ولضمان التأطير البيداغوجي، سيتم تدعيم المؤسسات الجديدة ب8041 موظف من ضمنهم 1061 منصب بيداغوجي يضاف إلى أزيد من 749 ألف موظف على مستوى المؤسسات التربوية البالغ عددها أزيد من 27 ألف.
وحسب تصريحات الوزير، فإنه سيتم توظيف خريجي المدارس العليا للأساتذة، وهذا بعد أن منح الوزير الأول رخصة لوزارة التربية بهذا الخصوص، كما ستلجأ الوزارة الى القوائم الاحتياطية التي لا تزال سارية المفعول.
وللإشارة في مجال الإطعام المدرسي، سيتم فتح 94 بالمائة من المطاعم المدرسية مع تعزيز النقل المدرسي وتحسين ظروف التكفل بالتلاميذ من خلال اقتناء 1000 حافلة نقل جديدة، حيث كانت الحكومة قد أقرت برنامجا لاقتناء 3500 حافلة وتفعيل اللجان الاستشارية للنقل المدرسي على مستوى الولايات وكذا اللجان البلدية للصحة والنظافة والمحيط، بالإضافة إلى تعزيز الأقسام المدمجة الموجهة للمتمدرسين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ب 186 قسم جديد ليصبح عددها الإجمالي 851 قسم وكذا عصرنة ورقمنه تسيير المدارس الابتدائية ومنحة التمدرس.
تطمينات وزير التربية لدخول مدرسي هادئ
وفي نفس السياق، أشار بلعابد إلى أن الدرس التقليدي الذي يكون بمثابة إشارة انطلاق السنة الدراسية، كان على علاقة بالظروف التي تعيشها البلاد، مشيراالوزير في نفس السياق إلى أن المدرسة “لا يمكنها أن تبقى على هامش ما يجري في البلاد، بل ستساهم في إبراز الجهود التي تبدلها الدولة”، وطمأن وزير التربية الوطنية أولياء التلاميذ بخصوص توفر الكتب المدرسية التي التزم بأنها ستكون في المتناول على مستوى المؤسسات التربوية و المعارض التي سيتم تنظيمها بكل ولاية، حيث تم طبع 50 مليون كتاب مدرسي هذه السنة موجه لمختلف الأطوار التعليمية، حسب تأكيدات السيد بلعابد الذي أشار مؤخرا إلى أنه تم توزيع هذه الكتب على المؤسسات التربوية عبر المراكز التابعة للديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، إلى جانب توفير حصة إضافية تقدر بـ 30 مليون كتاب من مخزون السنة المنصرمة سيتم وضعها بين أيدي التلاميذ منذ اليوم الأول من الدخول المدرسي، وتضم قائمة الكتب الجديدة 22 كتابا مدرسيا خاصا بالطور الابتدائي والمتوسط، تم، خلال إعدادها، “مراعاة معايير جودة المحتوى، خاصة فيما يتعلق بكتب اللغة العربية والتربية الدينية والتاريخ”.
إتفاقية مبرمة بين وزارتي التربية والبريد وتكنولوجيات الاتصال
وفي شق أخر، تم تسليم التجهيزات والمعدات التقنية لتنفيذ عملية ربط المؤسسات التربوية بالإنترنت عبر القمر الصناعي الجزائري ألكوم سات1 في غضون الموسم الدراسي الحالي وفقا للاتفاقية المبرمة مع وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة، من أجل توفير خدمات الانترنيت في المدارس و تنبيه الأساتذة والمعلمين لأهمية تطوير المنظومة المدرسية وترسيخ في ذهن التلاميذ على ضرورة الاعتماد على النفس في اقتناء المعلومة، والاعتماد على الانترنت في الدراسة.
الوضع السياسي يؤرّق تفكير الأولياء
من جهة أخرى، يزداد انشغال التلاميذ وأوليائهم عن وضع التلاميذ في السياق الذي تعيشه البلاد رغم تطمينات وزير التربية بضمان دخول موسم دراسي هادئ دون أي اضطرابات اتخاذ كامل الإجراءات لتحصين المنظومة التربوية، ومخاوف من تكرار نفس سيناريو العام الماضي وخروج أطفال قصر من المدارس الابتدائية والمتوسطات للشارع ورفع لافتات تحمل شعارات ذات معاني سياسية أكبر من سنهم، وتبقى السنة الدراسية الجديدة التي تحمل في طياتها مفاجأة في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد هي الأمل الأكبر للأولياء.
أميرة أمكيدش