جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
شدد مختصون في الصحة على ضرورة التخلص من النفايات المنزلية والمياه الراكدة بشتى أنواعها وذلك للقضاء على أعشاش البعوض النمر والتخفيض من نسبة انتشارها.
وأرجع المختصون انتشار البعوض النمر بالجزائر، ولاسيما بالولايات الساحلية إلى السلوكات المتمثلة أساسا في عدم التخلص وإبعاد النفايات المنزلية عن الأحياء السكنية من جهة، وإزالة شتى أنواع المياه الراكدة المتواجدة بالمنازل وقرب التجمعات السكنية من جهة أخرى.
أفاد الدكتور أمحمد كواش، المختص في الصحة العمومية، أن “بعوضة النمر الأسيوي تسبب حكة وانتفاخا بشدة أكثر من البعوضة العادية، وحكة بعوضة النمر تدوم لأسبوع كامل وقد يستدعي الأمر إلى تعفن موضعي، هذا التعفن قد يصيب حديثي الولادة والأشخاص الذين يعانون من حساسية ويتطلب ذلك علاجا استشفائيا”.
وأشار كواش لـ”الجزائر” إلى أنها “تسمى ببعوضة النمر الآسيوي لأنها منقطة بنفس اللون والتنقيط الذي يشبه النمر الآسيوي، بعوضة النمر الآسيوي موطنها الأصلي هي الغابات الاستوائية بالضبط جنوب شرق آسيا، وأصبحت هذه البعوضة موجودة في القارات الخمس في غضون حوالي 30 عاما وصلت هذه البعوضة إلى الجزائر سنة 2010 بعد تسجيل ظهورها بولاية وهران ثم تيزي وزو وصولا إلى العاصمة، الآن نشهد انتشارا لها في المناطق الشمالية للوطن”.
ونبه الدكتور كواش من تشكل المياه الراكدة والبرك المائية كونها محيط انتشار هذه البعوضة، مشيرا إلى أن خطورتها تكمن في إمكانية نقل الفيروسات الخطيرة، والفيروسات التي تنقلها بعوضة النمر غير موجودة في الجزائر من بينها فيروس الضنك، زيكا وفيروس الشيكونغونيا”.
ودعا المتحدث المواطنين إلى ضرورة التحلي بالحذر واليقظة، موصيا السلطات بالقيام بإحصاء الحالات المسجلة ومراقبتها، مضيفا: “النصائح التي يمكننا تقديمها هي ضرورة إزالة التجمعات المائية المختلفة، ضرورة التشخيص المبكر والعلاج السريع وإن لاحظنا حكة لمدة 24 ساعة يجب معالجتها بسرعة عند الطبيب”.
يجب تعزيز سبل الوقاية
من جهته، دعا رئيس الهيئة الوطنية لترقية وتطوير الصحة، البروفيسور مصطفى خياطي، لأخذ الإحتياطات اللازمة لمواجهة “بعوضة النمر” التي تعرف انتشارا هذه الأيام.
وقال خياطي في تصريح لـ”الجزائر” أن “البعوضة تحمل جراثيم وفيروسات لذلك يجب توفر كل شروط النظافة من أجل تفاديها”، مشيرا إلى أنه “يجب تعزيز الوقاية ليس من جانب حملات الرش بالمبيدات فقط، ولكن من جانب نظافة المحيط والتخلص من المياه الراكدة في الحدائق المنزلية والخارجية وفي المزهريات وأي مكان بالقرب منها”.
ولفت خياطي الانتباه إلى بعض التدابير الجماعية مثل القضاء على التجمعات المائية والتجميع المنتظم للقمامة والمخلفات التي يمكن أن تسد المجاري وتقليم الأشجار وأوراقها، حيث تشكل أماكن راحة للبعوض.
وأفاد المتحدث أن كل مواطن يمكنه المشاركة في مكافحة تكاثر هذا البعوض من خلال تغيير سلوكه والالتزام بتصرفات بسيطة عبر التخلص من المياه الراكدة التي تسمح بتكاثر البعوض حول المنزل، تغيير مياه المزهريات عدة مرات في الأسبوع، وتغطية خزانات المياه كالدلاء والصهاريج بواسطة غطاء وغيرها من التدابير الوقائية التي تمنع الأمراض المنتقلة عن طريق البعوض النمر وتفادي المضاعفات التي تتسبب فيها هذه اللسعات، داعيا المواطنين في حالة ظهور أعراض جراء هذه اللسعات للتقرب من المركز الصحي الأقرب إليهم لتلقي العلاج.
وأوصى البروفيسور خياطي المواطنين بالتحلي بالوعي الصحي من خلال محاربة كل المصادر التي تساعد على انتشارها وذلك بتجفيف منابع المياه التي تعتبر الوسط الذي يساعد على انتشارها، خاصة وأنها تتكاثر في هذه الفترة من الموسم.
هذا وكان أعلن معهد باستور في وقت سابق أن بعوضة النمر استقرت في الجزائر في ظرف 10 سنوات.
وأشار معهد باستور خلال بيان له أن بعوضة النمر في الأصل تأتي من الغابات الإستوائية في جنوب شرق آسيا مشيرا إلى أن تكيفت بعوضة النمر (Aedes albopictus) مع بيئات مختلفة وخاصة البيئة الحضرية من خلال الاستفادة من العديد من الحاويات (المزهريات، الأواني، العلب، المزاريب.. إلخ). كما أن بعوضة النمر تتكاثر في المياه ولا تحتاج سوى لكميات قليلة من المياه لوضع البيض. كما أن بعوضة النمر تحب أن تتغذى على البشر.
وأضاف معهد باستور أنه تم الإبلاغ عن هذه الفصيلة لأول مرة في سنة 2010 في ولاية تيزي وزو. وأوضح البيان أن التركيبة الفعلية لهذه البعوضة الخطيرة لم يتم العثور عليها، إلا أنه وفي سنة 2015 لوحظ نشأته الفعلية فقط في مدينة وهران (عين الترك).
وذكر المعهد أنه في ظرف 10 سنوات استقر بعوض النمر نهائيا بالجزائر.
فلة. س