فضل الاتحاد الأوروبي اختيار لغة الدبلوماسية والهدوء عند الحديث على تعامل الجزائر مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تحولت إلى كابوس بالنسبة للسياسة الأوروبية التي انقسمت فيما بينها بخصوص التعامل مع هذه القضية الحساسة من الجانب الإنساني، في الوقت ذاته لا تزال المنظمات الحقوقية تكيل للجزائر الانتقادات بخصوص تعاملها مع ملف المهاجرين غير الشرعيين.
ذكر متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن ” الدول ذات السيادة “، مسموح لها أن تطرد المهاجرين طالما أنها تمتثل للقانون الدولي، موضحا أن ” الاتحاد الأوروبي يدرك ما تفعله الجزائر “.
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية إنقاذها لأكثر من 11276 من المهاجرين ” رجالا، نساء وأطفالا ” من المسير في الصحراء بعد عودتهم إلى النيجر، كما أجبر 2500 آخرون على الدخول إلى مالي، ولا توجد إحصائيات للضحايا الذين سقطوا في الطريق.
ولا تقدم الجزائر أي أرقام لعمليات الطرد التي تقوم بها، غير أن المنظمات تقدر ازديادها منذ أكتوبر 2017، حسب أعداد المهاجرين الذين تم إنقاذهم، كما لم ترد الدولة الجزائرية بشكل رسمي على هذه التقارير، ونفت انتقادات المنظمات الدولية بانتهاك حقوق المهاجرين.
وقال المهاجرون إن يجمعون المئات في وقت واحد ، محشورين في شاحنات مفتوحة متجهة جنوبًا لمدة ست إلى ثماني ساعات، ثم يرمون في الصحراء ويشيرون إلى اتجاه النيجر، يُطلب منهم السير، وأحيانا تحت تهديد السلاح.
وكان قد نفى في وقت سابق السفير الأوروبي بالجزائر، أن يكون الاتحاد الأوروبي قد مارس ضغوطا على الجزائر، كي تلعب دور الدركي في البحر المتوسط، لصد تدفق المهاجرين الأفارقة، وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي إلى الجزائر، السفير جون أورورك، في تصريحات صحفية، إن أوروبا لا تريد من الجزائر أن تلعب دور الدركي في المتوسط، قائلا : ” أريد أن أصحح أخباراً يتم ترديدها تقول إن عملية ترحيل المهاجرين من دول جنوب الصحراء التي تقوم بها الجزائر، تتم بإيعاز من الاتحاد الأوروبي، وإن لدينا نية لجعل الجزائر دركي الضفة الجنوبية “.
وفي ذات السياق، أعادت بعض الدول الأوروبية طرح فكرة إقامة معسكرات خاصة بالمهاجرين الأفارقة في بعض دول المغرب العربي خاصة مع وصول أحزاب مناهضة للهجرة إلى السلطة، وليست هذه الفكرة جديدة وإنما تعود إلى فترة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. حيث أنه ليس أمام الأوروبيين سوى الضغط على دول جنوب المتوسط لفرض سياسة مركزة ضد المهاجرين.
كما ذكر مفوض الهجرة بالاتحاد الأوروبي ديميتريس أفراموبولوس، أن المفوضية الأوروبية عاكفة على استكشاف خيارات بشأن ” برنامج إنزال ” سيتم بموجبه نقل المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في عرض البحر إلى مواقع في شمال إفريقيا، حيث سيتم النظر في طلباتهم الخاصة باللجوء.
رغم أن هذا المقترح بالأساس هو الذي أبرز خلاف كبير داخل أروقة الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، بعد أن أغلقت إيطاليا موانئها الأسبوع الماضي، أمام قارب يحمل 630 مهاجرا جرى إنقاذهم في البحر المتوسط، بينما تطالب بمزيد من المساعدة من الدول الأخرى الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، مما دخلت في أزمة دبلوماسية مع جارتها فرنسا التي عبر رئيسها إيمانويل ماكرون
وأضاف تاياني أن ” ثاني دعامة هي الاستفادة من ترتيبات التعاون التي وضعها مع النيجر، يجب على الاتحاد الأوروبي العمل بشكل أوثق مع دول العبور، مثل ليبيا والجزائر وموريتانيا ومالي وتشاد وتونس والمغرب “. واعتبر رئيس البرلمان الأوروبي أن عدم الاتفاق على استراتيجية أوروبية ذات مصداقية تقوم على هاتين الركيزتين ، سوف يؤدي إلى إعادة النظر في سياسات الهجرة، وإغلاق الحدود الوطنية، وانهيار نظام شنغن “.
وفي موضوع ذي صلة، ذكرت تقارير إعلامية أن المفوضية الأوروبية تعمل على خطط لمضاعفة ميزانية الإنفاق على قضايا الهجرة واللجوء وتحسين إدارة الحدود بعد أن وصل الاتحاد الأوروبي إلى حالة من التخبط في التعامل مع أزمة اللاجئين في ظل فقدان الثقة بسياسات قادة بعض دوله.
إسلام.ك
الرئيسية / الحدث / انقسام أوروبي حول معالجة الهجرة غير الشرعية:
مسؤول أوروبي يدافع عن مواقف الجزائر تجاه الهجرة
مسؤول أوروبي يدافع عن مواقف الجزائر تجاه الهجرة
انقسام أوروبي حول معالجة الهجرة غير الشرعية:
الوسومmain_post