استقرت وزارة التربية الوطنية على إدراج مادة التربية المرورية في المقرر الدراسي، ابتداء من الموسم الجديد، في خطوة تهدف إلى الرفع من درجة التوعية وترسيخ الثقافة المرورية لدى الأطفال، خاصة مع الإرتفاع الرهيب لحوادث المرور في السنوات الأخيرة.
وفي هذا السياق، أيدت بعض نقابات التربية وخبراء مختصون في السلامة المرورية إدراج التربية المرورية في المقرر الدراسي معتبرا إياها بمثابة “تربية أخلاقية” من الضروري تلقينها للتلاميذ بدءا من الطور الابتدائي وإلى غاية الطور الثانوي مقترحين تدريسها في شكل نصوص وتمارين.
وفي هذا الإطار، ثمن المكلف بالإعلام في النقابة الوطنية لعمال التربية، جهيد حيرش، قرار الوزارة بإدراج التربية المرورية في الوسط المدرسي، مؤكدا أنها “خطوة مهمة” من أجل التقليل من حوادث المرور.
وأكد حيرش في تصريح لـ”الجزائر” أنّ “إدراج التربية المرورية قرار إيجابي وله دور فعال في تربية الأجيال، لكن يجب أن يكون له متابعة وآليات تطبيقه في الميدان من أجل ترسيخ ثقافة التحلي بالانضباط واحترام جميع ما يتعلق بالتربية المرورية من أجل تنشئة جيل يحترم القواعد والغير في شكل ضوابط أخلاقية ومعرفية”.
كما أبرز الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مسعود بوديبة، أنه “يمكن تدريس التربية المرورية في شكل نصوص، مقالات أو تمارين ونشاطات”.
وأوضح بوديبة لـ”الجزائر” أن “التربية المرورية مهمة للتلاميذ لكن يفضل أن تدرس على شكل تمارين ونشاطات تطبيقية بالتنسيق مع مصالح أخرى كالأمن الوطني والحماية المدنية من أجل التخفيف على التلميذ”.
من جانبه أيد رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، بوعلام عمورة، إدراج التربية المرورية في المنهاج الدراسي لكن شرط أن تكون مدمجة مع مادة أخرى لتخفيف الدروس عن التلاميذ.
وأوضح عمورة في تصريح لـ”الجزائر” أن “إدراج التربية المروية قرار مفيد للوقاية من حوادث المرور لكن يفضل ان تدمج مع مادة أخرى مثل التربية المدنية أو إسلامية من أجل التخفيف على التلاميذ”.
طفل اليوم.. سائق الغد
من جانبه، شدد الخبير الدولي في مجال السلامة المرورية، امحمد كواش، أن “إدراج التربية المروية في المنهج الدراسي يعتبر أسلوبا متحضرا وجيدا من الأساليب العالمية التي تنشئ جيلا يحترم قوانين المرور خاصة وأن طفل اليوم هو سائق الغد”.
وأوضح كواش لـ”الجزائر” أن “مقاييس السلامة هي اعتماد على الإستثمار البشري من خلال الأستاذ الذي يلعب دورا مهما في تعليم قواعد مرور للتلاميذ”.
وأضاف كواش أن “التربية المرورية لديها دور مهم في معالجة ظاهرة حوادث المرور”، مشيرا إلى أن “إدراجها في المنهج المدرسي وتعميمها على الأطوار التعليمية الثلاثة يعتمد على أساليب بيداغوجية مختلفة وبآليات متطورة وذلك وفقا لمفاهيم ومخططات علمية مدروسة”.
وأوضح كواش أن “ذلك لن يكون مرهقا أو متعبا للتلميذ بل سيساعده على كسب المزيد من المعارف المرورية التي ستساهم في التقليل من حوادث المرور على اعتبار أن الطفل هو أفضل ناقل للمعلومات ومتشبث بالنصائح”.
التربية المرورية.. نهج تربوي لتكوين الوعي
وفي نفس الموضوع، أكدت رئيسة جمعية الممرنين المحترفين للسياقة، نبيلة فرحات، أن قرار إدراج مادة للتربية المرورية من أهم المشاريع التي سعت الجمعية إلى الدعوة إليها منذ سنة 2020″.
وأوضحت فرحات في تصريح لـ”الجزائر” أن “الخطوة سيكون لديها العديد من الإيجابيات على التلاميذ، خاصة وأن التربية المرورية هي نهج تربوي لتكوين الوعي المروري الذي يمكن من خلاله للفرد أن يتزوّد بالمعارف والمهارات التي تجعله أكثر تقيّدا بالقوانين والأنظمة والتقاليد بما يساهم في حماية نفسه وغيره من الأخطار لاسيما إرهاب الطرقات”.
وأضافت فرحات أن “الجمعية قدمت نماذج للكتب المدرسية للسلطات من أجل اعتماده في منهج الدراسي”، مؤكدة أن “الطفل يتلقى هذه المادة في المنهج التعليمي بالمدارس نظريا على مراحل وإلى غاية الطور الثالث، ويتمّ تخصيص فضاء أو مساحة له بنفس مؤسسته التربوية”، مشيرة إلى أن ثمار هذه المادة ستبرز عند التحاقه بمدرسة تعلم السياقة لاجتياز الامتحان بكل سهولة وأريحية ودون تخوّف”.
للإشارة، كشف وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، أول أمس، عن مستجدات الدخول المدرسي الجديد 2023/2024.
وأفاد الوزير، في تصريحات صحفية على هامش زيارة ميدانية له إلى ولاية تيارت أنه “سيتم إدراج التربية المرورية بالمنهاج الدراسي بغية تحسيس التلاميذ والمساهمة في إستراتيجية الحد من حوادث المرور”.
فلة. س