توج المتحف العمومي الوطني بسطيف ممثلا لوزارة الثقافة والفنون، بجائزة “التميز في الإرشاد الثقافي والمتحفي” في المسابقة الخاصة بالإرشاد الثقافي العربي المنظمة من طرف “المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” بدولة تونس، تحت شعار: “بالماضي نعبر للمستقبل” والذي عرف مشاركة العديد من المتاحف ممثلة لمختلف البلدان العربية على غرار: الجزائر تونس، الإمارات، البحرين، عمان، فلسطين، قطر اليمن.
في السياق، يأتي تكريم المتحف العمومي الوطني بسطيف تتويجا للنشاط والحركية المتحفية الكبيرة التي يعرفها من خلال تنوع فعالياته من محاضرات وأُمسيات ثقافية ومسابقات ومنشورات وغيرها، كما يساهم المتحف في التعريف بموروثنا الثقافي في الخارج وفتح المجال أمام الباحثين والمختصين في علم الآثار وكذا الطلبة الباحثين في تاريخ المنطقة.
وقد دعا المدير العام لمنظمة “الألكسو” الدكتور محمد ولد أعمر، في كلمته الدول المشاركة إلى ضرورة الاعتناء بمتاحفنا ومعالمنا التاريخية ومواقعنا الأثرية وزيارتها، وتنفيذ الفعاليات والأنشطة فيها، وإدراج التربية على التراث والتربية المتحفية ضمن البرامج والمقررات المدرسية، حتى نحقق ما نصبو إليه من زرع ثقافة عربية متأصلة في جذورها ومتنوعة في منابعها ومنفتحة على محيطها.
ويعرض المتحف العمومي الوطني في سطيف ماضي المدينة والمدن المجاورة من عصور ما قبل التاريخ، إلى العصر النوميدي والروماني والإسلامي والعثماني والاستعماري عبر البقايا المكتشفة في المواقع الأثرية في المنطقة.
وتعود فكرة إنشاء متحف أثري يجمع القطع المعثور عليها من الحفريات في سطيف والمناطق المحيطة بها إلى نهاية القرن التاسع عشر لما تم إنشاء أول متحف متخصص في الآثار الحجرية ف عام 1896 في حديقة الأمير عبد القادر، ثم سنة 1932 في ثانوية محمد قيرواني، ثم قصر العدالة السابق عام 1968 الذي كان أول متحف افتتح بعد استقلال البلاد.
لكن استمرار الحفريات خلال الأعوام 1977-1984 والثراء الكبير للمجموعات القديمة والإسلامية، جعل الناس يدركون الحاجة إلى وجود متحف يفي بالمعايير الدولية ويضم مكان كبير ومناسب.
وفي عام 1985 ولد متحف سطيف الأثري، وصنف كمتحف وطني بموجب مرسوم تنفيذي no 92-282 المؤرخ في 6 جويلية 1992، نظرا لأهمية مقتنياته المتحفية، ويضم مجموعات المتحف غنية جدًا، وهناك قطع من عصور ما قبل التاريخ والعصور القديمة والفنون الإسلامية وعلم العملات. وهكذا يمكن للمرء أن يكتشف مجموعات من البقايا الأثرية التي يعود معظمها إلى العصر الروماني والناتجة عن الحفريات التي أجريت في سيتيفيس، وقلعة بني حماد وجميلة.
صبرينة ك