السبت , نوفمبر 16 2024
أخبار عاجلة
الرئيسية / الحدث / فيما أكد دعم الجزائر للمبادرة الأممية لحل الأزمة الليبية:
مساهل: نعمل على عودة دمشق إلى الحضن العربي

فيما أكد دعم الجزائر للمبادرة الأممية لحل الأزمة الليبية:
مساهل: نعمل على عودة دمشق إلى الحضن العربي


ذكر وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل أن “الجزائر كانت منذ البداية ضد تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية و انها تعمل على عودة دمشق إلى الحضن العربي كدولة لها مكانتها في هذه الهيئة الاقليمية”.
واشاد الوزير خلال لقاء خاص مع قناة “روسيا اليوم”، على هامش أشغال الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، بنوعية العلاقات بين الجزائر و دمشق، مشيرا إلى انه زار الأراضي السورية السنة الماضية تزامنت مع الذكرى ال60 لاستقلال سوريا حاملا رسالة تضامن بين الشعبين الجزائري و السوري في مكافحة الارهاب و رسالة أخرى تدعو إلى الحل السياسي من خلال المصالحة الوطنية بين جميع السوريين.

الجزائر تدعم المبادرة الأممية لحل الأزمة الليبية

وفيما يخص الازمة الليبية، أكد مساهل دعم الجزائر للمبادرة الأممية لحل الأزمة الليبية من منطلق الحرص على مرافقة الفرقاء الليبيين لإيجاد حل سلمي لأزمتهم من خلال الحوار و المصالحة الوطنية، مبرزا أن الجزائر بحاجة إلى ليبيا “مستقرة” و “قوية بمؤسساتها”.
وأكد مساهل أن “الجزائر ساندت وستساند الأمم المتحدة في مساعيها لمرافقة الليبيين لحل أزمتهم إلا أننا ضد تعدد المبادرات لأن ذلك قد يعقد الأمور”.
وأوضح الوزير أن الجزائر ترحب بكل المبادرات التي تعزز المسار الأممي لحل الأزمة الليبية، خاصة و “أننا بحاجة إلى استقرار ليبيا و ان يكون للدولة الليبية مؤسسات قوية و جيش موحد و برلمان و تمثيل شرعي للمواطنين وهذا ما يمكن أن يضع الليبيين في موقع قوة أمام الارهاب الذي يتنامى في ظل وجود مؤسسات ضعيفة”.
وفي ذات الإطار، شدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على أن “موقف الجزائر ثابت فيما يتعلق بكل الأزمات في العالم و هو موقف قائم على عدم التدخل في شؤون الدول و رفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية كمبدأ مقدس بالنسبة للجزائريين، و هذا ما يسمح لنا بأن نكون على مسافة واحدة مع جميع الفرقاء (…)على غرار الوضع في ليبيا، حيث تتمتع الجزائر بنفس المستوى من العلاقة مع جميع الأطراف الليبية”.
وأكد الوزير أن “للجزائر تجربة في مجال مكافحة التطرف العنيف بفضل سياسة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة القائمة على الوئام و المصالحة الوطنية” كما أن “للجزائر تجربة في التعامل مع مسألة عودة المقاتلين في التنظيمات الارهابية و هي التجربة التي تتقاسمها مع روسيا التي تعاني من عودة المقاتلين الأجانب من ذوي الأصول الروسية الموجودين في سوريا و العراق”، مشيرا إلى ان ذلك يتم من خلال التنسيق الأمني بين الجزائر وموسكو.
وفي ذات السياق، أبرز مساهل أن “منطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط مستهدفة في خضم ما يحدث في الساحل و في ليبيا وهو ما يتطلب تنسيقا بين البلدين” مؤكدا “أننا لم نلمس خطوات حقيقية للمجموعة الدولية من اجل إعادة السلم و الاستقرار في بعض مناطق العالم” .

الجزائر لا تملك أي مبادرة لحل الأزمة الخليجية
وبخصوص الأزمة الخليجية أوضح الوزير أنه حمل خلال جولته الأخيرة في الخليج رسالة واضحة من رئيس الجمهورية مفادها أن “الجزائر تؤمن بالحلول الداخلية بين الأطراف المعنية في بلد معين وتؤيد أي وساطة من دول الجوار باعتبار أن تأثير أي أزمة يكون على دول الجوار مباشرة مثلما هو الحال بالنسبة للملف الليبي وكذا ما تعيشه دول جوار سوريا أو العراق”.
وفي هذا الصدد أكد أن “الجزائر لا تملك أي مبادرة لحل الأزمة الخليجية فلمجلس التعاون الخليجي ميكانيزمات وآليات لحل بعض المشاكل التي تحصل بين الدول وأعضائه ونحن نفضل أن تستعمل هذه الآليات لحل المشاكل ما بينها” مثمنا بالمناسبة مبادرة أمير الكويت لحل الأزمة بين الأشقاء الخليجيين. و أشار إلى أنه أكد خلال زيارته الأخيرة للكويت أن “الجزائر أتت لتساند هذه المبادرة وليس لاقتراح مبادرة أخرى”.
أما فيما يتعلق بالعلاقات الجزائرية الروسية أكد الوزير أنها “تاريخية” و “متميزة” و أن لقائه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنيويورك على هامش أشغال هذه الدورة الاممية ال72 يأتي تحضيرا للزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف يوم 10 أكتوبر المقبل للجزائر.
وأبرز رئيس الدبلوماسية الجزائرية ان زيارة ميدفيديف للجزائر ستتوج بالتوقيع على بعض الاتفاقيات جد الهامة في ميادين مختلف على غرار الفلاحة و التغذية و الصناعات الميكانيكية و كذلك الطاقة، معتبرا ان ميادين التعاون التي تم تحديدها ستعطي دفعا جديدا للتعاون الاقتصادي بين البلدين.
كما أنه سيتم العمل خلال هذه الزيارة على تعزيز الشراكة في الميدان الاقتصادي وفق ما تم التحضير له خلال أشغال الدورة المختلطة الجزائرية الروسية الأخيرة مشيرا إلى أنه على هامش هذه الدورة المختلطة تم انعقاد إجتماع لرجال الاعمال الجزائريين و الروس ضم أكثر من 70 شركة جزائرية و روسية لبحث فرص الشراكة بين أرباب العمل من البلدين.

تشديد على ضرورة إصلاح المنظومتين الأممية والعربية لتكييفها مع التغيرات الحاصلة في العالم
وحول جهود إصلاح منظومة الأمم المتحدة أكد مساهل “أننا ركزنا كجزائريين وأفارقة على دور الأمم المتحدة وضرورة إصلاحها بشكل عميق للاضطلاع بدور أكبر على مستوى العلاقات الدولية”ي منوها بخطة الاتحاد الإفريقي لإصلاح الأمم المتحدة إلا أنه شدد على ضرورة التحرك بأسرع ما يمكن لتفعيل عملية إصلاح المنظومة الأممية.
أما عن الجامعة العربية فقد أوضح أن الجزائر “قامت بمبادرات وقدمت بعض الاقتراحات للقيام بإصلاح جذري للمنظومة العربية باعتبار أنه لم يعد بإمكان هذه الأخيرة البقاء على حالها وبات لزاما عليها التأقلم مع العالم الذي يتطور باستمرار”.
وفي هذا الصدد ذكّر ب”الأشواط الهامة التي قطعها الاتحاد الإفريقي بفضل الإصلاح العميق الذي قام به الأفارقة على مستوى المنظمة الإفريقية”، منوها بأن “إفريقيا أصبحت الآن تتكلم بصوت واحد في المحافل الدولية واكتسبت ثقلا مكنها من التأثير في العلاقات الدولية خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا التي تهم إفريقيا مباشرة”.
وفي الختام، أعرب عن أمله في أن يتم تحقيق ذلك على المستوى العربي خصوصا وأن كل الدول العربية باتت تعترف بضرورة الإصلاح العميق للجامعة العربية “في وقت أصبحنا فيه ننظر لما يجري في بلداننا دون أن نكون فاعلين في الأزمات التي يشهدها عالمنا العربي”.
يشار إلى أن مساهل شارك في اجتماع تشاوري في إطار المبادرة الثلاثية حول ليبيا (الجزائري مصر و تونس)، على هامش أشغال الدورة ال72 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة و الذي ضم نظيراه من مصري سامح شكري و تونسي خميس الجهيناوي وهو الاجتماع الذي عبر من خلاله الوزراء “عن رفضهم لتعدد المبادرات بخصوص ليبيا” و أكدوا من جديد على دعمهم لجهود الامم المتحدة و المبعوث الخاص غسان سلامة.
نسرين محفوف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Watch Dragon ball super