أصدرت وزارة التربية الوطنية تعليمة تأمر من خلالها مديريات التربية لأطوار التعليم الثلاثة، بالاستعجال في ضبط الشغور البيداغوجي تزامنا مع بداية الثلاثي الثاني من الموسم الدراسي الجاري، محاولة إيجاد حلول لمشكل التوظيف مع مطلع الثلاثي الثاني من الموسم الدراسي الجاري، أمام خروج عدد كبير من مستخدمي القطاع.
وجاءت هذه الإجراءات مع إنهاء مراكز التصحيح لديوان الامتحانات والمسابقات، عملية تصحيح أوراق إجابات المترشحين لمسابقة التوظيف الداخلي للترقية لرتبتي رئيسي ومكون للأطوار التعليمية الثلاث، التي تم تنظيمها بتاريخ 31 ديسمبر الماضي، والتي تعتبر اكبر عملية توظيف في القطاع ، حيث تخص حوالي 62 ألف مترشح، على أن يتم الإعلان عن النتائج واستلام الناجحين لمناصبهم منتصف فيفري المقبل.
وفي سياق ذلك، ستخضع ملفات الناجحين في المسابقة إلى التدقيق من قبل مصالح الوظيفة العمومية، حيث ستشمل عملية الرقابة كافة مراحل إجراء الامتحان الكتابي إلى غاية مرحلة الإعلان عن النتائج، لتفادي أي تزوير في القوائم أو تلاعب بالنتائج، ومن ثم يتم الإدماج حسب الشغور البيداغوجي للأطوار الثلاثة، ورغم تعجيل الوزارة الوصية بضرورة الاستعجال في ضبط الشغور البيداغوجي مع انطلاق الثلاثي الثاني من الموسم الدراسي الجاري، لأجل اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل تأزم الأوضاع، إلا أن الوزارة وقعت في مأزق، فبعد ما شرعوا في البحث عن الأساتذة المستخلفين والمتعاقدين، ودعتهم إلى أهمية الشروع في التعيين.
وبخصوص الأساتذة الذين أخذوا عطل مرضية طويلة جراء عدم حصولهم على الموافقة الأولية للخروج على التقاعد، وكذا عطل الأمومة والعطل المرضية طويلة المدة لتغطية العجز في سلك الأساتذة، بعد ما بلغتها عديد التقارير الميدانية تؤكد أن عددا كبيرا من الأساتذة على المستوى الوطني قد لجأوا إلى العطل المرضية طويلة المدة كوسيلة للتحايل على القوانين، وقوبلت طلبات خروجهم في تقاعد بالرفض وكذا رفض الأساتذة العمل بعقود مؤقتة، حيث أصروا على إدماجهم في مناصب قارة،وهو الأمر الذي عقد التوظيف والترقية في قطاع التربية.
ومن جهة أخرى، طالبت وزارة التربية الوطنية من ديوان للامتحانات والمسابقات من خلال فروعه الجهوية بعد إنهاء عملية تصحيح أوراق إجابات الأساتذة المترشحين لمسابقة الترقية في الرتب المستحدثة رئيسي ومكون التي تم إجراؤها نهاية ديسمبر الفارط، بإرسال الأوراق مباشرة إلى مراكز التجميع لنزع الإغفال والتشفير، وإعادة تدوين البيانات الشخصية للمترشحين، ليتم بعدها الإعلان عن النتائج إلكترونيا عبر مواقع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات في نهاية هذا الشهر.
وأضافت مصادر في وزارة التربية الوطنية، أن ملفات الناجحين في المسابقة المهنية الداخلية لترقية الأساتذة في الرتب المستحدثة، ستخضع لغربلة الوظيفة العمومية، حيث سيتم التدقيق فيها من قبل مصالح المديرية العامة للوظيفة العمومية، على أن تشمل عملية الرقابة كافة مراحل إجراء الامتحان الكتابي إلى غاية مرحلة الإعلان عن النتائج عبر مواقع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، لتجنب التزوير في القوائم والتلاعب بالنتائج، على أن يتم تعيين الناجحين بصفة فورية بالتحويل التلقائي لمناصبهم، وذلك قصد تعويض الأساتذة الذين خرجوا في تقاعد بعنوان 2019، خاصة أمام توقيف العمل بقوائم الأساتذة الاحتياطيين والتي أسقطت بتاريخ 31 ديسمبر الفارط، دون تجديد للرخص الاستثنائية والتي تقضي بتمديد العمل بها من قبل المصالح المختصة.
هذا ويجمع مختصون في الشأن التربوي على أن مديرات التربية وجدت أنفسها في حلقة مفرغة، وبعد محاولة إيجاد الحلول لمناصب الشغور البيداغوجي وعملية الترقية والأساتذة المتقاعدين والمستخلفين، يستصعب على المديريات للأطوار الثلاثة عملها في الشق المتعلق بالتوظيف، وهو ما دفع مصالح وزارة التربية إلى التعجيل في حصد مناصب الشغور وتوزيع الناجحين بصفة فورية بالتحويل التلقائي لمناصبهم قبل انطلاق فروض الفصل الثاني والتي ستكون تقييمات الأولوية للعام الدراسي، وقبل الإعلان عن مسابقة جديدة للتوظيف في شهر مارس المقبل.
أميرة أمكيدش
الرئيسية / الوطني / لسد الشغور الناتج عن التقاعد وإسقاط قوائم الاحتياطيين والترقية:
مديريات التربية تتخذ إجراءات لمعالجة مشكلة التوظيف
مديريات التربية تتخذ إجراءات لمعالجة مشكلة التوظيف