أوضح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد، أن الأشخاص الذين يعانون من داء السكري هم الأكثر عرضة لتبعات حادة في حالة إصابتهم بفيروس كورونا.
وكشف بن بوزيد في كلمة ألقاها بمقر الوزارة أمس، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسكري أن 14.4 بالمائة من السكان البالغين في الجزائر يعانون من مرض السكري أي مقارب 2.8 مليون مصاب.
ورغم تأكيده أن مرض السكري لا يزيد من احتمالات الإصابة بفيروس كورونا إلا أن بن بوزيد أفاد بأنه من المحتمل أن يزيد الأعراض الحادة عند المصابين بفيروس كورونا.
وشدد بن بوزيد بالمناسبة على “ضرورة التحسيس بالإجراءات الوقائية التي تسمح بتفادي التعرض الى الإصابة بالفيروس لدى هذه الفئة من المرضى”, داعيا الى “ضرورة التحسيس بأهمية المراقبة الدقيقة” لمرض السكري و إلى “تعزيز المراقبة الدقيقة لنسبة السكر في الدم والأسيتون مع استشارة الطبيب في اقرب وقت من أجل بدء الإجراءات التصحيحية في حالة الإشتباه بالإصابة بكوفيد-19 “.
واعتبر البروفسور بن بوزيد أن “التحكم الجيد في نسبة السكر في الدم مسبقا, من شأنه أن يساعد على التحكم في الإصابة بكوفيد-19 بشكل أفضل”, مشيرا إلى أن المرحلة الاستثنائية لتفشي الفيروس تستدعي -مثلما قال- “توطيد ومواصلة الإجراءات المتخذة “من خلال الإشراك الدائم للحركة الجمعوي
كما ثمن من جانب أخر دور القوافل الطبية متعددة الاختصاصات التي “استهدفت سكان مناطق الظل لبعض الولايات والتي شهدت انقطاعا للرعاية الصحية بسبب تفشي وباء كوفيد-19 بالتعاون مع العيادة المتنقلة +نحو طريق الوقاية+ بمساهمة جمعية الشبكة الجزائرية للشباب ومديريات الصحة لتحسيس والكشف المبكر عن السكري من جهة وتوصيل العلاج الى هذه المناطق من جهة أخرى”.
المصابون بالأمراض المزمنة أكثر عرضة للفيروس
من جهتها، أكدت رئيسة مصلحة داء السكري بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا, البروفسور مالحة عزوز, أن المصابين بالأمراض المزمنة هم “الأكثر عرضة لتعقيدات الإصابة بفيروس كورونا من غيرهم”, لا سيما فئة المرضى بداء السكري.
وأوضحت ذات المختصة, بمناسبة احياء اليوم العالمي لمكافحة داء السكري, الذي يصادف 14 نوفمبر من كل سنة أنه بالرغم من “تخصيص مصلحة” للتكفل بمرضى السكري الذين يتعرضون الى الإصابة بفيروس كورونا إلا أن التكفل بهذه الفئة يستدعي “تكثيف جهود السلك الطبي وشبه الطبي لخطورة تعقيدات هذا الفيروس ولمعاناتهم من امراض خطيرة أخرى على غرار السمنة وارتفاع ضغط الدم”.
ودعت المختصة بالمناسبة جميع المصابين بداء السكري إلى “ضرورة التحلي بالحيطة والحذر لكونهم أكثر عرضة للفيروس”, حاثة إياهم الى الالتزام بـ”الإجراءات الاحترازية حفظا لصحتهم”.
كما نصحت البروفيسور عزوز هذه الفئة من المرضى ب “الحفاظ على توازن نسبة السكر بالدم لتفادي تعقيدات المرض”, التي تعتبر “أكثر خطورة” من مرض السكري ذاته, مشيرة على سبيل المثال إلى “أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والسمنة والعجز الكلوي إلى جانب الإصابة باختلالات في البصر”.
من جانبه لاحظ رئيس مصلحة الطب الداخلي بعيادة ارزقي كحال التابعة للمؤسسة الإستشفائية العمومية لبئر طرارية (الجزائر العاصمة) البروفسور عمار طبايبية أنه بمجرد “تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا, “عزوف المصابين بالأمراض المزمنة على العلاج بالمؤسسة”, مبرزا أنه خلال هذه الفترة التي شهدت ارتفاعا في الاصابة بكوفيد -19 , تم معاينة المصابين عن بعد من خلال تزويدهم بالوصفات والارشادات الطبية اللازمة.
وفيما يتعلق باستشفاء فئة المصابين بالأمراض المزمنة بوحدة كوفيد -19 بذات العيادة أوضح السيد طبايبية بأنهم “يمثلون نسبة 35 بالمئة من المصابين بالفيروس”و لافتا الى أنه تم تسجيل نسبة “ضئيلة” من الوفيات في أوساطهم.
أما رئيس مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية, فرانس فانون (البليدة) البروفسور عبد الرزاق بوعمرة, فقد أشار الى أن المصابين بداء السكري يمثلون”مريضا واحدا من بين أربعة مرضى حاملين لفيروس كورونا من الوافدين على المؤسسة”, لافتا الى أنه ب”الرغم من عدم تسجيل أية حالة وفاة من بين المصابين بداء السكري إلا أن وضعيتهم الصحية كانت حرجة جدا بسبب تعقيدات المرض”.
وأعرب من جانبه رئيس جمعية مساعدة المصابين بداء السكري بولاية الجزائر العاصمة فيصل أوحدة عن “أسفه” للنقص في التكفل الجيد بالمصابين في ظل انتشار جائحة كورونا, مسجلا ايضا ” غياب” اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية في العديد من الصيدليات الخاصة الجزائر العاصمة.
ف.س