انتقل وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل في جولة عربية إلى كل من الإمارات العربية ثم مصر، للقاء نظرائه في هذين البلدين الذين يعرفان بدعمها الواضح للواء الليبي خليفة حفتر الذي يقدم نفسه كقائد للجيش الليبي بدعم من برلمان طبرق في الشرق الليبي ويعتبر ورقة مهمة في الأزمة الليبية التي تعمل الجزائر على حلها.
وحسب بيان الخارجية الجزائرية فإن “وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل يقوم بزيارة عمل إلى الإمارات العربية المتحدة قبل التوجه إلى القاهرة ليترأس جلسة استثنائية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الشؤون الخارجية حسبما جاء في بيان للوزارة، ونقل ذات المصدر أن زيارة وزير الشؤون الخارجية إلى الإمارات العربية المتحدة التي تندرج في إطار ” التشاور الدائم بين البلدين” ستسمح لمساهل ونظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ب” التطرق إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك لاسيما سبل ووسائل تدعيم التعاون الثنائي “. وخلص بيان الوزارة إلى أن مساهل ” يتوجه يوم الخميس إلى القاهرة حيث يترأس جلسة استثنائية لمجلس جامعة الدول العربية تخصص للانتهاكات الأخيرة للقوات الإسرائيلية في الأماكن المقدسة بالقدس الشريف “.
وتعرف الجهود الدبلوماسية للجزائر بخصوص حلحلة الأزمة الليبية تسارعا في الآونة الأخيرة خاصة بعد عودة الوزير مساهل الشهر الماضي من جولة ماراطونية في ليبيا التقى من خلالها أغلب الفرقاء على الأرض، كما هاتف الوزير عبد القادر مساهل نظيره الفرنسي جون إيف لودريان قبل أيام قليلة للتباحث حول الوضع الليبي وتنسيق الجهود مع باريس لإيجاد توليفة جديدة تنهي الصراع الحاد والمزمن والذي ألقى بأضراره على دول الجوار على رأسهم الجزائر، خاصة أن باريس عملت بأمر من الرئيس إيمانويل ماكرون على الجمع بالعدوين اللدودين في ليبيا رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج واللواء خليفة حفتر لتقريب وجهات النظر بين الطرفين وإنهاء حالة الإنقسام الحاصل بينهما.
على صعيد متصل تخشى الجزائر من المعلومات التي تنقلها بعض التقارير آخرها ما نشرته صحيفة ” العربي الجديد ” نقلا عن مصادر مقربة من اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، عن ” أشكال الدعم الإسرائيلي التي تلقاها الرجل واللقاءات التي جمعته بقيادات إسرائيلية في مدن عربية، مؤكدين أنه تلقى مساعدات عسكرية إسرائيلية، دعما له في القتال المتواصل في البلاد “، وقال مصدر عسكري رفيع في صفوف قوات حفتر، رفض الكشف عن اسمه حرصا على سلامته “إن التنسيق الإسرائيلي مع حفتر بدأ مبكرا، إذ التقى شخصيات مخابراتية من الموساد في الأردن خلال 2015 و 2016، جرت خلالها مباحثات بين الطرفين “، وأكد المصدر أن “اللقاءات كانت تحاط بسرية بالغة، ولم يسمح حفتر بالاطلاع على تفاصيل اللقاءات التي يبدو أنها كانت تجرى بوساطة إماراتية”، غير أنه أكّد بالوقت نفسه أنه “اطلع على وثائق تفيد أن من الشخصيات الإسرائيلية التي التقاها حفتر شخص يدعى أكرمان وآخر يدعى مزراحي، دون أن يحصل على تفاصيل أكثر “.
وسبق للبروفسور الفرنسي أستاذ العلاقات الدولية ” بيار لويس ريموند” أن صرح لـ ” الجزائر ” حول دور الجزائر وفرنسا في الملف الليبي بالقول ” مقاربة الأزمة الليبية تستدعي جهدا جماعيا من دول الجوار وأيضا من المجتمع الدولي. في نفس الوقت، لا يمكن بين ليلة وضحاها حل أزمة تطال بلدا لا يزال يبحث عن الاستقرار ولا تزال فيه مناطق النفوذ والمصالح على قدر كبير من التضارب. ومهمة دول الجوار والمجتمع الدولي مواصلة التباحث ودعم جهود الحكومة المعترف بها دوليا للمضي قدما في مساعيها “.
إسلام كعبش