• الخبير الاقتصادي عبد الرحمن عية:
“الأزمة بين تبون وعلي حداد ستعرف حلا “
تخفي قصة الخلاف بين رجال الأعمال على رأسهم الرجل القوي في منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد والوزير الأول عبد المجيد تبون، نتائج من الممكن أن تكون وخيمة على صعيد الجبهة الاجتماعية التي تحميها استثمارات مؤسسات رجال الأعمال الذين تود حكومة عبد المجيد تبون بإرادة من الرئيس بوتفليقة قص شعرة معاوية معهم اليوم وليس غدا، إضافة إلى تعهدات الحكومة أمام شركائها الاجتماعيين في الثلاثيات السابقة، ثلاثية السنة الجارية تبقى مهددة بسبب تعنت الصراع بين سيدي السعيد والوزير الأول عبد المجيد تبون.
يعتبر رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد أبرز شخصية استهدفت من طرف حملة الوزير الأول عبد المجيد تبون الذي دعا منذ تعيينه على رأس الجهاز التنفيذي خلفا لعبد المالك سلال إلى فصل المال عن السياسة، مشروع وإن رآه البعض قرار جريئا إلا أن شرعيته المستمدة من الرئيس بوتفليقة تجعله أكثر قوة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد وحاجة الدولة إلى قطاع خاص قوي يخفف عنها حدة إنجاز المشاريع وتشغيل اليد العاملة المؤهلة للعمل بالنظر إلى أزمة بطالة مستفحلة، وكذلك قرب رجل الأعمال علي حداد من سلطة القرار والنفوذ داخل النظام فيما سبق خاصة أنه كان أحد داعمي وممولي حملة ترشح الرئيس بوتفليقة للعهدتين الثالثة والرابعة. لكن الأمر المغيب عن النقاش اليوم جراء هذا الصراع الذي برزت معالمه إلى العلن منذ تعيين عبد المجيد تبون على رأس الجهاز التنفيذي هو ما تحمله نتائج هذا الوضع على صعيد الجبهة الاجتماعية في ظل تهديدات المركزية النقابية ورئيسها عبد المجيد سيدي السعيد أحد أكبر حلفاء علي حداد لمقاطعة اجتماع الثلاثية المقبل مع حكومة تبون، ما يهدد بتجميد جل الملفات الاجتماعية التي ترعاها الحكومة إلى جانب الشركاء من المركزية النقابية ” الإتحاد العام للعمال الجزائريين “، وكيف ستنتهي هذه الأزمة التي تحمل وراءها مصير آلاف العمال الذين يتهددهم شبح التوقيف إذا طال سيف الحكومة شركاتهم التي تلقت إعذارات متتالية وصارمة جراء تأخرها في إنهاء مشاريع من دون تقديم أسباب للحكومة، دون أن ننسى الوضع الصعب الذي يتواجد عليه مجمع إعلامي تابع لعلي حداد حيث أنه حسب بعض المصادر يعرف أزمة مالية قد تعصف بالكثير من عماله في أي لحظة سواء صحفيين أو غيرهم، وهو الذي قام في الآونة الأخيرة بتسريح العشرات جراء سياسة التقشف.
وفي هذا السياق كشف عبد الرحمن عية دكتور الاقتصاد بجامعة الجزائر أن الأزمة بين الوزير الأول عبد المجيد تبون ومجموعة من رجال الأعمال على رأسهم رئيس منتدى المؤسسات علي حداد ” ستعرف حلا نظرا لعديد المؤشرات أبرزها تقاطع مصالح تبون وحداد عند صانع القرار “، مشيرا في تصريح لـ ” الجزائر ” أمس، أن الإعذارات التي وجهتها حكومته لمجمل شركات علي حداد أصابت هذا الأخير بـ ” الإحباط نظرا للمشاريع التي كان يتحصل عليها سابقا في ظل جو سياسي بعيد عن الحكم الراشد ويتميز بتسيير دواليب الحكم بالأساليب الريعية “. وأكد عبد الرحمن عية الخبير الإقتصادي أن عرقلة مجمل المشاريع التي تخوضها هذه الشركات في مجالات اجتماعية كالطرق والمدارس والمستشفيات ” تهديد للجبهة الاجتماعية “. من جانب آخر، أبرز الخبير الاقتصادي عبد الرحمن عية أن توافق عبد المجيد سيدي السعيد بعلي حداد لمهاجمة قرارات الوزير الأول عبد المجيد تبون ” تحالف سياسي “، مؤكدا في ذات السياق أن رئيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد ” فقد مصداقيته ولا يمثل الطبقات العمالية ولا يساهم في اتخاذ القرار، حيث أنه طوال 20 سنة من تواجده على رأس المركزية النقابية لم يقم إلا بالرضوخ للحكومات “.
إسلام كعبش