جريدة الجزائر اليومية الجزائرية
مقالات مشابهة
في محاولة منهما لعرقلة مسار السلام ودفن معالم القضية الصحراوية، وآمال شعبها الحالم بتذوق طعم الحرية بعد أربعة عقود من الحرب، تسعى فرنسا والمغرب هذه المرة من بوابة قمة الاتحاد الافريقي – الاتحاد الأوروبي والتي ستعقد نهاية الشهر الجاري بالعاصمة الايفوارية أبيدجان إلى بذل قصارى جهدهما لمنع البوليساريو من الجلوس على كرسي القمة والإدلاء بصوتها كجمهورية ديمقراطية حيث تشهد كواليس تنظيم القمة الإفريقية الأوروبية تحركات دبلوماسية مكثفة لمنع حضور جبهة البوليساريو القمة.
الدبلوماسية المغربية تعلن حالة استنفار
لطالما جاهر المغرب برغبته في طرد البوليساريو من القمم التي توجه فيها الدعوة للطرفين، وهو ما كان سيحدث في قمة أبيدجان، حيث حاولت عبر داعميها من فرنسا وساحل العاج إقصاء الدولة الصحراوية من حضور القمة الإفريقية الأوربية، لكن الموقف القوى للجزائر وجنوب إفريقيا وموريتانيا حال دون تمرير القرار، وألزم الدولة المستضيفة بتوجيه الدعوة للبوليساريو أو إلغاء القمة.
الاتحاد الأوربي يرفض حضور البوليساريو حماية لمصالحه
صرحت المتحدثة باسم اللجنة الأوروبية كاثرين ري، خلال ندوة صحفية بمقر الاتحاد الأوروبي ببروكسيل، أن موقف الاتحاد ثابت بخصوص الجمهورية الصحراوية الديمقراطية، وهو عدم الاعتراف بها.
وأوضحت المتحدثة حسب ما أوردته مجلة جون افريك ان الاتحاد الأوروبي يرحب بالقمة المقبلة التي ستجمعه بالاتحاد الإفريقي يومي 29 و30 نوفمبر بالعاصمة الإيفوارية، والتي سوف توفر فرصة مناسبة جدا لدفع العلاقات بين افريقيا وأوروبا، ومناقشة العديد من المصالح المشتركة بينهما.
وفي السياق ذاته، ذكرت مجلة “جون أفريك”، ما جاء على لسان كاثرين ري أن المجموعة الدولية لا تعترف بدورها بالبوليزاريو.
كما ابرزت أنه لا مجال بالنسبة للمغرب لممارسة سياسة الكرسي الشاغر خلال القمم الإفريقية، أو السماح بالتورط في معارك تكتيكية ثانوية قد تضع أصدقاء المغرب من أوروبا في موقف صعب.
وتأتي هذه الخطوة الملغومة حسب الإتحاد بغية تفادي ما حدث في قمم سابقة والتي كان آخرها القمة اﻹفريقية-اليابانية بدولة الموزمبيق بعدما عارض المغرب حضور البوليزاريو كعضو مشارك باعتباره فاقد الاعتراف الرسمي الياباني.
كما أكدت رئيسة الدبلوماسية الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني موقف الاتحاد الأوروبي، موردة أن “المشاركة في هذه القمة، كما هو الحال مع أي اجتماع دولي من هذا النوع، لا تعني بالضرورة أي تغير في موقف الاتحاد الأوروبي القاضي بعدم الاعتراف بالبوليساريو”.
فرنسا لا تتصور نجاح القمة بدون المغرب!
من جهة أخرى، تعارض فرنسا مشاركة الجبهة في القمة الإفريقية الاوروبية، حيث قال وزير الشؤون الخارجية الفرنسي “نريد حلا توافقيا والدول السيدة فقط هي التي ستشارك في اجتماع الشراكة الاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوربي”، وهو ما سيسد الباب في وجه الجبهة.
كما ذكرت وكالة أنباء أوروبا بريس أن فرنسا تبدي “مقاومة قوية”، وترفض حضور البوليساريو وتدعم المغرب، داعية الاتحاد الإفريقي الى ايجاد حل لهذا المشكل لأن الفرنسيين لا يتصورون نجاح القمة بدون المغرب.
مساع جزائرية لإسماع صوت القضية الصحراوية
من جهتها قادت الجزائر حملة دبلوماسية لدى الدول الأوروبية من أجل فرض مشاركة الجبهة رغم معارضة المغرب وحلفائه داخل الاتحاد الإفريقي والأوروبي.
متغيرات عديدة جاءت بعد مساعي حثيثة قادتها الجزائر رفقة وفد هام من الاتحاد الإفريقي مكون من عدة مسؤولين سامين على رأسهم نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي توماس كويسي كوارتي و رئيسة لجنة الممثلين الدائمين لدى الاتحاد الافريقي سيديبي فاتوماتا كابا .
وفي هذا الشأن قال السفير الجزائري لدى اﻹتحاد اﻵوروبي عمر بلاني، أن القمم اﻷورو-افريقية وإبتداءا من القمة القادمة المزمع تنظيمها في الـ 29 و 30 من شهر نوفمبر الجاري بالعاصمة اﻹيفوارية ابيدجان ستتم بمسمى جديد بدلا من القديم والتي كانت تعقد تحت مسمى قمة اﻹتحاد اﻷوروبي-افريقيا ، حيث أتفق الطرفان على إطلاق تسمية قمة “اﻹتحاد الاوروبي-اﻹتحاد اﻹفريقي” ، بما في ذلك الدول 55 المكونة لهذا اﻷخير ومن بينهم جبهة البوليزاريو، والتي سيخصص لها مقعد كغيرها من الدول المشاركة في القمة .
كما قال بيان صادر عن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه محمد، إنه و وفقا لقرارات الاتحاد الافريقي ذات الصلة بشأن مشاركة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد بقمة الشراكة الخامسة مع الاتحاد الأوروبي والتي تم التأكيد عليها في القرار الأخير الصادر عن الدورة الاستثنائية الـ 17 لمجلس وزراء الخارجية، فان جميع الدول الأعضاء مدعوة لحضور هذه القمة.
وبذلك تكون جبهة البوليساريو قد ضمنت لها مقعدا داخل القمة بعدما كانت ممنوعة من المشاركة فيها بسبب تواجد المغرب، هذه التطورات قد تجعل المغرب في وضعية حرجة و قد تجعله يقاطع القمة اذا ما تم فرض حضور جبهة البوليساريو.
اسماعيل معراف لـ ” الجزائر “:
موقف الاتحاد الأوروبي انتهاك ” لحق تقرير المصير
ندد المحلل السياسي اسماعيل معراف موقف الاتحاد الاوربي الرافض لمشاركة الجمهورية الصحراوية بقمة الاتحاد الافريقي- الاتحاد الاوروبي، واصفا اياه بـ ” الانتهاك ” لحق الشعوب المطالبة بتقرير مصيرها ونيل حريتها.
ويضيف المحلل ذاته بأن أي مقاطعة لهذه القمة قد لا تفيد المغرب كثيرًا، خاصة أن موقفه واضح من الجمهورية الصحراوية لدى الأوروبيين والأفارقة على السواء”، متابعًا بأن القمة تعقد بين منظمتين جهويتين، وليس بين دول الاتحادين باعتبارها دولا ذات سيادة.
كما اكد ان مقاطعة المغرب للقمة الإفريقية الأوروبية، قد تشكل رسالة غير مطمئنة لباقي الأطراف، لا سيما وأن انضمام المغرب إلى الاتحاد الأفريقي لا يزال حديث العهد.
اسماعيل دبش:
المخزن يخسر معركة القمة الاتحاد الافريقي- الاتحاد الاوروبي
من جهته صرح المحلل السياسي اسماعيل دبش ان المخزن خسر معركة القمة الاتحاد الافريقي- الاتحاد الاوروبي، بعدما نجحت الدول الداعمة لحق الشعب الصحراوى فى تقرير المصير من فرض مشاركة الدولة الصحراوية فى قمة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوربى.
للاشارة سيكون موضوع القمة الافريقية-الاروبية الاستثمار في الشباب، وتحديد مجالات معينة للعمل المشترك، كما سيركز على الهجرة والارهاب والتطرف والسلم والأمن، وحشد الاستثمارات لتنفيذ مشروعات تنموية بالقارة.
نسرين محفوف