لطالما ألتزمت الجزائر بدعم دول منطقة الساحل في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، إنطلاقا من قناعتها بأن أمن الجزائر من أمن جيرانها، حيث تبنّت مبدأ استباقية القوانين في هذا المجال، معتبرة اياه قاعدة أساسية في مكافحة هذه الآفة الخطيرة.
وقد دعت في مختلف المناسبات إلى تعزيز قدرات الدول التي تواجه الإرهاب، مؤكدة انها لن تدخر أي جهد من أجل تعزيز جهودها في حماية الساحل، من خلال مختلف المبادرات والنشاطات، وذلك من أجل بلوغ هدف تحقيق السلم والاستقرار والازدهار في هذه المنطقة وكل ربوع العالم.
وفي هذا الصدد، كشف الوزير الأول ، أحمد أويحيى، أن الجزائر قدمت مساعدات مالية فاقت الـ 100 مليون دولار، إلى دول الساحل الأفريقي، لمساعدتها على مكافحة الارهاب.
وقال الوزير الاول على هامش مشاركته في القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي- الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس، بالعاصمة الايفوارية، ابيدجان، ان الجزائر وعلى مدار السبعة أعوام الأخيرة، قدمت مساعدات لكل من تشاد والنيجر ومالي وموريتانيا، بأكثر من 100 مليون دولار، لتكوين نحو 10 فرق للقوات الخاصة، وبناء قواعد عسكرية على أراضي هذه الدول، بالإضافة إلى منحها عتاد عسكري كبير ومتطور.
وبعد أن ذكر بأن الجزائر لها تجربة كبيرة في مآسي الارهاب, أوضح أويحيى أن الجزائر تبذل على المستوى السياسي جهدا كبيرا في المشاركة والتفكير في هذا المجال.
وقد استثمرت الجزائر في الأمن الإقليمي، فأصبح لها وجودها في مختلف هيكليات التعاون الأمني الأفريقي، ما جعلها محط تثمين العديد من الدول ومختلف الهيئات العالمية، نظرا للدور الذي تلعبه في مجال مكافحة الإرهاب محليا، إقليميا ودوليا.
قدمنا مجهودات مضاعفة في مكافحة الإرهاب دون أي تشهير
ومقارنة بما قدمه الاتحاد الأوروبي، المتكون من 28 دولة عضو، إلى المجموعة الخمسة الإفريقية، من مساعدات التي لم تتجاوز 50 مليون دولار، فإن الجزائر بذلت مجهودات مضاعفة في ميدان مساعدة الدول الإفريقية في مكافحة الإرهاب دون أي تشهير لما تقوم به، غير أن ذلك لم يفهم من قبل البعض، حسب الوزير الأول، لافتا إلى أنه لا يعلم إن كان هذا المبلغ قد صرف أم لا.
وأضاف اويحي أن الجزائر ساهمت أيضًا بتجربتها الكبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، من خلال مجلس رؤساء أركان بلدان لجنة الأركان العملياتية المشتركة، لدول الساحل المعنية بظاهرة الإرهاب، وذلك منذ أكثر من 10 سنوات، مشيرا الى ان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تم اختياره من قبل نظرائه الأفارقة؛ للتكفل بمكافحة الإرهاب في القارة السمراء، و من ثمة – يضيف – شاطرنا العائلة الافريقية و باقي دول العالم تجربتنا ليس فقط في مجال مكافحة الارهاب عن طريق السلاح بل وأيضا تجربتنا في مجال التصدي للتطرف.
كما أبرز “الجهود الكبيرة” التي تبذلها الجزائر على الصعيد الثنائي مع كل من التشاد ومالي والنيجر وموريتانيا وليبيا.
أويحيى يندد بعمليات الاستعباد في ليبيا
وفي حديثه عن ما جرى في ليبيا, ندد أويحيى وأدان عمليات الاستعباد المرتكبة في هذا البلد.
و أضاف أويحيى “نحن نندد و ندين بشدة عمليات الاستعباد في الأراضي الليبية”، داعيا الى التحلي برؤية سديدة حتى لا توجه اصابع الاتهام للأشقاء الليبيين الذين شهدوا دمار وطنهم وهم الآن يحاولون لم الشمل.
علة الهجرة عميقة ونأمل أن لا تكون عملية الترحيل ظرفية
وبخصوص المبادرة التي اتخذتها بعض الدول الإفريقية والأوروبية لمكافحة الارهاب والتكفل بترحيل المهاجرين غير الشرعيين أشاد أويحيى بهذه المبادرة معربا عن أمله في أن لا تصبح هذه العملية ظرفية.
وخلص إلى القول”العلة عميقة و نأمل ألا تنسى مبادرة هذه الدول والأهم هو تضافر جهود المجتمع الدولي برعاية الأمم المتحدة للبقاء تحت نفس المظلة وللتوصل لحل سياسي يضم أشقائنا الليبيين الذين سيتوصلون لإعادة تشكيل حكومة جديدة في كنف الوحدة الوطنية و حماية سيادة هذا البلد الشقيق والمجاور”.
الجزائر ملتزمة بمواصلة عملها الدؤوب على مستوى الاتحاد الإفريقي
وجدد أويحيى التزام الجزائر بمواصلة عملها الدؤوب على مستوى الاتحاد الافريقي, بهدف المساهمة كعادتها في تعزيز الاتحاد الافريقي والتحسين الدائم لنجاعته وتمثيله الفعلي على الساحة الدولية, طبقا للأهداف و المبادئ التي ينص عليها العقد التأسيسي للاتحاد الافريقي.
نسرين محفوف