السبت , نوفمبر 23 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / بعد تفكيكه في الجزائر :
مخاوف في تونس من عودة تنظيم القاعدة على أراضيها

بعد تفكيكه في الجزائر :
مخاوف في تونس من عودة تنظيم القاعدة على أراضيها

على الرغم من نجاح الجيش التونسي في القضاء على قياديين بارزين في تنظيم القاعدة ، ودعم الأمن الجزائري لمخطط القضاء على الإرهاب في المنطقة، الا أن تونس لا تزال تخشى من تشكل نواة جديدة للتنظيم على أراضيها بفعل الحدود المشتركة مع ليبيا.
كشفت مصادر أمنية تونسية لموقع رويترز الإخباري البريطاني أن تراجع تنظيم داعش في ليبيا قد دفع بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إلى السعي لجذب عناصر جديدة من بين المقاتلين السابقين في داعش .
وقالت المصادر ذاتها أن تنظيم القاعدة يريد الاستفادة من تراجع “داعش” في الآونة الأخيرة من أجل تنظيم صفوفه والعودة للظهور مجدداً، مع سعيه لإعادة هيكلة نفسه، خصوصاً في الجزائر وليبيا وتونس من خلال تعيين زعماء جدد في الميدان ،بعدما تم القضاء على الرؤوس الكبيرة ،بفعل تشديد الخناق في تونس والجزائر على التنظيم .
واستشهد المصدر الأمني التونسي بمقتل بلال القبي المساعد الكبير لعبد المالك درودكال، المعروف باسم أبو مصعب عبد الودود، زعيم “تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”، الشهر الماضي، في منطقة جبلية على الحدود بين تونس و الجزائر.
وقال المصدر ذاته إنه يبدو أن القبي كان في مهمة لإعادة توحيد مجموعات مقاتلي القاعدة المتشرذمين في تونس، ما دفع الجيش إلى التأهب لمزيد من عمليات التسلل المحتملة .
و أثار مقتل القبي على يد القوات التونسية الخاصة بعد تسلُّلِه إلى تونس، مخاوف من سعي تنظيم القاعدة إلى إعادة تجميع صفوفه في تونس، مستغلاً الانتكاسات الكبيرة التي مني بها منافسه تنظيم داعش ، في ليبيا وسورية والعراق .
ولم يكن القبي الارهابي البارز الوحيد الذي تم إرساله لإعادة تجميع تنظيم القاعدة في تونس ، وأفادت تقارير مختلفة، بأن تردد بلال القبي على تونس منذ العام 2014، كان يتم بإيعاز من الرجل الأول في التنظيم، وأن دخوله الأخير إلى تونس، كان بأمر منه أيضا، ومن أجل تنظيم وهيكلة كتيبة عقبة بن نافع، وهي المهمة نفسها التي أوكلت لأمراء الكتائب في خنشلة من أجل نفس الغرض.
وتقول مصادر أمنية تونسية إن حمزة النمر، الجزائري الثاني الذي انضم للقاعدة في 2003، أرسل ايضا لقيادة خلية في تونس لكنه قتل مع القبي في نفس العملية .
وأوضح التقرير الذي نشرته رويترز، أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي شن عدة هجمات إرهابية بارزة حتى العام 2013 قد تمزق مع تدفق كثير من عناصره إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر فيما مضى على أراض في العراق وسوريا وليبيا .
غير أن جاذبية “داعش” تقلصت بعد أن فقدت كل معاقلها في كل من ليبيا والعراق وسوريا حيث بدأ المقاتلون يعودون لديارهم أو يبحثون عن تنظيم آخر لينظموا إليه وينشطون تحت لواءه .
ويرى مراقبون أن تحرك تنظيم القاعدة في اتجاه إعادة تنظيم خلاياه واستقطاب عناصر جديدة في منطقة شمال إفريقيا ،قد تزامن مع تزايد شكوك عن عزم تنظيم داعش نقل قيادته إلى منطقة الساحل الإفريقي، وهو ما ينذر باشتعال بؤرة جديدة للصراع بين التنظيمين حول مواقع النفوذ في شمال أفريقيا والساحل الإفريقي.
ويمثل النزيف البشري،الهاجس الأول لقيادة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي،وحتى لتنظيم داعش الذي قضي عليه في أكثر المناطق التي كان يسيطر عليها سابقا.

الموت في المهد
تلقى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، سلسلة ضربات أصابته في مقتل وتزامنت في وقت متلاحق لم تسمح له بأن يسترجع قواه ، بعدما فقد عددا من العناصر القيادية في كل من تونس والجزائر ،وضيع فرصة إعادة تشكيل نفسه في المنطقة .
اذ قضى الجيش في خنشلة وجيجل والمدية،على حلقات قيادية وأجهض مخططا للقاعدة، كان يستهدف إعادة تنظيم خلاياه وتشكيل نفسه بأوجه جديدة
وقال مراقبون أن القضاء على شخصيات قيادية في مناطق مختلفة في أن واحد لم يكن صدفة بالجزائر،بل أن الجيش قد تمكن من اختراق هذا التنظيم واقتفى أثر الارهابيين الذين كانوا سيعقدون لقاءات تنظيمية محلية، طبقا لتعليمات يكون أمراء محليون، قد تلقوها من زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عبدالمالك درودكال، بغية إعادة تنظيم وهيكلة صفوفهم .
واكتسب الجيش خبرة كبيرة في ملاحقة التنظيم عسكرياً واستخبارياً، إضافة الى فقده الكثير من قيادييه، منهم من قتل وآخرون تابوا عن الإرهاب، كما أن قدرته على التجنيد أصبحت ضعيفة .
ويشير خبراء أمنيون إلى أن الجماعات الإرهابية في الجزائر، لم تعد تحصي في صفوفها إلا عناصر قليلة جداً معزولة في تحركاتها وغير قادرة على الهجوم، إلا أن ذلك لا يلغي التحسب من إمكانية تنفيذها عمليات في المستقبل.
ويوجه الجيش أنضاره حاليا إلى خطر الجماعات الناشطة في دول الساحل، حيث تتحالف المجموعات الارهابية في شمال مالي والنيجر لمواجهة قوة ساحل 5 والدول المتحالفة معها في المنطقة.
وتراقب الجزائر الوضع القائم في ليبيا التي تعاني من انفلات أمني قد يجعلها مكاناً مفضلاً لاستقرار بعض الجماعات.
وكان الوزير الأول أحمد أويحيى، قد صرح في القمة الأفريقية الأخيرة، بالعاصمة الإثيوبية، بأن عودة الإرهابيين الموجودين حالياً في تنظيم “داعش” بسوريا والعراق إلى بلدانهم الأصلية في أفريقيا، يشكل تهديداً كبيراً لأمن القارة.
رفيقة معريش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super