تواصل الجزائر إلى جانب تونس ومصر احتضان مبادرة الحوار الليبي بين الفرقاء، لتطويق الازمة في ليبيا ومنع مزيد من الانفلات الذي يهدد كل الجوار الليبي.
شارك وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل في الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية كل من تونس ومصر حول ليبيا الذي احتضنه العاصمة المصرية القاهرة أمس.
وتتطرق الاجتماع إلى الخطوات القادمة لتفعيل مبادرة السلام في ليبيا، في ظل الحركية التي يعرفها المسار السياسي والصدى الإيجابي لهذه المبادرة على المستويين الإقليمي والدولي وعلى مستوى الداخل الليبي، بالإضافة إلى نتائج جلسات الحوار بين لجنتي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، التي احتضنتها تونس خلال شهر أكتوبر المنقضي برعاية الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة، والتي خصصت للنظر في التعديلات التوافقية التي يمكن إدخالها على اتفاق الصخيرات الموقع في ديسمبر2015.
كما شهد الاجتماع بحث مبادرة التسوية، التي تقوم على التوصل إلى تعديلات توافقية لاتفاق الصخيرات تشمل كل الفرقاء، ورفض أي تدخل عسكري في ليبيا وضمان وحدة المؤسسات الليبية بما في ذلك الجيش.
وتدافع الجزائر بقوة عن مبدئ الحوار بين الأطراف في ليبيا لمنع أي تدخل أجنبي ،وتجنيب دول المنطقة تبعات مزيد من الانفلات .
وتشكل الأوضاع في ليبيا تهديدا لدول الجوار الثلاث التي وقعت في فيفري الماضي على بيان تونس من أجل تسوية سياسية شاملة في ليبيا، بناء على مبادرة تقدم بها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي
ومنذ ذلك الحين، عقدت الدول الثلاث المجاورة لليبيا اجتماعين تنسيقيين للتشاور بشأن الجهود المنفردة، التي تقودها كل دولة من أجل دفع التسوية بين الفرقاء السياسيين الليبيين.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبوزيد أمس ، أن الاجتماع الثلاثي بين مصر وتونس والجزائر يعكس الاهتمام الدائم والمستمر من جانب دول جوار ليبيا، في ظل تطورات الوضع في ليبيا لتأثرهم المباشر سواء أمنيا وسياسيا.
و أضاف المتحدث أن الفترة الأخيرة قد شهدت جهود وتحديات جسام للوضع الأمني داخل ليبيا، بسبب انتشار العمليات الارهابية المختلفة في المناطق خارج السيطرة، مُشيرا إلى أن هناك تحديات وفرص ولابد أن تعكس دول الجوار رؤيتها للمسار وتؤكد على جهود الأمم المتحدة تحت رعاية المبعوث الأممي .
وكشف وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي عن أمله في التوصل لتسوية سياسة شاملة للوضع في ليبيا وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بحلول الصيف المقبل وفقا لخارطة الطريق الأممية، وأنه يتمنى آلا تتطور الأمور في لبنان.
وقال الجهيناوي -حول الوضع الليبي أنه قد تم وضع أسس الحل السياسي في ليبيا، والتأكيد على ضرورة التحدث مع جميع الليبيين بمختلف انتماءاتهم بمساحة واحدة، وأن يكون الحل سياسيا وليبيا خالصا.
وأشار الجهيناوي إلى أن المبعوث الأممي يقوم حاليا بتنفيذ المبادرة التي تم التوافق عليها في اجتماعات نيويورك، وأن اجتماع القاهرة لوزراء خارجية مصر وتونس والجزائر يستهدف تقييم نتائج الاتصالات مع ليبيا، وتأكيد دعم المبعوث الأممي في مهمته، ودعوة الليبيين للبحث عن حل .
رفيقة معريش