قال وزير السياحة والصناعة التقليدية، حسن مرموري ان إعطاء الأولوية لقطاع السياحة والصناعة التقليدية، يعكس الأهمية القصوى التي يتبوؤها هذا القطاع الاستراتيجي في حياة المجتمع، مؤكدا ان الحكومة تتطلع الى إحداث وثبة تجعل من الجزائر مع نهاية العشرية القادمة قطبا سياحيا متوسطيا بامتياز، يضاف الى رصيدها من الانجازات المحققة عن طريق النهوض بصناعة السياحة وفق معالم المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية الذي تم تقديمه سنة 2008.
وثمن الوزير خلال كلمته الافتتاحية بالمنتدى الوطني الاول للسياحة الالكترونية، دولة الوزير الاول الذي قرر انشاء جهاز لتجسيد رقمنة مختلف الهيئات المدنية للدولة ومتابعتها، مؤكدا ان مخطط عمل الحكومة يعتبر القطاع نشاطا اقتصاديا واجتماعيا من شأنه ان يشكل بديلا للتبعية للمحروقات، وذلك باستغلال كل الفرص والموارد المتاحة لاستحداث الثروة في اطار تنويع الاقتصاد الوطني والتنمية المستدامة.
زمن التسيير التقليدي للسياحة قد ولى
من جهة أخرى، تأسف الوزير لتأخر الجزائر عن ركب النهوض في ميدان الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة للاعلام والاتصال، في الوقت الذي يشهد فيه العالم تسارعا مذهلا على مستوى التحولات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية وحتى السياسية.
وقال الوزير أن زمن التسيير التقليدي لميدان السياحة والصناعة التقليدية الذي يرتكز على مقاربة الاتصال ذي الاتجاه الواحد قد ولى ولم يعد له مكان في عالم البلدان المتطورة، وهو ما دفع بالحكومات والمؤسسات الدولية المعنية – حسب مرموري – الى التفكير في طرق ومقاربات جديدة للتواصل والاتصال، ومن ثمة اصبحت هذه التكنولوجيات الحديثة مادة اولية عالمية بامتياز.
انطلاق تجسيد عملية الرقمنة بوزارة السياحة
وبخصوص السياحة الالكترونية، كشف وزير القطاع ان دائرته الوزارية قد شرعت في تجسيد عملية الرقمنة من خلال اعدادها لمنظومة معلوماتية، تهدف الى تقديم عديد الخدمات الموجهة لكل متعاملي القطاع باختلاف مجالات نشاطهم، لا سيما في مجال الاستثمار وتسيير طلباته وكذا نشاط اعتماد وكالات السياحة والاسفار، رخص الاستغلال الفندقي وغيرها من الخدمات الاخرى التي توضع في متناول المتعاملين ومتابعة تطورها عبر شبكة النت، مشيرا ا ناول خطوة ستكون متابعة الملفات الخاصة باعتماد وكالات السياحة والاسفار.
واردف بالقول ان هذا المسعى يندرج في اطار تجسيد غايات واهداف المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية والذي علاوة عن كونه اطارا مرجعيا يرسم برنامج تطوير السياحة الوطنية وترقيتها، فانه يعمل على ادراج الجزائر ضمن الشبكات الدولية ودعم مكانتها كوجهة سياحية وتثمين مكتسباتنا الطبيعية والثقافية بفضل الاستثمار وجودة العرض، والذي لا يتأتى – يضيف الوزير – الا من خلال اشراك جميع الفاعلين من جماعات محلية ومتعاملين عموميين وخواص وخبراء وكافة العاملين على مستوى ترقية السياحة والصناعة التقليدية.
نحو تدعيم 66 وحدة فندقية بمنظومات معلوماتية وتعميمها نهاية 2018
وعن برنامج القطاع، افصح مرموري عن الشروع في تدعيم 66 وحدة فندقية بمنظومات معلوماتية مع تعميمه ليشمل جميع الوحدات الفندقية مع نهاية 2018.
وقال ان العمل المشترك الذي ينبغي ان يأخذ بعين الاعتبار استخدام التكنولوجيات الحديثة والرقمنة حلا ملائما لمواجهة مختلف الاختلالات والنقائص يرتكز على جعل الرقمنة اداة اساسية ضمن الاستراتيجية التجارية لمختلف الخدمات السياحية، بالاضافة الى العمل على الترويج الاحسن لوجهة الجزائر السياحية، مع ضمان اكبر احترافية في استراتيجية التسويق وعصرنة النشاط التجاري عبر الاستعمال الانجع للرقمنة.
السياحة الجزائرية مهددة
وعبر الوزير عن تخوفه من تأخر الجزائر من ركب مواكبة الطفرة التكنولوجية الهائلة التي يشهدها العالم، ما سيبقي حسبه نشاط السياحة والصناعة التقليدية مهددا، حيث ان رهانات المستقبل وتفاعلات الشراكة مع الاتحاد الاوروبي والانضمام الى مختلف المنظمات العالمية والهيئات الدولية تضع الجزائر امام تحد جديد لا سابق له ميزته الرئيسية منافسة شرسة لا ترحم الضعيف ولا المتواكل.
نسرين محفوف