بدأت تحركات في إطار الدفع بملف لنيل الحراك السلمي الجزائري جائزة نوبل للسلام العام المقبل، بالاعتماد على عدة خصائص ميزت هذه الثورة السلمية الفريدة من نوعها التي صنعها الجزائريون بين دول المنطقة، بالرغم من أنها لا تزال متواصلة إلى غاية تحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي وليس صوري.
أفاد الدكتور عبد الله طمين، مدير عام لحقوق الإنسان لدى المنظمة الدولية لحماية الحقوق ومكافحة الفساد في تصريح للإذاعة الفرنسية “مونتي كارولو” عن تقديم ملف جاهز أمام لجنة نوبل لمنح جائزة حقوق الإنسان للحراك الجزائري السلمي، وتابع بالقول أن الملف “مدعم بصور حية من مختلف الولايات الجزائرية وتسجيلات وفيديوهات ورسائل دعم من الجمهور العريض وأرسل الملف إلى النرويج وتم استلامه بصفة رسمية في 24 أفريل”، وأكد المتحدث أن الملف “سيعرض على البرلمان النرويجي وفي اعتقادنا كل الشروط متوفرة والشعب الجزائري مؤهل لنيل جائزة نوبل للسلام”.
وكانت عدة أصوات قد ارتفعت في الآونة الأخيرة منادية بضرورة منح جائزة نوبل للسلام، للشعب الجزائري نظير حراكه السلمي الذي أبهر القاصي والداني بحضاريته ومدنيته واستمراريته من دون سقوط قطرة دم واحدة، على عكس البلدان الجارة التي عرفت ثورات شعبية في عز موجات الربيع العربي انتهت بمئات الضحايا والكوارث الإنسانية، وفي الإطار ذاته، قال مقدم نشرات الأخبار الفرنسي السابق، باتريك بوافر دارفور، إن الشعب الجزائري “يستحق جائزة نوبل للسلام”، وأوضح دارفور في تصريح له أن “العالم يموج بالعنف ويشهد مواجهات كثيرة، لكن الجزائريين يعطون اليوم نموذجا آخر بالسلمية التي ينظمون بها مظاهراتهم والطريقة التي يواجهون بها حكامهم، الشعب الجزائري يستحق جائزة نوبل للسلام”.
وفي السياق نفسه، طالب الروائي الكبير واسيني الأعرج في مقال بعنوان “جائزة نوبل للسلام للشعب الجزائري في حراكه السلمي”، بـ”نوبل” للجزائريين، وكتب الدكتور واسيني الأعرج أن “كل هذا الشعب الجميل الذي يتظاهر، ويحمل الورود، اللبق، الذي ينظف الشوارع بعد انتهاء المسيرات، لدرجة أن أفرادا من الشرطة المضادة للشغب التحقوا بالشعب على صوت: وان تو تري، فيفا لالجيري، وعلى وقع البارود والزغاريد”، متابعا في سياق حديثه “على مدى خمس أسابيع من حراك الملايين، لم تسجل ضحية عن طريق الخطأ، في كل أسبوع، يمنح الشعب الجزائري درسا جديدا في الإبداع والخلق والجمال في حراكه، يستحق هذا الشعب جائزة نوبل للسلام، يستحقها بامتياز”.
وقد أصدرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية المتخصصة في الشأن الأفريقي الأسبوع الفارط، قائمتها لأكثر مئة شخصية تأثيرا في القارة الأفريقية للعام 2019، وضمت القائمة العشرات من الشخصيات السياسية ورجال الأعمال والكتاب وغيرهم ممن كان لهم نفوذ على اتجاهات الآراء والرأي العام في بلدانهم وفي القارة.
وتصدر قائمة المئة شخصية من جمهورية الكونغو الديمقراطية الطبيب دنيس موكويغي الذي نال في أكتوبر 2018 جائزة نوبل للسلام لدوره في مكافحة العنف الجنسي إبان الحروب، وفي المرتبة الثانية حل الشعب الجزائري نتيجة لحراكه غير المسبوق الذي أسقط الرئيس بوتفليقة من سدة الحكم بعدما كان ينوي الترشح لعهدة خامسة رغم الحالة الصحية التي كان يتواجد عليها.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال مختلف مسيرات الجمعة، يرفع المتظاهرون لافتات في مختلف الأمكنة تطالب بمنح جائزة “نوبل” للشعب الجزائري الذي أبهر العالم بسلمية حراكه في وقت تغرق مسيرات السترات الصفراء الفرنسية في العنف والفوضى.
إسلام كعبش