ثبت ما كانت تخشاه دوائر الحكم في فرنسا، من ضياع فرص الاستثمار بالجزائر والمغرب بعد أن أعلنت هذه الدول انضمامها إلى اتفاقية الحزام والطريق مع العملاق الصيني الزاحف بقوة إلى المنطقة.
وجاء هذا الانضمام ليؤكد انزعاج أطراف فرنسية كثيرة وعلى رأسها مجلس الشيوخ، الذي عبر في تقرير سابق له بتاريخ 30 مارس المنقضي عن تخوفه من التمدد الصيني في الجزائر والمغرب في المجالات الاقتصادية والفضائية.
وعدد التقرير كثيرا من المشاريع التي أوكلت للجانب الصيني ، ومما جاء فيه “أن العملاق الآسيوي مرشح لأن يظفر بالمزيد من الصفقات في المنطقة المغاربية وخاصة الجزائر والمغرب، مشيرا إلى أن الصين حاليا تعمل على إنجاز أكبر ميناء في الجزائر وهو ميناء الوسط قرب شرشال.”
إضافة إلى صفقات أخرى منها إطلاق القمر الصناعي “ألكوم سات 1″، وقال التقرير أن الصين ضمنت تمددها فضائيا في الجزائر وبلدان أخرى، من خلال تحمل النفقات المالية للأقمار الصناعية التي قامت بإطلاقها لصالح هذه الدول من منصات على أراضيها …
وبإعلان الجزائر رسميا انضمامها إلى طريق الحرير،تكون المخاوف الفرنسية التي عبر عنها مجلس الشيوخ الفرنسي قد ثبتت فعلا ،من خلال اتفاقيات الشراكة التي شملت البناء والتكنولوجيا والصناعات والفلاحة والسدود ،والتكنوبوجيا وهو ما وصفته الغرفة الثانية للبرلمان الفرنسي بمثابة “التمدد الصيني في الجزائر والمغرب”.
وبدا واضحا من كلام الوزير الأول أحمد أويحيى خلال الإعلان عن انضمام الجزائر إلى المبادرة خلال قمة إفريقيا والصين ، أن الجزائر تسعى من خلال انضمامها إلى
المبادرة، إعطاء دفع أقوى للتعاون والشراكة مع الصين ..وفُهم من كلام أويحيى أن الجزائر تطلب حضورا اقوي للصين من أجل الاستثمار وإنجاز المشاريع والبنى التحتية والاتصالات والأقمار الصناعية وغيرها.
وتنظر دول الاتحاد الأوربي إلى العلاقة الصينية الأفريقية الناشئة بنوع من الخوف والحذر، وفي مقدمتها فرنسا ،التي تمثل القوة الاستعمارية القديمة في المنطقة بعد أن تراجع تأثيرها الاقتصادي بشكل كبير في الجزائر خاصة التي كانت الشريك التجاري الأول في منطقة شمال أفريقيا،كذلك بالنسبة للمغرب و نيجيريا وجنوب أفريقيا وكوت ديفوار ومالي ودول أخرى .
ويقابل تعاظم حجم الاستثمارات الصينية بالجزائر تراجع نظيرتها الفرنسية التي سجلت تراجعا ملحوظا منذ ثلاث سنوات
حسبما أكده سابقا سفير الجزائر بفرنسا عبد القادر مسدوة، مشيرا إلى الحصة “الهامشية”في الجزائر للاستثمارات المباشرة الفرنسية خارج المحروقات .
وكانت الجمعية الوطنية “البرلمان” بفرنسا قد اصدر بيانا منذ فترة ينبه الحكومة الفرنسية لتراجع حجم الاستثمارات بالجزائر مقابل ارتفاع رهيب للتواجد الصيني في المنطقة .
وطالب نواب من البرلمان الفرنسي من الحكومة،تدارك هذا التراجع ،والعودة بقوة إلى المنطقة لتنويع من مزيد الاستثمارات خارج قطاع الخدمات والمحروقات.
وسارعت باريس منذ مطلع السنة الى توقيع 19 اتفاقية مع الجزائر في إطار اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى في المجال الصناعي وقطاعات أخرى مثل التكوين ..
وكشف السفير الفرنسي كزافيي دريانكورعن وجود مشاريع أخرى غير معلن عنها بسبب المفاوضات والمحادثات الجارية بين الشركاء.
وبحسب مراقبين للعلاقات الفرنسية الجزائرية فان فترة حكم ماكرون لاتزال لم تحرك ساكنا في ايطار التعاون الاقتصادي ،على عكس فترة الرئيس السابق فرانسوا هولاند.
وتمكنت الصين المصنفة ضمن القوى العظمى في العالم من احتلال هدا الفراغ الذي لم تتمكن فرنسا من احتواءه ،بعرض مشاريع اقتصادية مغرية لدول المنطقة ،اذ أصبحت الصين الشريك التجاري الأول للجزائر في وقت وهي تستعد حاليا لإزاحة الفرنسيين من تصدر قائمة المستثمرين بعد ان قبلت دول شمال إفريقيا التعاقد مع الصين لجلب الاستثمارات .
رفيقة معريش
الرئيسية / الاقتصاد / بسبب اتفاقية "الحزام والطريق":
مخاوف فرنسية من تعاظم الاستثمارات الصينية بالجزائر
مخاوف فرنسية من تعاظم الاستثمارات الصينية بالجزائر